يلتهم خروفا في 30 دقيقة    15 مليار دولار لشراء Google Chrome    أقوى 10 أجهزة كمبيوتر فائقة في العالم    تنافس شبابي يبرز هوية جازان الثقافية    لماذا رفعت «موديز» تصنيف السعودية المستقبلي إلى «مستقر» ؟    إصابة طبيب في قصف إسرائيلي استهدف مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة    مسودة "كوب29" النهائية تقترح 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة    «اليونيسف» تحذر: مستقبل الأطفال في خطر    3 أهلاويين مهددون بالإيقاف    اختبارات الدور الثاني للطلاب المكملين.. اليوم    "مركز الأرصاد" يصدر تنبيهًا من أمطار غزيرة على منطقة الباحة    "الداخلية" تختتم المعرض التوعوي لتعزيز السلامة المرورية بالمدينة    «الغرف»: تشكيل أول لجنة من نوعها ل«الطاقة» والبتروكيماويات    افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض    وزير الثقافة: القيادة تدعم تنمية القدرات البشرية بالمجالات كافة    المدينة: ضيوف برنامج خادم الحرمين يزورون مجمع طباعة المصحف ومواقع تاريخية    «مجمع إرادة»: ارتباط وثيق بين «السكري» والصحة النفسية    رصد أول إصابة بجدري الماء في اليمن    600 شركة بولندية وسلوفاكية ترغب بالاستثمار في المملكة    آل غالب وآل دغمش يتلقون التعازي في فقيدهم    أمراء ومسؤولون يواسون أسرة آل كامل وآل يماني في فقيدتهم    المملكة تعزز التعاون لمكافحة الفساد والجريمة واسترداد الأصول    نائب وزير التجارة تبحث تعزيز الشراكة السعودية – البريطانية    «واتساب» يتيح التفريغ النصي للرسائل الصوتية    بحضور سمو وزير الثقافة.. «الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    تحفيزًا للإبداع في مختلف المسارات.. فتح التسجيل في الجائزة السنوية للمنتدى السعودي للإعلام    فعاليات متنوعة    "الحياة الفطرية" تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    القِبلة    111 رياضيًا يتنافسون في بادل بجازان    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    30 عاماً تحوّل الرياض إلى مركز طبي عالمي في فصل التوائم    الأكريلاميد.. «بعبع» الأطعمة المقلية والمحمصة    خسارة إندونيسيا: من هنا يبدأ التحدي    مشكلات المنتخب    تأثير اللاعب الأجنبي    فرع وزارة الصحة بجازان يطلق حزمة من البرامج التوعوية بالمنطقة    «النيابة» تدشن غرفة استنطاق الأطفال    «صواب» تشارك في البرنامج التوعوي بأضرار المخدرات بجازان    القبض على مقيم لاعتدائه بسلاح أبيض على آخر وسرقة مبلغ مالي بالرياض    الخليج يُذيق الهلال الخسارة الأولى في دوري روشن للمحترفين    مستقبل جديد للخدمات اللوجستية.. شراكات كبرى في مؤتمر سلاسل الإمداد    "تقني‬ ‫جازان" يعلن مواعيد التسجيل في برامج الكليات والمعاهد للفصل الثاني 1446ه    الأساس الفلسفي للنظم السياسية الحديثة.. !    1.7 مليون ريال متوسط أسعار الفلل بالمملكة والرياض تتجاوز المتوسط    معتمر فيتنامي: برنامج خادم الحرمين حقّق حلمي    سالم والشبان الزرق    الجمعان ل«عكاظ»: فوجئت بعرض النصر    الحريق والفتح يتصدران دوري البلياردو    المدى السعودي بلا مدى    إبر التنحيف وأثرها على الاقتصاد    فيصل بن مشعل يستقبل وفداً شورياً.. ويفتتح مؤتمر القصيم الدولي للجراحة    وزير التعليم يزور جامعة الأمير محمد بن فهد ويشيد بمنجزاتها الأكاديمية والبحثية    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    "العوسق".. من أكثر أنواع الصقور شيوعًا في المملكة    سعود بن نايف يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقدمت بالعلم ولأبنائي أعيش والغربة علمتني الصلابة وحب الوطن
الأم والإدارية د. ثريا كردي تتذكر:
نشر في اليوم يوم 23 - 07 - 2004

هي امرأة ليست ككل النساء وام ليست ككل الامهات اكاديمية شقت طريقها الشائك احيانا بالتوجيهات واحيانا بعزيمة واصرار قل ان تجدها في امرأة واحيانا في رجال. تتلمس من حديثها عشقا ومعاناة ومواقف, حبا للوطن وعشقا للمراتب العليا وخوفا وترقبا على مستقبل ابنائها.
اعترفت بغلطتها بالزواج من اجنبي وتتمنى ان تغفر. سيدة تستشف من حديثها باقات من النجاح معصوبة بسلك من الحرمان والالم. سيدة من اسرة متعلمة وبيت متدين تقدر العلم وتسعى اليه بشرط ان لا يتجاوز ذلك احكام ديننا ومفاهيم وعادات وتقاليد مجتمعنا. امرأة قدمت خدمات لوطنها الذي احبته من الرياض الى الظهران الى مكة المكرمة والغطغط. لها الكثير من الكتابات والافكار وفلسفة في تربيتها لابنائها. قلب كبير تحمل مشقة العلم وجهد العمل ومسؤولية الابناء. قلب كبير وسع ابناءها ويتيمة طالبة بها مرافقة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الجنة عندما قال (أنا وكافل اليتيم كهاتين في اللجنة). لقاؤنا هذا الاسبوع من الدكتورة والمرأة والام ثريا محمد مكي كردي. فإلى الحوار:
السيرة الذاتية
الاسم: ثريا محمد مكي كردي
مكان الميلاد: مكة المكرمة
الحالة الاجتماعية: مطلقة ولديها ابنان هما همام عبدالله (18 عاما) ومحمد (16 عاما) وسارة (9 سنوات)
الوظيفة: إدارية بمستشفى أرامكو السعودية
حصلت على الثانوية العامة من معهد العاصمة النموذجي بالرياض ثم بكالوريوس قسم علم الحيوان من جامعة سياتل/ واشنطن ثم ماجستير في ادارة المستشفيات وماجستير في الادارة العامة من لوس انجلوس.
بدأت العمل في أرامكو منذ 8/5/1978م
وحصلت على الدكتوراة عن طريق الانترنت (الدراسة عن بعد) أثناء العمل ورسالتها بعنوان (إدارة الجنسيات والثقافات المتعددة) ولا تزال قيد البحث كما قدمت بحثا بعنوان (وراء كل رجل عظيم امرأة)
وقد حضرت د. ثريا عددا من الدورات التدريبية والتطويرية في أرامكو السعودية وفي الولايات المتحدة الأمريكية وفي مستشفى الملك فيصل التخصصي (مركز الأبحاث الطبية) كما نالت شهادتي تقدير من المديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية لمساهمتها في الأسبوع الصحي العالمي السادس عام 1408ه والسابع عام 1409ه بالاضافة الى شهادة تقدير من دائرة الخدمات الطبية لأرامكو لمشاركتها في لجنة أصدقاء واقامة حفلات ومناسبات للترفيه عن المرضى عام 1988م كما نالت شهادة شكر وتقدير من مدارس الظهران الأهلية عام 1999م ومدارس الجامعة الأهلية عام 2003م وهي عضو في الجمعية العمومية لادارة الموارد البشرية وعضو جمعية الادارة الأمريكية (A.M.A) وعضو جمعية ادارة جامعة كاليفورنيا الجنوبية (ucs).
الولادة والنشأة
@ في البداية هل لنا بحديث عن النشأة والمجتمع والاسرة؟
* بداية طفولتي كانت في مكة المكرمة مسقط رأسي ثم الطائف بحكم عمل الوالد الشيخ محمد مكي عبدالقادر كردي - يرحمه الله - بين اسرة مكونة من عشرة ابناء نصفهم بنون والآخر بنات وقد كانت اسرتنا سعيدة جدا يحفها اب رحيم متعلم مثقف يحب العلم ويردد دائما على مسامعنا (أنا لم اترك لكم مال فعليكم بالعلم فهو الكنز الذي سوف اتركه لكم لتستقوا منه المال والدين والاخلاق ويمتد إلى الجذور الابناء) وقد كان ابا عادلا لا يفرق بين البنين والبنات ويقبض العصا من النصف في تربيتنا بمختلف مراحلنا خاصة مرحلة المراهقة فقد كان - يرحمه الله - قويا شديدا واثقا مع وجود الرحمة والعفو والنصيحة والترغيب والترهيب, ربانا جميعا على حب الله والمليك والوطن.
اما والدتي - يرحمها الله - فلطالما تمنيت ان تكون لي بنت باسمها (معتوقة منصوري) فهي بالنسبة لي الرحمة والصبر, وقد كانت اما اجتماعية ذات ابتسامة لا تغيب ابدا تنم عن الرضا في جميع الاحوال وقد حازت على الشهادة الابتدائية من مدرسة فاطمة هزازية المتقدمة حتى في الطاولات الدراسية في مكة المكرمة (وقد كانت هذه الشهادة هي القمة) وقد كانت اول مدرسة بنات فتحت في مكة, وكانت تربية الوالدة لنا امتدادا لتربية الوالد على الدين والرأفة والشفقة والعطاء وحب المشاركة وقد كان الوالد يقول (ليس لاحد حق في هذا المنزل هذا حقنا كلنا).
الدراسة والمجتمع
@ والدراسة؟ هل كانت نظامية وما نظرة المجتمع للمرأة الباحثة عن العلم؟
* لم يكن هناك مدارس ذلك الوقت وقد كنا نذهب للكتاب لنجلس على الارض منذ الصباح الى العصر ونتناول الغداء هناك لنتعلم القرآن الكريم والقراءة والكتابة والفقه والتوحيد وعندما نختم (جزء عم) تقام حفلة (الاصرافة) بهذه المناسبة بينما تسمى حفلة ختم جزء تبارك (الاقلابة) وقد درست في الكتاب حتى ما يعادل الثالث الابتدائي بين مكة والطائف حتى انتقل والدي الى الرياض مع انتقال الوزارات وهناك في العاصمة بدأت ذكريات المرحلة الثانية من الطفولة, حيث درست الابتدائية والمتوسطة والثانوية بمعهد العاصمة النموذجي والذي استقيت منه العلوم حتى تخرجت في الثانوية العامة, واذكر انني قبلت حينها في الصف الثالث الابتدائي لاحتساب دراستنا في (الكتاب) عند المعلمة زهرة سمردينة.
الدراسة بالمعهد
@ وكيف كان المعهد ونوعية الدراسة فيه؟
* المعهد من ارقى المعاهد واكثرها اهتماما بالطالبات من ناحية التربية والتعليم مع الاهتمام باللياقة البدنية الى جانب الاهتمام بالمناهج العلمية والشرعية وغيرها بالاضافة الى الاهتمام بالتغذية السليمة.
وقد تخرجت في الثانوية عام 1970م وكذلك تخرجت جميع شقيقاتي في نفس المعهد ثم تأسست بعد ذلك الرئاسة العامة لتعليم البنات وسافرت حينها اختي الكبرى مع زوجها المبتعث الى الولايات المتحدة الامريكية ولحقت بها بعد تخرجي لاكمال دراستي وقد كان دعم الحكومة هو المعين الاول لي بعد الله, حيث حصلت على بعثة لذلك وواجه والدي تحديات المجتمع لاتمكن من مواصلة دراستي كبقية اخوتي واخواني, وقد تخرج منا الطبيب احمد كردي والعقيد متقاعد عبدالعزيز كردي والدكتورة والمعيدة والادارية فاطمة كردي والتي تعمل في جامعة الملك سعود منذ 24 عاما والمهندس اسامة كردي عضو مجلس الشورى ومستشار التنظيم والادارة عماد كردي والذي الف العديد من المؤلفات في التنظيم والادارة وعبدالعزيز كردي في وزارة الداخلية.
عمل الوالد ومؤلفاته
@ وماذا عن عمل الوالد؟
* تدرج والدي - يرحمه الله - في عدة وظائف بين مكة والطائف كضابط الى ان اصبح رئيس المجلس التأديبي والمفتش العام بوزارة الدفاع والطيران وله العديد من المؤلفات مثل:
* كيف حج سيد الخلق.
* بغية الحجاج الابرار في مناسك الحج والاعتمار على مذاهب الائمة الاربعة الاخيار.
* وله كتاب مخطوط لم يطبع عن مناسك واعلام على المذاهب الاربعة كما كانت له العديد من المقالات في الكتب والمجلات ومنها على سبيل المثال لا الحصر: دروب الحج للمرأة, وحج المخبول والصبي والسكران والمغمى عليه, وتصوير المشاعر وانواع النسك. وقد بنى - يرحمه الله - مسجدا في حي الضباط (حي السليمانية حاليا) يسمى بمسجد الكردي.
وهو الى جانب ذلك مستشار قانوني ومأذون شرعي نال الشهادة العالمية من جامعة الازهر واحب خدمة الوطن من خلال وزارة الدفاع والطيران واحاطنا ولاة الامر بالرحمة والتقدير حتى احب الابناء العمل مع الدولة وللدولة من خلال وزارة الدفاع والطيران ووزارة الداخلية ووزارة الخارجية والحرس الوطني ومازال بعضهم يعمل هناك مثل العميد متقاعد عبدالعزيز كردي وعبدالقادر كردي وهو مبتعث الآن في وارسو (بولندا) والدكتور احمد كردي والذي يعمل في المستشفى العسكري, اما البنات فمنهن الدكتورة في جامعة الملك سعود ورئيسة الاشراف الاجتماعي في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون وانا في مستشفى أرامكو السعودية.
حياتنا في الرياض
@ وماذا عن حياتكم في الرياض؟ وما الاشياء التي علقت بذهنك في تلك الفترة؟
* عشنا في حي الضباط على امتداد شارع المطار القديم اجمل ايامنا مع جيران متحابين متعاضدين اكثرهم من السلك الدبلوماسي ومن وزارة الدفاع مثل العم علي النخيش والعم محمد رشيد رضوان والعم حماد الشبيلي والعم مصطفى مدني والعم اديب سلامة وغيرهم كلهم شاركوا في تربيتنا والخوف علينا بصدق واهتمام. والذكريات الجميلة في ذلك الوقت لا تنسى فكنا كعائلة واحدة بعضنا مع بعض في السراء والضراء كما اننا وبحكم ظروف عمل الوالد سكنا في الطائف وفي الرياض والخرج وفي قرية الغطغط (حيث كانت صديقة العائلة د. هند الخثيلة واسرتها يزوروننا هناك) وكانت تلك المجتمعات على سجيتها مترابطة قلوبها بيضاء يتشاركون في الحلوة والمرة ويتبادلون الزيارات والمحادثات والترفيه والتسلية واجمل ما في تلك الايام ان الجميع كان على قلب واحد في الاهتمام بتربية النشء فالجار يساعد ويربي والمدرسة تربي والاصدقاء يلاحظون ويردعون عن الخطأ بدون حقد ولا زعل حتى ان الابناء لا يمكن ان يرتكبوا خطأ في وجود الجار او احد اصدقاء العائلة ومع ذلك فقد انشأت هذه التربية رجالا ونساء نراهم الآن في اعلى المناصب لخدمة الوطن لذلك نسمعهم دائما يعترضون على التربية الحديثة بقولهم (نحن تربينا هكذا وها نحن رجال ونساء على مستوى من العلم والقوة والبأس الشديد).
مجتمع مكة
@ وماذا عن مجتمع مكة ذلك الحين؟
* قضينا هناك طفولتنا الاولى ولا افقه سوى القليل الا ان خيالي لا يخونني في مكة المكرمة الجميلة وفي جميع المدن التي عشنا فيها.
الانتقال للمنطقة الشرقية
@ متى انتقلت الى المنطقة الشرقية ولماذا؟
* انتقلت الى الشرقية عام 1980م حين التحقت بالعمل في شركة أرامكو في المستشفى الحديثة التكوين وقد كنت مبتعثة من الدولة لدراسة البكالوريوس ثم الماجستير ثم رشحتني أرامكو للدراسة على حسابها عام 1978م. وقد شجعتني صديقة الطفولة تمام العنبر على الالتحاق بها.
الدراسة والخبرة
@ سنوات الدراسة في الخارج ماذا اعطتك, وكم كان عدد المبتعثين حينها؟
* سنوات الدراسة في الخارج اعطتني الخبرة والثقافة والعلم ووسعت مداركي, كما علمتني الغربة الصلابة والقوة والصبر وقيمة الحياة وقيمة القرش ومعرفة العالم الخارجي بالاضافة الى اكتساب اللغة ومن تعلم لغة قوم امن مكرهم, كما عرفتني الغربة على نفسي وزادتني حبا في الوطن وشوقا اليه والى مجتمعنا المتآخي المترابط وتعلمت هناك كيف احافظ على كرامتي كامرأة واخلاقي وعدت كما تربيت؟
وقد كان عدد المبتعثات حينها ما يقارب 500 فتاة في ولاية اوريجون (بورتلاند) اما في الولايات الاخرى فقد بلغ (500 - 1000) فتاة في كل ولاية وهي نسبة عالية تدل على اهتمام حكومتنا الرشيدة بالتعليم ورفع المستوى العلمي والثقافي للشباب الطموح.
النظرة لتعليم المرأة
@ تعليم المرأة كيف كان ينظر اليه تلك الايام؟
* كان ينظر لتعليم المرأة حينذاك على انه تضحية وصراع من قبل بعض الآباء متفتحي العقول ممن ناصر تعليم المرأة وقد واجه والدي الكثير ليساعدنا على اكمال دراستنا في ظل عدم وجود كليات للبنات ذلك الحين مما حتم سفرنا للخارج ولا اجزم بان الوالد - يرحمه الله - كان لا يحبذ السفر بلا محرم لذلك لم يسمح لي بدراسة الطب في باكستان مع كون الدولة قد امنت لي مقعدا هناك حيث كانت هناك بعثات لباكستان ورفض والدي لعدم وجود المحرم وقد كانت شقيقتي الكبرى فريال تعمل في الشؤون الاجتماعية حينها ثم تزوجت وسافرت مع زوجها الى الولايات المتحدة الامريكية وقبل والدي ابتعاثي الى هناك لوجود اختي مع زوجها, وقد كان رجال السلك الدبلوماسي ووزارة الدفاع بحي الضباط من اوائل المثقفين الذين شجعوا تعليم المرأة مع وجود الكثير من المعارضين ومازلنا نلتقي مع بناتهم لاستعادة ذكرياتهم مثل العم عبدالله المطلق والعم على النخيش والعم اديب سلامة والعم رشيد رضوان وغيرهم.
زميلات الدراسة
@ من تذكرين من زميلات الدراسة؟
* مازلت التقي بزميلات الطفولة بين حين وآخر واذكر منهن الاستاذة الدكتورة هند الخثيلة حيث مازلت اتواصل معها وهي تربطني بمجتمع القرية حيث نذهب سويا الى قرية الغطغط.
وكذلك تمام العنبر والدكتورة مي العيسى والدكتورة مي الجاسر ابنة الاديب والمؤرخ الراحل حمد الجاسر وهي من زميلات الدراسة في امريكا وكذلك الدكتورة نورة الناهض والدكتورة ربيعة بنت حسن سبكي والدكتورة فاطمة المطلق والكثيرات ممن لي معهن ذكريات لا تنسى ولا اريد نسيانها حتى انني اذا شغلتني الحياة اتوق اليهن واقول لا للمشاغل فذكرياتني مع صديقاتي اجمل واغلى بكثير واذهب للالتقاء بهم بين حين وآخر, وكذلك الاستاذة منيرة المانع. ولا انسى صديقتي المقربة الآن حرم الدكتور عبدالعزيز الدخيل مديرة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن سابقا.
العمل بأرامكو السعودية
@ كيف تم التحاقك بشركة أرامكو السعودية, وهل وجدت تعقيدا في اجراءات القبول خاصة انك امرأة؟
* التحقت بشركة أرامكو عندما كنت في الولايات المتحدة الامريكية في لوس انجلوس بكالفورنيا لدراسة الماجستير في الادارة العامة وقد كان هناك عدد من المختصين من أرامكو يجرون مقابلات مع الطلبة والطالبات المتميزين والطموحين هناك وقد حضر الاستاذ عصام طرابلسي والاستاذ زكي رحيمي لتلك المهمة ودعونا للاجتماع بهم والقوا علينا محاضرة للتعريف بأرامكو السعودية وقوانينها ومتطلباتها ومقومات الشخصية التي ترغب أرامكو في انضمامها لها وقد اقتنعت بذلك ولكن كان لابد من استشارة الوالد واخذ موافقته وقد عارض في البداية ولكن ما لبث ان وافق لحبه الشديد للعلم المتطور الموجود في الشركة ثم لالحاح اصدقائه عليه بالموافقة, كما الحت علي احدى صديقاتي المتواجدات في المملكة آنذاك وهي تمام العنبر حرم وزير البترول السابق وهكذا وقع والدي العقد مع أرامكو واكملت دراسة الماجستير في ادارة المستشفيات حسب رغبة أرامكو ولم تكن توجد حينها أي تعقيدات في اجراءات القبول.
خطوات العمل الاولى
@ ما اول عمل كلفت به في أرامكو, وكيف كانت البدايات؟
* حسب اجراءات ارمكو يوجد برنامج لتدريب الجامعيين يدرب فيه الطالب على العمل قبل الالتحاق بالعمل ولذلك قضيت عامين في ذلك البرنامج من عام (1980 - 1982) ثم اصبحت رئيسة قسم التنظيف بالنيابة(Howe Keeping) ثم ترقيت الى مديرة التدريب بالنيابة وعملت ادارية في قسم سجلات ومعاملات المرضى منذ 1982-1984م, ثم كان مستشفى أرامكو بحاجة الى قسم للعلاقات الطبية وبدأت في تأسيسه بتوجيه من رئيسي المباشر عدنان صالح جمعة (وهو من الشخصيات التي ساعدتني ووجهتني التوجيه الصحيح المباشر وكان له الاثر الكبير في تعليمي مهنيا وعمليا منذ بداية عملي في أرامكو بالاضافة الى تذليل الصعاب وهو شقيق رئيس شركة أرامكو الحالي الاستاذ عبدالله صالح جمعة الذي كان يرأسنا في دائرة الخدمات الطبية من آن لآخر حين ذلك في غياب مدير مستشفى أرامكو).
وقد تم تأسيس قسم العلاقات الطبية بجميع اقسامه من اشراف اجتماعي, قوانينه وموظفيه.. الخ وقد كانت السيدة بلقيس قبلاوي احدى المساعدات في ذلك خاصة في كتابة المصطلحات الطبية بلغة انجليزية صحيحة وبدأ القسم وترأسته كناظرة ادارية لمدة سنتين ثم حصلت بعض التغييرات الادارية في المستشفى وانتقلت الى اعمال اخرى ولكن مازال القسم قائما حتى الآن.
الدراسات عن بعد
@ مواصلة الدراسات العليا وتحضير الدكتوراة عن بعد هل واجهتك صعوبات حدثينا عن هذه التجربة؟
* بذلت الكثير من وقتي وجهدي الخاص لاكمال الدكتوراة على حسابي عن طريق الانترنت (التعليم عن بعد) واخذت في البحث والتدوين في موضوع (الادارة المتعددة الجنسية) من على مكتبي خلال اوقات الفراغ.
وقد واجهت صعوبة مناقشة الرسالة لانها تتحدث باختصار عن العولمة الادارية المتعددة الثقافات والافكار وهي الآن مازالت قيد الدراسة والبحث. وهي على شكل نظرية ادارية من واقع مجتمعنا وخاصة الحج لتعدد الجنسيات تحت خيمة واحدة وقد كتبت لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود - يحفظه الله - لتبني هذه الفكرة فارسلت لي أرامكو بطاقة الابداع ولكن واجهتني الكثير من الظروف والصعوبات حالت دون ذلك خاصة ان أرامكو تريدها ان تكون باللغة الانجليزية.
الدكتوراة والحصول عليها
@ في أي عام حصلت على الدكتوراة, وكيف كان شعورك حينها؟
* بدأت بحث الدكتوراة عام 2000م ولانني موظفة في أرامكو فقد اخذ الموضوع وقتا طويلا وقد ساعدتني صديقتي حرم الدكتور عبدالعزيز الدخيل فدلني - حفظه الله - على من يعينني والتقيت باثنين من الدكاترة في قسم الادارة ثم بقي الموضوع معلقا الا من الانترنت واود تشجيعي لاكمال ذلك البحث الذي اعتبره مهما للوطن وانا فخورة جدا بما وصلت اليه.
الدعم المعنوي
@ من شجعك على مواصلة الدراسة؟
* اول من شجعني والدي - يرحمه الله - فمنذ طفولتي وهو يناديني بالدكتورة ثريا في المنزل ويردد على مسامعي (العلم في الصغر كالنقش في الحجر) وهكذا غرسها في اعماقي, ولن انسى تشجيع حكومتنا الرشيدة بابتعاثي ودعمي ماليا ثم أرامكو السعودية.
الطموح والوظيفة
@ هل كنت تطمحين في وظيفة معينة؟
* نعم طمحت في ان اكون في وظيفة قيادية كبيرة حيث انني من اوائل الخريجات السعوديات في ادارة المستشفيات ومن اوائل العاملات في شركة أرامكو السعودية ولا ازال اطمح في الوصول لذلك.
ذكريات الدراسة
@ ما ابرز ذكريات ايام الدراسة؟
* ذكريات ايام الثانوية العامة بمعهد العاصمة النموذجي للبنات حيث النشاط والقوة والمرح والتلاحم والاخوة.
جدارة المرأة بأرامكو
@ هل اثبتت المرأة السعودية جدارتها بالعمل داخل أرامكو السعودية؟
* نعم اثبتت ذلك وبجدارة وقد كثر اعداد الخريجات في جميع التخصصات والمجالات وزاد عدد الموظفات وابدعن في اداء الاعمال المنوطة بهن كالرجل وربما افضل.
مطالب موظفات أرامكو
@ مطالب تطالب بها الموظفات في أرامكو منذ زمن؟
* شركة أرامكو من ابرز قوانينها الا تفرق بين الرجل والمرأة في وقت العمل, الاجازات, الرواتب, العلاوات الا ان الكمال لله وحده فهناك مطالب تطالب بها الموظفات منذ زمن طويل اولها: برنامج تملك البيوت وخاصة للمرأة التي تعيل اسرتها لعدم وجود الاب.
وثانيها السكن داخل المجمع السكني بأرامكو. والترقيات الوظيفية بما يناسب كفاءتها وتخصصها وسنوات خبرتها في العمل بالاضافة الى مؤهلاتها العلمية وادائها الوظيفي.
سعودة الوظائف
@ كيف تنظرين لسعودة الوظائف في أرامكو؟
* أرامكو من اوائل الشركات التي طبقت ومازالت تطبق برنامج السعودة وتشهد بذلك خطابات الشكر والتقدير التي يوجهها المسؤولون بوزارة العمل لأرامكو السعودية والتي تتحدث عنها صحفنا المحلية لما قامت به في مجال السعودة وانا ارى يوميا من واقع عملي تزايد اعداد الموظفين السعوديين.
حب العطاء
@ بعد الخبرة التي اكتسبتها في أرامكو السعودية هل تسعين لان يكون ابناؤك من موظفي الشركة وماذا تقولين لهم عنها؟
* نعم اسعى لذلك لدرجة ان ابني البكر اجتهد طيلة مراحله الدراسية لتحقيق هدف واحد وهو الالتحاق بأرامكو السعودية لما يراه في والدته من تشجيع بالاضافة الى مواكبة شركة أرامكو لكافة انواع العلوم والتقنية العصرية حيث انني كنت ارغبهم في أرامكو ومجالاتها المتعددة لجودة مستقبلها في جميع المجالات التدريبية والتخصصية وقد غرست فيهم حب العطاء للوطن من خلال أرامكو كما فعلت انا.
ابداع المرأة
@ ما المجالات التي ابدعت فيها المرأة السعودية سواء داخل أرامكو ام خارجها؟
* اقول على سبيل المثال لا الحصر في مجال الكمبيوتر فهناك موظفات سعوديات يرأسن اقساما كبيرة في أرامكو وفي مجال الادارة, تحليل البرامج والتخطيط وفي مجال الطب حيث ابدعن باعداد كبيرة تزايدت في السنوات الاخيرة وكذلك في مجال التمريض والصيدلة وغيرها.
مشكلة في حياتي
@ أكبر مشكلة واجهتها في حياتك؟
* الظلم الذي حطم حياتي وانا واثقة من ان الله سينصرني على من ظلمني يوما ما, وسيظهر الحق ويزهق الباطل وان دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب.
غلطة العمر
@ قرار ندمت على اتخاذه؟
* الزواج من غير ابن الوطن مما ادى الى تعقيد حياتي وحياة ابنائي ومعاناتنا المستمرة من مشاكل ومآس في جميع المجالات من ناحية القبول في المدارس والجامعات واثبات هوية وغيرها بل حتى تحديد المستقبل.
تعقيد الروتين
@ تعقيدات وروتين تتمنين تجاوزه؟
* هناك روتين طويل في الدوائر الحكومية اتمنى تجاوزه مثل الموجود في الشؤون البلدية, الاستقدام, الاحوال المدنية, الجوازات وكلها كانت لي معها تجارب كثيرة.
اعباء الحياة
@ كيف استطعت مواجهة الحياة كأم وحيدة؟
* الحياة بحر مواجهتها صعبة لشخص منفرد سواء اكان رجلا ام امرأة والمثل يقول (يد واحدة لا تصفق) او "الجنة بلا ناس ما تنداس" وبالذات المرأة الام والعاملة والمناضلة الوحيدة تكثر الصعوبات امامها ولكن بالاصرار والتحدي والعزيمة والثقة بالنفس.. تتذلل الصعاب وقد استطعت بحمد الله انجاز الكثير من احتياجات الاسرة والابناء والعمل والخدم والصيانة وغيرها.
إحساس الأمومة بسارة
@ تجربة كفالة طفلة ماذا تعني لك؟ وما هي المشاعر التي اضافتها (سارة) للمنزل؟
* اجمل ما في الوجود واجمل احساس بالامومة مع ان لدي عبدالله ومحمد الا ان هذه الابنة (سارة) قد اضفت الى حياتي الكثير وليس فقط على حياتي بل على حياة ابنائي (اخوتها) فهي السعادة والتغير الجميل في الاسرة, بل حتى جدران المنزل اصبحت تزدان بكتاباتها الجميلة الرقيقة التي تصف بها مشاعرها وليتك يا اخت ليلى لم تذكري كلمة احتضان بل هي في داخلي وفي اعماقي هي ابنتي.
كفالة الايتام وهذه مشكلة
@ هل هناك مشكلة في تقبل المجتمع لوضع هؤلاء (الايتام) وهل يمكن ان يتعرضوا لمضايقات وكيف يمكن حلها؟
* نعم.. المشكلة ليس في تقبل المجتمع فان مجتمعنا يحب الخير والعطاء بجميع اشكاله ولكن في التعامل مع هؤلاء (ذوي الظروف الخاصة). فمثلا هناك صديقة لي تعرف بالوضع وتتحدث امام ابنائها وبناتها ثم ينقلون ذلك لمدارسهم وقد وقفت مواقف مأساوية امام ابنتي سارة حيث اتت الى المنزل ذات مرة وهي تسأل: البنات يقولون انت ما عندك اب ولا ام فاعدت السؤال اليها وقلت: وماذا قلت لهم يا سارة؟ فقالت: قلت لهم كيف ما عندي ام؟ مين يأكلني ويشربني ويلبسني؟ انا بكرة اجيب لكم امي.. وفعلا ذهبت لمديرة المدرسة واقمنا يوما شاركت فيه باللعب مع الاطفال كأم سارة.
وقالت احدى زميلات سارة: والدي قال لي ان سارة ليس لها اب او ام وهكذا الحياة مآس وتجارب واحزان وانا اواجه واصد واجد الحلول من اجل سارة.
كفالة اليتيم
@ هل علمت بانها ليست ابنتك وكيف قمت بايصال الخبر اليها؟
* نعم هي تعلم بذلك وهذا من واجبي حتى لا تصدم في المستقبل فقد يخبرها احد افراد الاسرة ممن هو في عمرها او من الخارج لذلك اعددتها لذلك وقد اتت المبادرة منها فسألتني (اكيد ان عقلها الباطن له ذكريات) وقالت: من هي امي وانا صغيرة؟ فقلت لها بسرعة انا متفاجئة (وضحة) فقالت: لماذا؟ وانت امي كمان؟ قلت: نعم يا سارة لكل انسان امان وابوان آدم وحواء ثم ام واب في حياته الحالية انا لي والدان آدم وحواء ثم امي معتوقة ماتت يا سارة ووالدي - يرحمهما الله - توفي كذلك.
* فقالت: يا ماما صديقاتي يقلن: انت ابوك مات؟ فقلت: طيب يا سارة وماذا في ذلك؟ الرسول - صلى الله عليه وسلم - ماتت امه ومات ابوه, انا امي وابي ميتان.. من يحبه الله يأخذه بجواره قولي لزميلاتك ان والدتي في الحياة الاخرى وهي خير وابقى فاطمأنت ابنتي وهكذا اوصلت لها الخبرة وتجربة تلو التجربة وحصة تلو الحصة.
قمة السعادة
@ خلاصة تجربتك في هذا المجال, وما الكلمة التي بودك ان تصل للمجتمع؟
* تجربة جميلة بل هي تجارب وقصص ومواجهات ومآس الا انه الرضا والقناعة والسعادة والثواب, القناعة بدخول هذه البنت او ذلك الولد داخل اعماقك كابن او ابنه دون وجود فرق.. هذه هي قمة السعادة والرضا.
مؤتمر الحوار
@ ما نظرتك للحوار الوطني وهل اضاف المؤتمر الذي عقد مؤخرا شيئا لحقوق المرأة؟
* الحوار الوطني شيء لابد منه وقد اشعرني بعزة المرأة واهتمام ولاة الامر بها وقد كان الحوار الاخير على مستوى عال من الاهمية حيث تابعته بواسطة التلفاز من منزلي بعزة وفخر وارادة. وتمنيت انني معهم لاضيف شيئا في مجال حقوق المرأة الا ان الزملاء والزميلات هناك وفوا وكفوا في معظم المجالات وقد اضاف الكثير لحقوق المرأة واكثرها تحتاج اليه ولكن الاولويات تتعلق بنظرة كل فرد واولوياته تبعا لاحتياجاته.
قضية المرأة
@ هل انت من المهتمات بقضية المرأة, الا ترين ان المرأة السعودية نالت حقوقها كاملة؟
* انا من المهتمات بهذه القضية بكل ما املك من امكانيات اذا طلب مني ذلك. والمرأة السعودية قد نالت حقوقها في الاسلام فعلا وعصرنا الحاضر عصر التكنولوجيا والتقدم ومازال مشوار المرأة طويلا كما كانت في الاسلام. وقد كنت من المهتمات بقضية المرأة منذ ريعان الصبا حيث كتبت ذات مرة عن حقوق المرأة في الاسلام, حقوقها في الزواج بالمقارنة بزواج الرجل من اجنبية وكتبت في ذلك:
ليه يا زمن.. تقطع عنا الامل.. مع رجل هذا الوطن..
رجل بلادي.. سحب مني وسادي.. ومضجعي ورقادي..
رجل زماني.. واسرتي وعيالي.. وطني وبلادي..
الى ان قلت:
ليه انحدرت بعيد
ورحت لبنت الحضارة
يا رجل البلد السعيد
الا شقت الستارة
ورحت لبلاد بعيد
ونسيت الطهارة
القبول بالجامعات
@ كيف ترين آلية القبول والتسجيل في الجامعات السعودية وكيف يمكن تطويرها لتستوعب تزايد اعداد الطلاب والطالبات؟
* آلية القبول تعجيزية في عصر التكنولوجيا التي تسهل الحياة. آلية القبول معقدة في زمن تحتاج فيه الى سواعد الشباب والدماء الجديدة. آلية القبول قديمة.. في عصر العولمة العربية؟ حيث نحتاج الى العقول الشابة, السهلة في التفكير, السلسة في الانتاج والاختراع.
وينبغي اولا ان تكون آلية الاختبارات والاسئلة سلسة لتنتج سلالة جديدة لجيل جديد متطور بكتب جديدة مطورة تضعها عقول متخصصة متطورة واسئلة ذكية من اعماق الكتب فقط لتثبت ان هؤلاء الطلبة الشباب قد فهموا المادة كما يتطلب العصر في بلدنا هذا لزماننا هذا لبناء وطن متطور بعيدا عن العقد.
كما نريد ان تكون آلية التصحيح سلسة سهلة لاننا نريد شبابا لبناء هذا الوطن متفهما وليس حافظا للكتب بدون تطبيق.
النظرة للبطالة
@ والبطالة هل اصبحت ظاهرة من وجهة نظرك وكيف يمكن القضاء عليها؟
* ارتفاع نسبة البطالة الى ان اصبحت ظاهرة بل مشكلة ينبغي حلها جذريا في نظري للقضاء عليها ببعض الاقتراحات مثل:
تثقيف الشباب بان اكل العيش وبناء الوطن لا يشترط وظيفة معينة او مجالا معينا وفتح معاهد لتعليم الحرف والمهارات كالبيع والشراء والسكرتارية وتصليح الساعات وصياغة الذهب ومواجهة الجمهور والتغلب على الصعوبات.
وفتح مكاتب للعاطلين عن العمل والاعلان عنها وتثقيف الشباب للرجوع اليها لطلب المساعدة.
كما يحتاج الشباب الى دورات لتدريبهم على تقبل الاعمال المتواضعة كتنظيف الفنادق والمستشفيات.. الخ.
ويحتاجون للتسامح مع العاطلين وسماع وجهة نظرهم وتوجيههم.
شخصيات وعبر
@ شخصية تركت بصمة في حياتك؟
* الشخصية التي تركت بصمة في حياتي مثل كل المسلمين هي شخصية سيد الخلق محمد - صلى الله عليه وسلم - ثم جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود - يرحمه الله - ووالدي - يرحمه الله - ورئيس شركة أرامكو السيد عبدالله صالح جمعة لما احرزه من تطور وتقدم للشركة وكذلك شقيقه عدنان لانه كان يسير العمل وهو صامت وهو الرجل الذي عملت معه ورأيت حنكته في التعامل.
نقطة تحول
@ نقطة تحول في حياة د. ثريا؟
* نقطة التحول في حياتي هي ولادة ابنائي عبدالله ومحمد وعلمي بانني سوف اقوم بتربيتهما وحدي غير مجري حياتي حيث اكملت الدكتوراة هنا وليس في الخارج للحصول على وظيفة مرموقة ومجابهة الحياة بكل ما املك من قوة وتحمل وجلد وصبر وكذلك كان وجود ابنتي سارة في حياتي التي علمتني الحب والعطف والحنان والخوف.. الخوف على بنت في مجتمع له عاداته وتقاليده وخصوصيته.
ونقطة تحول اخرى عندما علمت انه لا هوية لابنائي حيث بذلت ما في وسعي لايجاد الهوية, كما ان عملي في أرامكو يعتبر نقطة تحول لانها علمتني الصبر.
مستقبل الابناء
@ هل خططت لمستقبل ابنائك ام تتركينهم يخططون لانفسهم؟
* احاول ان اربي ابنائي امتدادا للماضي فانا افتخر بتربية والدي لنا (وكذلك اخوتي) الا ان هذا الزمن وعصر التكنولوجيا والعولمة تتطلب تربية حضارية جديدة لذلك فانا امزج ما يصلح من الماضي مع ما يتوافق من هذا العصر, اما التخطيط فاتركه لهم واشاركهم فيه وآخذ آراءهم الا اني اذا رأيت فيهم عدم القدرة او عدم اتباع الخطة (وعادة ما نكتبها على الورق ونعلقها في لوحة في الغرفة) ذلك الحين اخطط لهم واتابع تطبيقها على ان تكون مطابقة لهواهم وهواياتهم وافكارهم وآرائهم فهذا العصر شبابه لهم افكار غير التي عشناها فقد اصبحوا اكثر منا فهما وخاصة في عالم التكنولوجيا لدرجة انني اقف بعض الاحيان امامهم وأنا في غاية التعجب مما يفعلون.
هوايات وغايات
@ هواياتك ومتى تمارسينها؟
هوايتي المفضلة هي الكتابة فهي الملاذ الذي ألجأ اليه للتعبير عن أفكاري، احساسي، غضبي، حقوقي، حتى لو حصلت أي مشكلة أو اختلاف أو خلافات لا أستطيع مواجهتها أو التصريح بها اكتب واكتب فيزول غضبي وهكذا كذلك في عملي وحياتي اليومية والأسرية وحتى لو أن ما أكتبه يلقى في سلة المهملات.
كما أنني أحب القراءة وقد قرأت لمعالي الدكتور عبدالعزيز الدخيل مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن سابقا كتابا بعنوان (العلاج السلوكي للطفل والمراهق) اشترك في تأليفه د. عبدالستار ابراهيم ود. رضوى ابراهيم وآخر ما قرأت كتاب (لا تحزن) للدكتور عائض القرني.
لمن تقرئين؟
@ ولمن تقرئين؟
أقرأ مؤلفات والدي الدينية وأعتز بها وكل ما يقع تحت يدي من كتب نافعة. كما أنني أتصفح الصحف المحلية بتمعن لأعلم كل صغيرة وكبيرة مما يدور حولي خاصة جريدة اليوم.
مدن تحبها
@ مدينة تحبينها؟
الظهران حاليا فقد وجدت فيها انتاجي وعملي وأنجبت فيها أبنائي وضممت سارة الينا.
والرياض لاني ترعرعت فيها وبدأت فيها مشوار العلم والتعلم وكذلك قرية الغطغط لما لها من ذكريات جميلة مع أ. د. هند الخثيلة.
مدن سأزورها
@ وأخرى تتوقين لزيارتها:
الطائف أتوق لزيارتها لربوعها الجميلة وذكريات الطفولة المبكرة والهدا وغدير البنات. وكذلك مكة المكرمة فهي التي تهوي اليها مشاعر المسلمين وأفئدتهم وقد ولدت فيها ولطالما زرتها لأداء المناسك للحج والعمرة مع أبنائي لأنهم اليوم محارمي.
مساهمات وطنية
@ مساهماتك في مجالات أخرى بعيدا عن العمل؟
أحب أن أساهم وأشارك باستمرار في المناسبات الوطنية مثل مهرجان الجنادرية حيث شاركت فيه في عامه الثاني عشر كمنسقة برامج وحسابات. كما شاركت في خدمة الوطن من خلال التلفزيون السعودي خلال الاحتفال بمرور 100 عام من الانجاز والتقدم وقد كتبت مقطوعة بهذه المناسبة.
كما أحب أن أساهم من خلال كتاباتي الاجتماعية في الصحف والمجلات وأشارك في بعض برامج الاطفال في المدارس وقد قمت ببرنامج صيفي لأطفال أرامكو امتد الى المجتمع السعودي المجاور (للبنين والبنات) وقمت بتدريب الأطفال على مواجهة الجمهور والخطابة والوقوف على المسرح وأقمت رحلات ترفيهية ودورات ترفيهية، وقد ساعدتني أرامكو كثيرا بالاضافة الى بعض المقطوعات الشعرية (وان كنت لست بشاعرة) وأذكر انني في أزمة الخليج كتبت مقطوعة شعرية أخذ منها مقتطفات وأفخر برسالة وصلتني من مكتب سيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ثم أخرى لمقطوعة أخرى من سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وقد تقدمت بأفكار ومقترحات للمدارس وتلقيت خطابات شكر كثيرة اذكر منها شهادة شكر وتقدير من مدارس الظهران الأهلية بالاضافة الى عدد من المحاضرات في الشؤون الاجتماعية عن الأيتام واليتم. ومحاضرات تدريبية أخرى خارج نطاق العمل مع مكتب المستقبل للتدريب والتطوير مساهمة مع شقيقي عماد في تطوير الكفاءات. وهكذا أعيش لأستثمر أوقات فراغي وأبنائي يشجعونني ويفتخرون بي ويتعلمون العمل التطوعي .
مشكلة الفضائيات
@ الفضائيات ما سلبياتها من وجهة نظرك؟
الفضائيات هي أول السلبيات.. فقد أوجدت فجوة في التفاهم والفكر العصري بين الأجيال وقد اتجهوا نحو مضيعة الوقت وشرود الذهن والعنف، وعادات وتقاليد ليست منا ولسنا منها، ولا أنكر أن لها ايجابياتها اذا ما استعملت بالطريقة الصحيحة تحت مراقبة الأهل والبالغين فهي انفتاح على العالم الخارجي وتوسيع للمدارك ومعرفة الابتكارات الجديدة في التقنية والتغذية والكمبيوتر.. الخ.
وجهة الواسطة
@ الواسطة هل انتهت فعلا كما ترين؟
لم تنته ولكن الواسطة مسألة معقدة يكرهها الجميع وينبذونها ولكن تستغربون لو قلت لكم إنها سلاح ذو حدين.
هناك واسطة سلبية مدمرة تأخذ حق الآخرين وتهوي بهم في الهاوية وهذه مرفوضة تماما عندما تطغى على الغير. أما الواسطة الايجابية فنحن عرب ومسلمون وبلدنا الحبيب ينعم بالرحمة والشفقة (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) وينبغي علينا أن نحاول استشفاف هذه الكلمات من التعاون والمؤازرة والمساعدة وهناك حالات يجب أن نفرق فيها بين الواسطة الشريفة لمساعدة الغير وبين الواسطة المدمرة التي تأخذ حقوق الآخرين.
سياحة خليجية
@ السياحة في المملكة كيف يمكن انعاشها لاستقطاب العائلات السعودية والخليجية والعربية؟
السياحة في وطننا قائمة على أكمل وجه بتلاحم ولاة أمورنا مع المواطنين، وحققنا في ذلك أشواطا من الانجازات وقد وفقني الله للاتصال بالغرفة التجارية والمسؤولين عن ذلك مثل الاستاذ عبدالرحمن الراشد لطرح فكرة برامج سياحية صيفية، كما أنني أتمنى التركيز على مجالات اخرى لاستقطاب العوائل السعودية خاصة الأطفال بعمل مهرجانات لتدريب الأطفال بملابس شخصيات عربية وغير العربية وفي مسيرات وبالونات تعتمد على روح الدعابة وبث الأفكار والثقافة للأطفال بالقصة والحكاية بدون نسيان جانب الأمن والسلامة وكم أتوق للمشاركة في مثل هذه المشاريع.
وأتمنى كذلك استقطاب العوائل والأطفال لارتياد حدائقنا العامة المهجورة نوعا ما والاستمرار في ذلك طوال العام ويوضع لها حارس ومخزن لأدوات اللعب ككرة السلة وكرة الطائرة وطاولات تنس وغيرها من الألعاب ويوضع مختصون في هذا المجال براتب بسيط.
وأتمنى من رجال الأعمال تبني هذه الفكرة وأنا على استعداد للعمل التطوعي فيها. فالعقل السليم في الجسم السليم.
ثالثا التراث وهذا له مجال واسع باستقطاب الهواة من أبناء البلد لعمل فعاليات تراثية.
التقاعد والموجه
@ متى ستفكرين في التقاعد؟
أنا لي الحق في التقاعد في أي لحظة تقاعدا مبكرا ولكن ودي أن أستمر حتى الستين حيث إن أبنائي وصلوا الآن الى مرحلة حرجة ومن الناحية النفسية يحتاج الأبناء أن يروا قدوة أمامهم، شخصا دؤوبا على العمل يذهب صباحا ويعود في المساء، ينام مبكرا ليصحو مبكرا ليعتادوا على النشاط واحترام العمل والمواطبة والالتزام.
الزواج بأجنبي
@ سلبيات الزواج بأجنبي من خلال تجربتك؟
ضربت على الوتر الحساس أو الجرح بهذا السؤال ولذلك سأقول لك المثل المعروف (حلاة الثوب رقعته منه وفيه) ولكن الذي عنده مخ ينجح والأبناء هم الضحية فالحب من أول نظرة لا يكفي بل العقل، العقل، العقل.
وقد كانت تجربتي مريرة ولكنها ليست مقياسا ولكني ذقت الأمرين الى درجة أن وجه إليّ ابني أصابع الاتهام قائلا: أنت المسؤولة عن ذلك، ألم تفكري يا والدتي قبل ذلك؟! ألم تفكري بالجنسية. فقلت: إني أريد وأنت تريد والله يفعل ما يريد والزواج قسمة ونصيب ولا أقول سوى: قدر الله وما شاء فعل.
حوادث السير
@ كيف يمكن الحد من حوادث السير المميتة؟
أنا امرأة أقول لكل أب وأم نظموا حياة أبنائكم الشباب بتعويدهم على القيادة في السن القانونية هذا أولا ثم لماذا شراء السيارات التي لا لزوم لها؟ حفاظا على أرواحهم وأرواح الغير، ومكافأة النجاح وغيره ممكن أن تكون كمبيوتر، جوالا وأشياء أخرى حتى يصلوا للسن القانونية.
وقبل ذلك علموهم أصول السلامة وعلموهم القيادة في المدارس القانونية وتابعوهم ووجهوهم.
وأقول للمرور كلمة حق: نريد أن نرى النظام في كل مكان ولكم الحق بعد ذلك في اصدار المخالفات المرورية التأديبية.
كلمة مدمرة
@ الاستغلال كلمة صغيرة ماذا تعني لك؟
هي ليست صغيرة بل كلمة تعني الكثير، مدمرة، من فئة أنانية لا تحب إلا نفسها ولا يهمها أي شخص آخر وتصل الى الضحية كالأهل والأقارب وحتى الأبناء. وقد استغل البعض الفئة الضالة (الارهابيين) ليصطاد في الماء العكر ويسمم فكر شبابنا.
العلاقة بالصحافة
@ علاقتك بالصحف وجريدة اليوم؟
أنا أحب الكتابة.. بل أعشقها والصحف هي الوسيلة التي تحكي أفكاري وتنشر آرائي ويصلح بها المجتمع والفرد من خلال الكلمة التي تخدم الجميع وتثقف الفرد وقد كتبت منذ طفولتي وفي مراهقتي وعند وفاة والدي ووالدتي ورثيت والدي وكتبت عند غزو الكويت وغير ذلك..
وجريدة اليوم هي المفضلة التي أجد فيها يوميا أحداث المنطقة الشرقية وما آلت اليه من تقدم واتمنى ان نرتقي الى مستوى التصديق بما ينشر بالصحف وان تلغى جملة (كلام جرايد) من قواميسنا.
تطور الاعلام
@ الاعلام العربي كيف يمكن تطويره للأفضل؟
هو بحاجة للتطوير فعلا بل هو يحتاج الى اعلام بالكلمة الصادقة الحقيقية، يحتاج الى تطوير بتطوير أبناء الوطن (السعودة) في الاعلام والجامعات والتركيز على الشباب ذي الرغبة الحقيقية في الاعلام، الشباب الذي يحب الحوار المليء بحب الوطن.
موقف لا ينسى
@ موقف لا يمكنك نسيانه؟
وفاة والدي ووالدتي.. فقد كانا لي السند بعد الله تعالى. هذا الموقف المحزن.. أما الموقف الجميل فهو ولادة أبنائي عبدالله ومحمد ووجود سارة بيننا.. كذلك لا يمكنني نسيان الظلم في حياتي.. ونجاح ابني في الثانوية العامة.
الخوف
@ مم تخافين؟
أخاف من الله تعالى وأخاف من فقدان أبنائي أو فقدهما مستقبلهما وأخاف على الفئة الضالة من عدم الرجوع للحق.
كلمات وحكم
@ حكمة ترددينها دائما؟
كلمة لشباب الوطن وأولهم أبنائي: (الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك)..
(العلم يرفع بيتا لا عماد له
والجهل يهدم بيت العز والكرم
(والظلم ظلمات يوم القيامة).
لجنة الرحمة
@ (لجنة رحمة) لمن تقترحينها ولماذا؟
أقترح أن تكون تابعة لوزارة العدل من لجنة نسائية وأن تنظر في حال الأمهات والأبناء عند حدوث المشاكل فالجنة تحت أقدام الأمهات.
كلمة أخيرة
@ كلمة أخيرة؟
أوجهها إلى الجيل الصاعد.. شباب اليوم، أدعوهم لتقبل الحوار، للجد والاجتهاد لبناء الوطن، للرقي، للأخلاق، للتطور، لعصر التكنولوجيا.
وأوجه كلمة للفئة الضالة بالحوار، بالسلم، بالعلم، والعقل ستصلون الى ما تريدون.
وكلمة للجنةحقوق المرأة وحقوق الانسان ككل.. أين أنتم؟
وكلمة اخيرة الى وزارة التربية والتعليم للتركيز على الأطفال اللبنة الأولى لبناء المجتمع.
وكلمة أخيرة للقطاعات والمؤسسات العملية الخاصة والعامة.. احذروا الفساد الاداري واحرصوا على تنمية الموارد البشرية للنهوض بالوطن الى أعلى المستويات.
مع والدها واخوتها في صورة ارشيفية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.