كادت آراء السيدات التي استطلعت (اليوم) آراءهن حول المطلقات في المجتمع ان تتطابق بشدة حول الوضع السيئ الذي تعيشه هذه الشريحة من المجتمع، فهن يؤكدن ان مجتمعنا ينظر للمرأة نظرات مريبة، ويضعها في قفص الاتهام. فيما طالبت بعضهن بإنشاء جمعيات تعنى بوضع المطلقات، وتوفر لهن الاستشارة الاجتماعية، لبناء حياة جديدة، وخوض غمارها.. وأكدن على ضرورة تغيير المجتمع لنظرته السلبية نحو المطلقة، التي قد تعيش أوضاعا أسوأ مما كانت تعيشه مع المجتمع. المطلقة مظلومة تؤكد ريم فقيه (متزوجة حديثاً) النظرة السلبية للمجتمع نحو المطلقة، تقول: المطلقة مظلومة في مجتمعنا, وتعامل بقلة احترام. ووضعها صعب، كونها لم تعد بنتا، وأيضاً غير متزوجة. وإذا تقدم لها رجل للزواج بها فإنها تقبل في الحال، أو ترغم على ذلك، حتى لو كان غير مناسب لها, فهو فرصتها للهروب من الواقع المر. وفي كثير من الأحيان فإن من يتقدم للمرأة المطلقة إما مطلق، أو أرمل ولديه أولاد, أو متزوج ولديه زوجة، وأحياناً زوجتين أو ثلاث. وقبولها بواحد من هؤلاء يزيد مشكلتها سوءاً, فقد تتورط بزواج فاشل آخر. وتتابع ريم: في مجتمعنا تحاول المرأة جاهدة الحفاظ على زواجها, وتحاول تخطي كل العقبات, لأنها تعلم جيداً أن مجتمعنا لا يرحم المطلقات, وتكون أكثر صبراً إذا كان لديها أطفال. ولكن هناك نساء لا يقدرن على تحمل سوء المعاملة, ويخترن الطلاق, خاصة المرأة المثقفة، التي لا يهمها كلام الناس، أو ظنهم بها. فتمضي في حياتها بدون زوجها، وتدعم نفسها بنفسها, وتضع كل طاقتها في عملها, وكثير من النساء حققن نجاحاً أكثر بعد الطلاق لهذا السبب. وترغب ريم في أن تكون هناك توعية أكثر لأفراد المجتمع, وأيضاً مؤسسات لدعم المطلقات. النجاح بعد الطلاق وتقول أم عماد الفايز (متزوجة ولديها 4 أولاد): في مجتمعنا المرأة هي من يلقى عليها اللوم إذا فشل الزواج. فيقول الناس: انه كان عليها أن تحاول جاهدة للحفاظ على زواجها, غير متفهمين للظروف التي دفعتها لطلب الطلاق. فأكثر اللاتي يطلبن الطلاق هن من الفئة المتعلمة، التي تتميز بكبرياء عالٍ، يمنعهن من القبول بحياة زوجية تعيسة. وتضيف: الكثير من الناس في مجتمعنا يعاملون المرأة المطلقة معاملة فيها كثير من الظلم, فهم يرون أنها بدون أخلاق، فقط لأنها تعيش بدون رجل. معتقدين أنها قد تكوّن علاقات غير شرعية، وهذا تعميم خاطئ وجائر, خاصة إذا لم يكن هناك دليل ظاهر. من جهة أخرى, هناك الكثير من المطلقات اللاتي ينجحن في زواجهن الثاني, وهذا بسبب التجربة الأولى التي علمتهن الكثير. جمعيات لرعاية المطلقات وتؤكد لينا (26 عاماً) ما ذكرته السابقات حول ما تتعرض لها المطلقة، تقول: تتعرض المطلقة للانتقادات في كل شيء تفعله. وكل تصرفاتها قد تنقلب ضدها. وهي تتحمل دائماً مسئولية فشل زواجها. رغم أن فئة المتعلمين والمثقفين يتعاملون مع المطلقة بشكل جيد, إلا أن النظرة السلبية هي الأكثر شيوعاً في مجتمعنا. وتروي لينا قصة صديقتها المطلقة، تقول: قبل الطلاق كانت تعاني مشكلات كبيرة مع زوجها وأهله, مما أجبرها على التفكير في الطلاق، لوضع حد للمأساة التي تعيشها, وعندما صارحتني بقرارها, حاولت أن أقنعها بأن قرارها خاطئ، ولكنها لم تسمع مني، فتغيرت عليها، هجرتها, ليس إلا لأنني أريد مصلحتها. كنت خائفة عليها, فأنا أعلم أن مجتمعنا ضد المطلقة, كنت خائفة أن يتكلم عنها الناس, فتتشوه سمعتها, ولكن رغم كل ما فعلت لم تهتم بنصائحي وموقفي، وطلبت الطلاق. وتتمنى لينا أن تتغير نظرة الناس السلبية للمطلقات, قائلة: بدلاً من سوء الظن والمعاملة السيئة, لماذا لا نحاول فهم الأسباب التي جعلت منها مطلقة؟ لماذا لا يعمل المجتمع على دعمها وحمايتها.. وتضيف: المرأة المطلقة في حاجة لجمعيات تعينها, للاستشارة النفسية والدعم المالي, فمتى سيتحرك المجتمع؟ حق مشروع وتقول أم وائل (33 عاماً، متزوجة وأم لولدين): ينظر مجتمعنا للمرأة المطلقة بشكل سلبي في معظم الأحوال. فمهما كانت حياتها الزوجية سيئة إلا أنها غالباً ما تصرف النظر عن الطلاق، وتتحمل، لأن وضعها بعد الطلاق قد يكون أسوأ. وإذا طلقت لسبب ما, فستعود للعيش مع أهلها, وقد يعاملونها بشدة لحماية سمعتها, فلا يسمحون لها بالتصرف بحرية. وعلى الرغم من كون الطلاق أبغض الحلال عند الله, إلا أنه حق مشروع لأي امرأة تعاني من زواجها, خصوصاً إذا تصاعدت المشكلات ولم تجد حلاً لها. ولكن العادات والتقاليد وثقافة مجتمعنا هي التي جعلت الطلاق فكرة مرعبة لكل امرأة، وأنه وصمة عار للمطلقات.