تاريخ إنشاء الأسواق مرتبط بإنشاء المدن وقيام الدول،وقد ترك الأقدمون آثاراً تدل على ذلك، خاصة أن الاسواق ارتبطت بالحركة التجارية وحركة البيع والشراء، حيث كانت المقايضة تتم في أماكن محددة ومعروفة عند الكثيرين، مما مهد لانتشار الاسواق. وكانت الاسواق الموسمية منتشرة في المناطق العربية قبل الإسلام. وقد بدأت هذه الأسواق بالقرب من ابواب المدن وأسوارها، وبعضها كان داخل المدن، ويعود اول سوق نشأ في المدن الاسلامية الى عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عندما أنشأ سوقاً للمدينة، ثم انتشرت لاحقاً هذه الاسواق التي كانت عبارة عن أرض مفتوحة يفترشها الباعة ببضاعتهم وسلعهم. وفي فترة لاحقة بدأت عملية بناء الأسواق وكان سوق المدينة اول سوق مبني في عهد معاوية. ولكون العمانيين من ركاب البحر، وبحكم الموقع الجغرافي ورحلاتهم البحرية، احتلت سلطنة عمان مكانة مهمة من الناحية الاقتصادية والتجارية ففتحت الموانئ والأسواق في فترات مبكرة، مما جعل عمان مركزاً تجارياً بين آسيا وشرق افريقيا. واكتسب العمانيون شهرة تجارية واسعة ارتدت ايجابيا على اسواقهم وتجارتهم. وانتشرت اسواقهم في مدن السواحل العمانية والمناطق الداخلية والظاهرة كالرستاق ونزوى وعبري وغيرها من المناطق. وشهدت هذه الاسواق الساحلية منها والداخلية حركة تجارية نشيطة سواء من خلال البيع او الشراء مع خارج السلطنة او من داخلها من خلال تبادل منتجات السواحل بمنتجات الداخل، وهذا افسح المجال لإنشاء اسواق كثيرة لا يزال معظمها قائما حتى الآن. ويغلب عليها الطابع التراثي، وتوسعت مهمة الاسواق حتى شملت جميع النشاطات الانسانية والاجتماعية وبالتالي ازدادت أهميتها مع مرور الزمن. اسواق عمان التقليدية تقسم الى انواع منها الموسمي "الفصلي، الاسبوعي" والاسواق الدائمة. ومن الاسواق الموسمية تلك التي تسبق عيدي الفطر والأضحى وهي متصلة فقط بهاتين المناسبتين ويطلق عليها اسم "هبطة العيد" او السوق السابع لأنه عادة ما يقام في اليوم السابع والعشرين من الشهر الذي يسبق عيدي الفطر والأضحى. وهذه "الهبطات" عبارة عن اسواق مفتوحة بعيدة عن المناطق السكنية. وفي اغلب الاحيان تكون قريبة من الاسواق اليومية. ويكون أكثر ما يباع في هذه الهبطات المواشي الخاصة بعيد الأضحى، اضافة لمستلزمات الاعياد من حلوى وملابس وغير ذلك. ويطلق على الهبطات في بعض المناطق اسم "الحلقة" ولا تزال مستمرة حتى يومنا هذا في جميع مناطق السلطنة. وتسود فيها عمليات البيع التقليدية وتشهد ازدحاما كبيرا من قبل الباعة والمرتادين على اختلاف اعمارهم وأعمالهم. ومن الاسواق الموسمية الاخرى تلك التي تقام في ايام محددة من الاسبوع او الشهر او تلك التي تقام في مناسبات موسمية محددة كمواسم النخيل والرمان وغيرها من المنتجات. ففي المناسبات الموسمية يكون هناك ما يسمى بالمناداة عندما يكون الأمر يتعلق بموسم زراعي كمناداة الرمان في هضبة السيق في الجبل الاخضر ومناداة التمور في المناطق الداخلية كما هي في نزوى وغيرها. وهناك اسواق اسبوعية كما هو في سمد الشان الذي يقام كل يوم ثلاثاء. وهناك سوق الخميس في سناو وسوق الاربعاء في ابراء، وسوق الاربعاء في عبري وهو مخصص فقط للنساء اللاتي يجتمعن لبيع وشراء كل ما يخص المرأة من مواد وملابس وبخور. ومن الأسواق الاسبوعية هناك ما يسمى بسوق الجمعة الذي يقام ليس في مسقط فقط وإنما في جميع العواصم العربية. وهو في مسقط سوق شعبي يعرض الباعة فيه من خلال بسطاتهم على الارض كل شيء. وقد اقامت البلدية مكانا خاصا له الى جانب سوق الخضار والفواكه، وإلى جانبه هناك سوق الجمعة المتخصص ببيع وشراء السيارات. الاسواق الدائمة منها القديم ومنها الحديث، والاسواق القديمة على تقليديتها مثل سوقي مطرح ونزوى. وهناك ايضا سوق بركاء وغيره من الاسواق التي ما زالت مغرقة في تقليديتها وأصالتها. تاريخ إنشاء الأسواق مرتبط بإنشاء المدن وقيام الدول. وقد ترك الأقدمون آثاراً تدل على ذلك، خاصة أن الاسواق ارتبطت بالحركة التجارية وحركة البيع والشراء، حيث كانت المقايضة تتم في أماكن محددة ومعروفة عند الكثيرين، مما مهد لانتشار الاسواق.