تشهد عددا من المدن البريطانية سلسلة من المسيرات احتجاجا على سياسة سلطات الهجرة البريطانية فى الاحتجاز غير المحدد زمنيا لعدد من طالبي اللجوء. وتأتي تلك المسيرات التى من المقرر ان تجرى فى خمسة من مراكز الاحتجاز والترحيل للاجئين اثر اقدام اثنين من طالبي اللجوء على الانتحار اثناء فترة احتجازهم بسبب تردى اوضاعهم النفسية. وقال في اطار التحالف الوطني للحملات المناهضة للترحيل ان المسيرات تأتي بسبب حالات الوفاة التى وقعت في مراكز الترحيل وهو ما يظهر مدى الحاجة الى التضامن مع المحتجزين بشكل عام والمطالبة بانهاء هذه السياسة القاتلة في الاحتجاز غير المحدد زمنيا بحق الرجل والنساء والاطفال الذين لم يرتكبوا اية جريمة. ومن المقرر ان تجرى مسيرة في مركز كامبسفيلد للترحيل بالقرب من اوكسفورد شمال العاصمة لندن وفي مركز اخر في ليفربول بوسط انجلترا فيما ستجرى ثالثة في مركز احتجاز تابع لادارة الهجرة في دوفر بجنوب انجلترا اليوم الاحد في الوقت الذي يتوقع فيه ان تجرى مسيرتان في مركزين آخرين احدهما في مانشيستر. وقالت ايما جين وهي مسؤول في التحالف الوطني في تصريح لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) ان احد الاسباب التى تدعو المحتجزين من رجال ونساء واطفال الى الشعور بالاحباط والتوتر هو انهم لا يفهمون الاسباب التى دعت السلطات الى احتجازهم من دون ان توجه لهم اي تهمة. واضافت ان سلطات الهجرة تعتقل هؤلاء لمدة غير محددة زمنيا مشيرة الى ان عملية الاحتجاز لا تتطلب اي اقرار من قبل المحكمة او تتم دراسة اوضاع المعتقلين بشكل عاجل ومستقل عن القضايا الاخرى التى تنظر فيها المحاكم وهو ما يؤخر النظر ومن ثم امتداد فترة احتجازهم. واوضحت ان محتجزا في مركز هارموندزوورث قد تم اطلاق سراحه قبل اسابيع وذلك بعد عام كامل من الاحتجاز فيما كان عدد آخر من طالبي اللجوء احتجزوا لسنوات طويلة قبل ان يتم ترحيلهم او اطلاق سراحهم. وكانت وزارة الداخلية قد شرعت في الأسبوع الماضي في تحقيق حول وفاة لاجئ فيتنامي يبلغ 22 عاما من العمر في احد مراكز الاحتجاز. ويدعي مسئولو الحملة الوطنية لمناهضة الترحيل ان اللاجئ الفيتنامي كان قد اقدم على الانتحار بعد ان تم نقله الى مركز آخر للاحتجاز. وفي هذا الاطار قال الناشط في مجال حقوق الانسان المحامي عامر انور في تصريح صحفي أمس ان الرجل قد تم نقله من مركز هارموندزوورث الى مركز آخر في غرب لندن وذلك نتيجة شعوره باليأس والاحباط بسبب احتجازه غير المبرر. واضاف ان مشكلة احتجاز اللاجئين تفجرت عندما تفاقمت المشكلة بشأن السياسة المتبعة بحق اللاجئين باقدام محتجز يبلغ 31 عاما من العمر في 19 من الشهر الجاري على الانتحار في مركز يقع بالقرب من مطار هيثرو بلندن. وقال المحامي انور ان هذه الحادثة تظهر مدى قسوة بربرية النظام المتبع بحق اللاجئين وكيف دفع شابا الى الاقدام على الانتحار مضيفا ان هؤلاء المحتجزين لم يرتكبوا اية جريمة سوى انهم اجانب. وكان وزير الداخلية ديفيد بلانكيت قد قام في بداية الشهر الجاري بزيارة مركز دانغيفل حيث يحتجز فيه نحو 150 طالبا للجوء الى جانب عدد من المهاجرين الاخرين ووصف الاوضاع هناك في ختام زيارته بأنها تبعث الى الارتياح. وتحتجز سلطات الهجرة في مركز هارموندزوورث نحو 500 شخص اعتقلوا اما بسبب تجاوز فترة الاقامة القانونية او الدخول الى البلاد بصورة غير مشروعة او طلب اللجوء الى المملكة المتحدة وذلك انتظارا لترحيلهم من البلاد.