رحم الله أبا خالد .. سمو الأمير عبد الرحمن بن سعود .. الرمز الرياضي الكبير .. الذي تفتحت عيوننا وأسماعنا وقلوبنا الرياضية على ملامحه ، وصوته ، وروحه التي تفيض في الحياة من حولنا .. فهو جزء أصيل في منظومتنا الرياضية ! .. كنا على اختلاف ميولنا وأدوارنا في مجتمعنا الرياضي رغم كل شيء نقف منه موقفاً مشتركاً .. فهو بمثابة الأخ الأكبر، والمنهل الرياضي الإداري، والصوت الجريء والرأي الخبير، ومبعث الجاذبية في شأننا الرياضي .. حيث بحضور سموه رحمه الله نلمس أبعاداً أخرى لكل شيء ! .. إذ كان بحضوره المميز يعطي للمساحات المشتركة مع الآخرين معانيها وأسرار جاذبيتها ! .. عرفت سمو الأمير عبد الرحمن بن سعود رحمه الله منذ وقت طويل .. كان خلالها هو أبو خالد الذي عرفته لأول مرة .. حيث يبقى النصر أجمل رموز الحياة النابضة في قلبه الكبير الذي توقف بعد فجر الخميس الأخير ! .. كان سعيداً باختزال الحياة الرياضية في هذا الكيان الرياضي المميز العزيز على قلبه ، وكان سعيداً أن ينظر للحياة من خلاله ! .. أحب النصر حباً خاصاً .. اختزل فيه معاني العطاء للحياة الرياضية .. ليعطيه كل شيء .. فظل يعيش النصر في كل شيء إلى أن قبل معه إقامة علاقة لم يقم مثلها أحد غيره ! .. حتى ظل النصر بشعبيته المنجم الذي أمد من خلاله قطاع الشباب والرياضة السعودية على مدى عقود بروحه وفكره وجهده ودعمه المتدفق الفريد ! .. لم يكن أحد بأصبر من أبي خالد على مرارة الارتباط بظروف العمل في الميدان الرياضي كما كان ارتباطه به .. فهو في هذه الشخصية الرياضية الوحيدة، ولأن للنصر معنى آخر في قلبه أمكنه أن يستمر ويطيل البقاء رغم المعاكسات الثقيلة والمفارقات المؤلمة والكبوات ! .. فكان بحق رمز النصر الذي جسد حضوره كينونة النادي وشأنه، فكان أبو خالد بهذا الوجود الآسر المثير سر الحضور المميز للنادي في محيطه الرياضي والاجتماعي .. كنا نختلف مع سموه ، ونحن على يقين أنها ليست أكثر من شأن رياضي لا يتجاوز ذلك .. فيما يبقى أبو خالد كبيراً باسمه وبشخصه وبقيمته وبدوره وعطائه ومعاني وجوده في نفوسنا ومجتمعنا الرياضي .. وكنا لا نتصور هذا المجتمع الرياضي بدون سموه .. لما أعطى لمجتمعنا الرياضي من خصوصية ظلت حية في نفوسنا على مدى سنين علاقتنا المستمرة به وعلاقة سموه الأصيلة بمجتمعه .. ولذلك كان النصر رغم سنوات الظل التي عاشها مع ما طرأ من تحولات ومتغيرات محتفظاً بقوته وسر جاذبيته ودوره وأثره لوجود رمزه الكبير سمو الأمير عبد الرحمن بن سعود رحمه الله رحمة واسعة. لا شك .. لسموه من المناقب ما يعجز الوصف عن ذكرها .. فشخصيته التي يحب الإعلام الرياضي أن يراه الناس عليها .. لم تكن تسمح للكثيرين بأن يقفوا عليها .. إذ كان الاهتمام الإعلامي يبحث عن أسرار الإثارة في أدوار سموه التي جعلته فاكهة المجتمع الرياضي السعودي .. غفر الله له . فقد رجل بحجم ومكانة سمو الأمير عبد الرحمن بن سعود .. فقد عظيم لأسرة نادي النصر ، وللمجتمع الرياضي السعودي والخليجي والعربي .. أحسن الله العزاء في الفقيد العزيز، ورحمه وتجاوز عنه ، وألهم أهله وذويه الكرام الصبر والسلوان، (إنا لله وإنا إليه راجعون).