أول قارئ في إذاعة القرآن الكريم وشيخ القرآء الحجازيين قبل 80 عاما، ويعتبر أحد أبرز القراء الذين شهدتهم المملكة خلال نصف القرن الماضي، ورغم أنه فقد بصره لكنه تميز في القراءة وقوة الحفظ منذ طفولته، يعرفه الكثيرون من خلال صوته المتميز في القراءة الحجازية المشهورة التي يشتهر بها أهالي المدينتين المقدستين، وقد ظهر كقارئ متميز في وقت لم يكن لوسائل الإعلام تأثير كبير، لكن أخباره انقطعت عن الناس بعد وفاته.. إنه الشيخ عباس محمد عباس حسين عبدالله علي مقادمي قريويش الذويبي الثبيتي العتيبي، وكانت شهرته عباس مقادمي. كان كأي طفل صغير يشع مرحا وبسمة، لكنه أصيب في سن الثالثة من عمره بمرض الجدري في وجهه، ووقتها لم يكن هناك إمكانات طبية للتعامل السريع مع هذا المرض، مما تسبب في فقدانه البصر وهو طفل لم يتجاوز الثالثة من عمره. في حي سوق الليل بمكةالمكرمة تعايش مع واقعه الجديد في كنف والده الذي أراد أن يعوض ابنه عن نور البصر بنور القرآن الكريم والذكر الحكيم، فعهد به إلى عدد من الشيوخ البارزين في حفظ وتلاوة القرآن الكريم، وكان على رأسهم شيخ القراء الشيخ أحمد عبدالله حجازي والشيخ أحمد بن حامد، والشيخ محمد سعيد بشناق في القشاشية بمكةالمكرمة، وقرأ القرآن أيضا على يد الشيخ سعد عون والشيخ جعفر جميل والشيخ جوزيب وعلى يد السيد علوي مالكي وأيضا الشيخ محمد عبيد. لقب المقادمي بشيخ القراء بمكةالمكرمة كما لقب بشيخ قراء الحجاز وذلك لعلمه الواسع والعظيم بقراءات القرآن الكريم وعلومه المختلفة. وعرض المستشار غسان قاضي على الشيخ أن يسجل القرآن الكريم بصوته وصورته في الإذاعة والتلفزيون فرض رفضا قاطعا، وقال له لا أسجل صوتي وصورتي فكان يخشى أن يكون ذلك غير جائز شرعا، وبعد جهود مضنية استطاع قاضي إقناعه بالتسجيل لكي يسمع صوته أجيال وأجيال، وكان أيضا أول قارئ في إذاعة أرامكو. وفي عام 1373ه ذهب إلى الهند في مهمة لتدريس أبناء الشيخ محمد علي زينل صاحب مدارس الفلاح في السعودية، وكان -رحمه الله- أول قارئ سعودي في إذاعة الهند وعاد الشيخ يدرس في مدارس الفلاح. ومن طلابه الذين درسوا على يديه الشيخ زكي داغستاني والشيخ محمد صالح باعشن ومحمود رشاد محمد علي فارسي، وكان صديقاه الحميمان الشيخ إسحاق البشاوري، والشيخ زكي داغستاني. وقد أثنى على الشيخ العديد من أعلام القرآن الكريم في العالم الإسلامي فقال عنه الشيخ عبدالباسط عبدالصمد: إنه أستاذ التلاوة الحجازية وأن له أسلوبا مميزا ويستطيع أن ينتقل بأسلوبه تنقلات صعبة تصعب على غيره، وكتبت عنه العديد من الصحف المحلية والدولية ووصفته بأنه أستاذ القراءة الحجازية، وقال عبدالقدوس الأنصاري إن الإذاعة أحسنت باختيار الشيخ الشاب عباس المقادمي ضمن قراء القرآن الكريم.. وتوفي -رحمه الله- في محل صديقه إسحاق البشاوري في مكةالمكرمة في 27/7/1411ه.