الولايات المتحدة عليها اتباع نمط جديد من أنماط الاستعمار التحرري. والسبب أن الوقت قد حان، مع انفراط عقد سلطة التحالف في العراق ورحيل بول بريمر، لإمعان التفكير في مستقبل الاستعمار الامريكي. إن الكثيرين سيعترضون على اعتبار عدم وجود مستقبل للاستعمار الامريكي في ظل المصاعب التي واجهته في العراق مؤخرا. لكن بغض النظر عما حدث في العراق، فستظل هناك ضرورة ملحة لتدخل الولاياتالمتحدة في مناطق مختلفة من العالم ما دامت هناك دول مارقة تهدد السلام والأمن الدوليين. إن الولاياتالمتحدة هي القوة الوحيدة في العالم التي لديها الإرادة والموارد للقيام بهذا الدور. الدليل على وجهة النظره هذه. ذلك أن الولاياتالمتحدة لا يمكن أن تتخلى عن مسئولياتها بوصفها زعيمة للعولمة.ولكن يمكنها في الوقت نفسه أن تمارس قوتها بمزيد من الحكمة لا كما افرطت في استخدامها في العراق. وتوجد أمثلة للنماذج الاستعمارية الناجحة التي جمعت بين ترسيخ الأمن ونشر القيم الليبرالية الخلاصة إنه سواء قبلنا أو لم نقبل، فإن الاستعمار الليبرالي الحديث ضرورة ملحة في التعامل مع أكثر مناطق العالم إزعاجا.