يسعى لبنان الى الحصول على مزيد من الدعم من ثروات مهاجريه المقدرة باكثر من اربعين مليار دولار، الامر الذي يشكل سلاحه السري ضد الانهيار الاقتصادي، بحسب ما افاد خبراء ورسميون خلال انعقاد مؤتمر المجلس الاغترابي اللبناني للاستثمار في لبنان. واعلن وزير الاقتصاد مروان حماده لدى افتتاح مؤتمر (لبنان الكوكب 2004) عن خطة وضعتها لجنة حكومية مخصصة لتمتين العلاقات مع المغتربين اللبنانيين في العالم.وستحال الخطة في 27 يوليو الى مجلس الوزراء وهي تنص على منح المهاجرين الذين لم يحصلوا على الجنسية اللبنانية بطاقة المتحدر من اصل لبناني التي تخولهم الحصول على بعض الحقوق والامتيازات كالتملك واعفاءات ضريبية. وشارك الرئيس اللبناني اميل لحود ومسؤولون رسميون ومئات رجال الاعمال في جلسة افتتاح المؤتمر. وقال حماده ان التحويلات المالية من المغتربين الى ذويهم تزايدت في خلال العقد الاخير 24 في المئة كل سنة، وان هذه الاموال تمثل حوالى 15% من الانتاج الداخلي الصافي. واضاف: هذا هو سر نجاتنا من الانهيار. ورأى نسيب فواز، رئيس المجلس الاغترابي اللبناني للاستثمار الذي ينظم المؤتمر، ان لبنان الكوكب ليس الاربعة ملايين لبناني الذين يعيشون على ارضه فحسب، وانما 20 مليونا يتحدرون من اصل لبناني وينتشرون في انحاء المعمورة. وقال ان المغتربين لم ينسوا وطنهم الام وهم يرسلون اليه كل سنة حوالى اربعة مليارات دولار، اي الف دولار عن كل مواطن مقيم. الا ان فواز المقيم في الولاياتالمتحدة اشار الى ان المغترب سيتشجع اكثر على الاستثمار في لبنان اذا تأمنت له اسس نجاح مشاريع الاستثمار كعدالة القانون وشفافية المعاملات الرسمية والتعجيل في الانجاز وانفاق اقل على الخدمات الاساسية. ويسعى لبنان الذي يعاني من ازمة اقتصادية حادة، مع دين عام يبلغ اكثر من 34 مليار دولار، الى تعزيز علاقاته مع المغتربين اللبنانيين الذين تقدر ثرواتهم باكثر من اربعين مليار دولار.وعرف لبنان موجات عدة من الهجرة، لا سيما في نهاية القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين، وخلال الحرب الاهلية الاخيرة التي ضربت البلاد من 1975 الى 1990. ورأى عميد كلية ادارة الاعمال في جامعة الكسليك الخاصة، ايلي يحشوشي، ان اللبنانيين كانوا سيجوعون لولا تحويلات المغتربين. وقال رئيس المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في لبنان (ايدال) سميح البربير، انه يريد اقناع المغتربين ان لبنان هو واحة ضريبية للاستثمار في هذه المنطقة المتوترة. واضاف لوكالة فرانس برس ان المؤسسة عملت على اربعة مشاريع قيمتها اكثر من 300 مليون دولار. ولديها 17 مشروعا آخر قيد الدرس قيمتها مليار دولار. كما تدرس احتمال العمل على ثلاثة مشاريع اخرى بقيمة 900 مليون دولار تقريبا. وتابع ان العرب هم اكبر المستثمرين. نريد ان يعرف المغتربون ما هي الارباح التي يحصلون عليها من خلال الاستثمار في لبنان.وقال وزير الاقتصاد اللبناني السابق ناصر السعيدي لوكالة فرانس برس ان هناك جهودا تبذل من اجل اعتماد قوانين تسهل الاستثمارات عبر الاستثمارات المالية غير المباشرة (البورصة، سندات الخزينة، توظيف اسهم...) التي يمكن للمغتربين ان يجدوا سهولة اكبر في اللجوء اليها من الاستثمارات المباشرة. وقال ماريو جمهوري، المدير المساعد لفرع بنك عودة في جنيف، ان معظم المصارف اللبنانية اصبحت تعتمد خبراء يحاولون اقناع المجموعات اللبنانية عبر العالم بالاستثمار في وطنها الام. وقال ان بنك عودة، وهو مؤسسة مصرفية لبنانية كبيرة، حصل على ايداعات بقيمة 500 مليون دولار تقريبا من المغتربين اللبنانيين في اميركا اللاتينية فقط، مشيرا الى ان الطاقة التي يمكن استثمارها ضخمة جدا.