رحل الأمير عبدالرحمن بن سعود يرحمه الله عن دنيانا بعد حياة حافلة بالعطاء مشبعة بالصخب. رحل رئيس نادي النصر السعودي، ومؤسسه الحقيقي، وباني أمجاده، وناقله من نادٍ مغمور في مصاف الدرجة الثانية، إلى احد اعمدة الرياضة السعودية. رحل ملح الكرة، وفاكهة الرياضة السعودية، فلا نملك الا ان ندعو الله ان يغفر له ويرحمه. الجميع تأثر برحيل أبي خالد المفاجيء عن الحياة، ووقع الخبر كالصدمة على المتلقين، بين مصدقين ومكذبين. لم يكن ابو خالد محايداً رياضياً، فقد كان يرحمه الله نصراوياً صرفاً، لكن كل الأطياف الرياضية تأثرت أيما تأثر بوفاته، فهو ركن من أركان التاريخ الرياضي هنا، ورحيله بعيداً خلافاً لكونه رحيل انسان مسلم، فإنه رحيل لجزء مهم من ذاكرتنا. نشأ معظم سكان هذه البلاد وهم يرون عبدالرحمن بن سعود يضيف البهارات الى الرياضة فإذا كانت ذات طعم أصلي جميل زاده لذة، وان كانت باهتة اوجد منها ما يجعلها آهلة للاستخدام. كم من مباراة باهتة لعبت فلم يبق منها الا تصريحات ابي خالد رحمه الله؟ وكم من حدث عادي حولته تعليقات عبدالرحمن بن سعود الصاخبة الى حدث مثير للاهتمام؟ كثيرون اعرفهم لا علاقة لهم بالرياضة من حيث الاهتمام والمتابعة، لكنهم كانوا يجلسون مجتمعين القرفصاء ليشاهدوا تصريحات النجم الراحل، أو يستمعوا لها او حتى يقرأوها. رحل ابو خالد وقد ترك عباراته الشهيرة باقية في المشهد الرياضي ماثلة للمتابع: ف(النصر بمن حضر) ماثلة للجميع حتى ذهبت مثلاً، وهو لم يكن ليطلق المقولات فتتحول امثالاً إلا بعد ان ترأس نادي النصر اكثر من 45 عاماً جعلته -يرحمه الله- اقدم رئيس ناد في العالم.