ان محاولات رئيس الوزراء البريطاني توني بلير للتهرب من مسئولية اتخاذ قرار الحرب بجانب الأمريكيين وإلقاء اللائمة على أخطاء أجهزة الاستخبارات تثير الشفقة. والدليل أن تقرير اللورد بتلر عن تقديم الاستخبارات لمعلومات مغلوطة استخدمتها الحكومة البريطانية لتبرير حربها في العراق، قد زاد من حجم المطالبات بأجوبة لكثير من الأسئلة المثيرة للجدل . الغريب كم المعلومات التي اختلقتها الاستخبارات عن القدرات العسكرية للنظام العراقي البائد ونتساءل: كيف يمكن للاستخبارات، التي كانت تراقب الوضع العسكري للعراق عن كثب لعقود، أن ترتكب هذا الكم من الأخطاء. الواضح أن إخفاق الاستخبارات لا يمثل كل الحقيقة . ان التقرير قد أغفل دور السياسيين مثلما حدث في تقرير لجنة مجلس الشيوخ الأمريكي الأسبوع الفائت. ويخلص إلى أن ما يحدث من تجاهل لمسئولية بلير يعتبر خرقا وسخرية من العدالة والديموقراطية.