اعتبرت الصحافة البريطانية امس الخميس ان رئيس الوزراء البريطاني قد يكون افلت من توبيخ بتهمة اساءة استخدام معلومات اجهزة الاستخبارات عشية الحرب على العراق لكن مصداقيته لا تزال على المحك. وغداة نشر تقرير التحقيق الذي اعده اللورد روبن باتلر حول قصور اجهزة الاستخبارات البريطانية، قالت الصحف ان باتلر قدم ما يكفي من الادلة للطعن ببلير لكنه توقف في الوقت المناسب حتى لا يوجه له ضربة قاضية. وكتب جوناثان فريلاند في صحيفة (الغارديان) ان اللورد باتلر لم يوجه ضربة قاضية لرئيس الوزراء لكنه قدم (علبة انيقة من السكاكين الحادة) واضاف لم يلعب دور القاتل لكنه بدلا من ذلك قدم لرئيس الوزراء سترة واقية من الرصاص وقدم للرأي العام كمية من الرصاص. وعبر وزير الخارجية السابق روبن كوك الذي استقال من الحكومة في آذار/مارس 2003 بسبب معارضته للحرب عن دهشته لان التحقيق لم يشر الى اي مسؤول. وكتب كوك في صحيفة (الاندبندنت) انه بدون شك القصور الاكثر احراجا في تاريخ الاستخبارات البريطانية. واضاف متهكما في الوقت نفسه وحسب باتلر، لا احد يتلقى اللوم على ذلك. كل الناس تصرفوا بشكل مثالي ولم يرتكب احد اخطاء. من جهتها ذكرت (ديلي تلغراف) ان بلير نجح في الخروج من هذه القضية ولا يزال في موقع جيد. وكتب توني هيلم كبير المعلقين السياسيين في الصحيفة ان اربعة تقارير لم تؤد الى نهاية بلير. تلك كانت استنتاجات معارضي رئيس الوزراء (...) بعدما نجا سياسيا مرة اخرى. واشار الى ان رئيس الوزراء بدا اكثر ثقة من اي وقت مضى في اليوم الذي كان يفترض ان يكون من اسوأ ايام مسيرته. وكتبت (ديلي ميرور) التي نشطت ضد الحرب في افتتاحيتها اذا كان توني بلير يعتقد انه خرج من القضية فانه يخدع نفسه. واضافت حتى اذا كان بلير صادقا في رغبته بالذهاب الى الحرب، فان ذلك لا يغير واقع انه تم خداع الشعب البريطاني. واستخدمت (الغارديان) و(التايمز) العبارة نفسها لوصف كيفية نجاح رئيس الوزراء في قناع البريطانيين بتفسيره حول التهديد الذي يشكله العراق. وقالتا لقد قام بالخداع عن طريق الاهمال. وكتبت (الغارديان) في افتتاحيتها يجب ان يقوم الان بتفسير اسباب تصرفه على ذلك النحو او الاعتذار من الشعب البريطاني لانه قام بخداعه اهمالا. عليه القيام بذلك الان. من جهتها وجهت صحيفة (ديلي ميل) انتقاداتها للورد باتلر واعتبرت نتائج التحقيق الذي خلص الى عدم ادانة احد بانها مثيرة للصدمة فعلا.