للمرة الأولى يغيِّر العمانيون أجندتَهم بعد إفطار يوم 29 رمضان، فالأرجح أنهم لن يتحلّقوا حول التلفزيون لمتابعة القنوات المحلية، ولن ينتظروا قرار «لجنة استطلاع الهلال» التي كانت تجتمع برئاسة وزير الأوقاف والشؤون الدينية والمفتي العام للسلطنة وعدد من المسؤولين والقضاة، إضافة إلى اجتماع لجان أخرى في مختلف مناطق السلطنة لتلقّي اتصالات تفيد برؤية الهلال. فعلها الفلكيون هذه المرة وحسموا أمر هلال شهر شوال قبل عشرة أيام من مولده، ولم يعد العمانيون لينتظروا الإعلان التقليدي للجنة، فغاب عنصر الترقب والمفاجأة، وربما لا تنطلق الألعاب النارية التي كانت تفرقع لدى إعلان خبر ثبوت العيد كل سنة. وبعدما كان الفلك مساعداً «للرؤية الشرعية»، اتُّخذ في رمضان الحالي عنصرَ الحسم. ومع مطلع العشر الأواخر، أعلنت «لجنة استطلاع الأهلّة» يومَ الأربعاء المقبل أول أيام عيد الفطر المبارك. وأكد المفتي العام للسلطنة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، أن الفلك أصبح علماً ثابتاً له قواعده وأصوله، مذكراً بأن الفلكيين يحددون قبل سنوات العديدَ من الظواهر الكونية، كخسوف القمر. وتزدهر في سلطنة عمان هذه الأيام الأسواق التقليدية السنوية، فيكثر ما يسمى ب «الهبطات» (أي النزول إلى السوق) أو «الحلقات» (التحلق حول الباحة)، وتقام تلك الأسواق الشعبية في الولايات والقرى بحسب أيام متعارف عليها منذ مئات السنوات. يلتقي آلاف العمانيين لساعات عدة، في يوم محدد، في قرية ما، لشراء مستلزمات العيد، بدءاً من ألعاب الأطفال وليس انتهاء بالمواشي والأبقار والجمال التي تُربط في جذوع الأشجار والنخيل. وتَعرف بعضَ القرى مزادات علنية لبيع المواشي، علماً أن غالبية مدن السلطنة وقراها تؤدي في عيد الفطر الطقوس نفسها التي ترتبط بعيد الأضحى، فتذبح الماعز والأبقار، على امتداد أيام ثلاثة، وتتنوع طرق طبخ اللحوم بين المقلي، والمشوي الذي يُطمر في حفرة ليومين، إضافة إلى الكباب المحلي المسمى «مشاكيك».