اعلنت وزارة العدل الامريكية أن عبدالرحمن العمودي، الأمريكي الجنسية، اعترف بصفقات تمويل غير شرعية من ليبيا واتهامات اخرى في قضية كشفت مشاركته في مؤامرة ليبية مفترضة تهدف الى اغتيال الامير عبد الله بن عبد العزيز.واوضح بيان للوزارة صدر مساء الجمعة، ان العمودي، الإريتري المولد، اعترف امام محمكة فدرالية امريكية بثلاث تهم جنائية "لها علاقة بانشطته في الولاياتالمتحدة وبلدان ومنظمات مرتبطة بالارهاب ومشاركته في مؤامرة تهدف لاغتيال حليف في الحرب ضد الارهاب".واضاف البيان ان الاتهامات تتناول رحلات وانشطة تجارية مع ليبيا من دون موافقة السلطات وتصريحات كاذبة في استمارة الهجرة ومخالفات ضريبية بغية اخفاء صفقاته مع ليبيا.وقام العمودي بعشر رحلات على الاقل الى ليبيا حيث التقى مسؤولين حكوميين. واثناء احدى هذه اللقاءات في آذار مارس 2003 تطرق الحديث الى كيفية اثارة "اضطرابات وارباكات" في المملكة العربية السعودية بحسب البيان الذي أكد أن العمودي علم فيما كانت الخطة مستمرة، ان الهدف الحقيقي منها هو اغتيال ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. وأشار البيان ان العمودي شارك في تجنيد من سيشاركون في المؤامرة عبر تقديم الليبيين الى سعوديين اثنين من الضالين المقيمين في لندن كما ساعد في نقل مئات الاف الدولارات نقدا من الليبيين اليهما لتنفيذ المؤامرة. وتأتي هذه المؤامرة في الوقت الذي يدعي فيه الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي أنه يشارك في مكافحة الارهاب وبعد إبدائه حسن نوايا تجاه المجتمع الدولي بموافقته على تفكيك برامج ليبيا لتطوير أسلحة غير تقليدية وتسوية قضية اعتداء لوكربي الذي وقع في عام 1988. وقال آدم ايرلي، ناطق وزارة الخارجية الامريكية، ان هذه التقارير تثير قلقنا، إننا ندقق فيها وننظر اليها بشكل جدي. كما انها واضحة وقلنا مرارا ان علاقاتنا مع ليبيا لا يمكن ان تكون طبيعية بشكل كامل حتى يكون واضحا ان ليبيا لم تعد تشارك في اي نوع من الانشطة الارهابية. ويواجه عبدالرحمن العمودي عقوبة السجن 23 عاما ودفع غرامة قيمتها 750 الف دولار اضافة الى تجريده من جنسيته الامريكية. كما انه مطالب بتسليم ما لايقل عن 910 الاف دولار حصل عليها بواسطة صفقات غير مشروعة مع ليبيا والتعاون بشكل تام مع التحقيقات التي تجريها الحكومة الامريكية. وقال وزير العدل جون اشكروفت: ان امريكا كسبت تعاون شخص بامكانه تقديم معلومات استخباراتية حساسة في حربنا ضد الارهاب وخصوصا تمويل الارهاب. وقال بول مكنالتي مدعي عام شرق ولاية فرجينيا: ان هذه الادانة تشكل حدثا مهما في الحرب على الارهاب. لقد كان العمودي عنصرا مهما في الدعم المالي للارهاب. وكان العمودي الذي يسكن في فالز تشرش احدى ضواحي واشنطن الواقعة في فرجينيا شخصية بارزة في اوساط الجالية الاسلامية ومؤسس مجلس المسلمين الامريكيين والمؤسسة الامريكية الاسلامية كما انه عضو بازر في مجموعات خيرية. ووفقا لوزارة العدل وضع العمودي خطة بين تشرين الثاني نوفمبر 1995 وايلول سبتمبر 2003 للحصول بشكل غير شرعي على اموال من ليبيا ومصادر اخرى خارج الولاياتالمتحدة. وتضمنت الخطة خداع مسؤولي الهجرة والسفر الى ليبيا بينما كان ذلك ممنوعا على الامريكيين والتهرب من التصريح عن الاموال واخفاء حسابات مصرفية في الخارج. وفي اب اغسطس 2003 ضبط عناصر المفرزة الجمركية في مطار هيثرو مبلغ 340 الف دولار مع العمودي وفي الشهر التالي اعتقل في مطار دالس قرب واشنطن بتهمة الكذب على مسؤولي الهجرة وما زال موقوفا حتى الان. وقد صدرت الاتهامات الحالية ضده في اذار مارس الماضي. وأبدى العمودي تعاونا مع المسؤولين اثناء اعتقاله. وينص الاتفاق الذي وقعه حول اقراره بالذنب على استمرار تعاونه في تحقيقات ما زالت مستمرة حول مؤامرة اغتيال سمو ولي العهد.