بعد معاناة مع المرض دامت خمس سنوات غيب الموت المقرئ الشيخ محمد زكي عمر داغستاني يوم الجمعة 21/ 5/ 1425ه و بعد رحلة عطرة مع القران الكريم ترتيلا وتجويدا وتلاوة. ولد الشيخ الداغستاني في مكةالمكرمة سنة 1349 ه, واصيب بالجدري وعمره سنة ونصف السنة أفقده بصره, وفي سنة 1405 ه اصيب بالشلل الرعاش. حفظ القرآن الكريم عن طريق الاستماع سنة 1369 ه , واعاد مراجعته وتجويده على يد الشيخ احمد حجازي سنة 1374ه. عمل معلما بمدرسة تحفيظ القرآن الكريم بمكةالمكرمة سنة 1382 ه , ومدرسا للقرآن الكريم في حلقات التحفيظ بالحرم المكي الشريف. له من الاولاد ثلاثة ابناء هم/ عاطف, حازم, وعمر , وابنة واحدة. ذكر الاستاذ عبد الغفور عبد الكريم عبيد أحد تلاميذه المخلصين بأن شيخه اذا انتهى من تسميع طلابه يجلس ليقرأ ورده اليومي خوفا من تفلت الحفظ, واضاف :(وأما صوته في القراءة فلا يخفى على كثير من طلابه ومحبيه , صوت شجي جميل لا يمل منه المستمع , وهذا فضل من الله يؤتيه من يشاء من عباده) وذكر الاستاذ عبد الرزاق آدم كان يدرك ببصيرته طلاب الفصل جميعا ويعرفهم واحدا واحدا ويعاملهم معاملة الاب الحاني والمربي الفاضل , وكان بعلمه وعلمه وخلقه القدوة الحسنة لطلابه, وكان الطلاب يقتدون به , ويقلدون صوته الجميل. اما الدكتور حسن محمد سفر فقد ذكر بأنه لم يبق من أمثاله وطرازه الفريد في الترتيل وتلاوة الذكر الحكيم بصوت خاشع وتأثير في السامع والشاهد الا القليل, ولكم شنف الاذان ورفق القلوب , ما جعل الاعين تنهمر بالبكاء ويرق لها الفؤاد من تأثير تلك التلاوات وذلك للصدى الذي له في النفس رنين, وفي الجسم قشعريرة. وفي لقاء اجراه الاستاذ محمد رابع سليمان ذكر الشيخ محمد زكي رحمه الله (لاشك ان تطبيق أحكام التجويد من الواجبات في قراءة القرآن الكريم كما قال الناظم: ==1== والاخذ بالتجويد حتم لازم==0== ==0==من لم يجود القران فهو آثم==2== رحم الله الفقيد رحمة واسعة , وجعل القرأن الكريم انيسا له في قبره وقمرا وسراجا منيرا ومرتقى طيبا في فسيح جناته, وبوأه مكانة عليا فيها والهم أهله وذويه ومحبيه واصهاره واقاربه وجيرانه الصبر والسلوان. (إنا لله وإنا إليه راجعون)