ما اصعب ان تكتب عن رحيل شخص بحجم سمو الأمير عبدالرحمن بن سعود يرحمه الله رجل نذر حياته لوطنه ومجتمعه وضحى بصحته وراحته لأجل مبادئه التي ظل يدافع عنها ويقاتل من اجلها حتى اللحظة التي اختاره الله فيها. ابو خالد لم يكن اميرا عاديا ولا رياضيا كالآخرين ولا صوتا ككل الاصوات بل كان فارسا ورمزا لناديه الذي عشقه واحبه، وانصهر فيه حتى لم يعد للنصر اسم الا معه ولايكون حاضرا الا بوجوده، فلقد كان النصر هو الاول والاخير في حياته من اجله يعمل ولأجله ضحى وبسببه اختلف مع الكثيرين من الناس. لقد كان (يرحمه الله) شخصية عربية تجاوزت شهرتها وطننا الكبير وتحولت احاديثه الى قضايا واطروحات تحرك الوسط الرياضي وتحثه على التعمق فيها والبحث في ايجابياتها، سموه يرحمه الله كان قد اثرى الساحة الرياضية على الدوام وكان احد محركيها بآرائه الصريحة واحاديثه الجريئة، تلك الآراء والاحاديث التي كانت السبب الرئيسي في اختلافه مع العديد من الرياضيين داخل المملكة وخارجها اما ما عدا ذلك فقد كان صديقا للجميع محبوبا من الآخرين، فرغم قوة اطروحاته وصراحته المثيرة كان يحمل قلبا كبيرا، متسامحا محبا لفعل الخير يقف بجانب الضعفاء والمساكين. والحقيقة ان الحديث عن سموه يرحمه الله طويل ومتشعب لكن بالتأكيد فانه مهما كتبنا وقلنا فان رحيله المفاجئ قد تركنا في حيرة وصدمة لكنه قضاء الله وقدره. لقد كانت بدايات سموه يرحمه الله كثيرة في العديد من المجالات والتخصصات.. في الطيران.. والحقوق.. وعن الرحلة التي غيرت مجرى حياته.. ولكن يبقى وتر الرياضة هو الذي ظل يجري في عروقه مجرى الدم بل كان البداية الحقيقية له. انجازات.. وبطولات.. وتاريخ مرصع بالذهب.. حفره سموه على جبين الزمن طوال مسيرة امتدت لاكثر من اربعين عاما، فلم يكن يسعى لنيل الشهرة الا ان ناديه المحبب الى قلبه رفعه اليها اللون الاصفر والازرق غايته لانه كان حلمه منذ الصغر. رحمك الله يا ابا خالد، وستظل في قلوبنا، لأن التاريخ لن ينساك، فأنت احد الرجال الذين اعطوا الكثير للرياضة والرياضيين.