أعزاءنا القراء هنا نستقبل آهاتكم ونكشف عن جراحكم. ابعثوا لنا بما يؤرقكم من مشكلات قد يكون أحدنا عاشها من قبل فيفيدكم ويقدم خلاصة تجربته وقد يعينكم غيره بآرائه.. فتمسكون بخيط الأمل من جديد. لا أدري من أين أبدأ حكايتي لكم، قد تكون غريبة أو... لا أدري أياً كان رأيكم بها فهي تؤرقني وتحيل حياتي إلى هم ونكد وإحراجات كثيرة في كل مكان أتواجد فيه مع أمي. نعم أمي... التي نسيت أنها اقتربت من الخمسين وتتصرف كما لو كانت مراهقة في السابعة عشرة لقد تغيرت.. لم يكن هذا حالها قبل سنوات وكأنها فجأة أرادت أن تستعيد حياتها ولكن بطريقة لا تتناسب مع سنها. انها تصر على الجلوس مع الصغيرات وتبادل الأحاديث التي تناسبها ليس تودداً منها ولكن.. تخرج وقد ارتدت ما لا يناسبها.. تبحث دائماً عن أي حفل لتذهب إليه حتى ولو لم تكن مدعوة.. كيف أستطيع أن أستعيد أمي وأعيدها إلى رشدها ؟ إني أخجل من توجيهها وأخشى أن أغضبها أرشدوني.. لمياء هل تعتقدين يا لمياء أنك وحيدة أمام مثل هذا النوع من المشاكل. ان هذه القضية تحدث لكثير من الأبناء مع آبائهم وأمهاتهم فهذه يا ابنتي مراهقة الخمسين. حيث يكتشف أحدهما أن الحياة مرت به سريعاً دون أن يستمتع بها ولا تنزعجي إن قلت انكم تشكلون طرفاً هاماً في هذه المشكلة. فأنتم بالتأكيد منصرفون عنها في دراستكم وأصدقائكم ونسيتم تلك المرأة التي دفنت كل أحلامها ورغباتها من أجلكم في الصغر. ان الهوة ازدادت وبالتأكيد أن والدك غائب عن هذا كله ولو أنها وجدته مسانداً لها لما حدث هذا الخلل. فإذا كنتم تريدون عودتها.. فمدوا لها أيديكم بحب وعطاء كما أعطت. أم ماجد لي صديقة تعاني المشكلة نفسها مع أمها ودعيني مباشرة أقل لك ماذا عملت حتى ترشد أمها دون أن تجرحها. حرصت صديقتي على توصيل رسالتها بشكل غير مباشر عن طريق بعض الكتب التي اقترحت على أمها أن تقرأها وبعض الموضوعات التي تشبه حالتها في المجلات الأسبوعية وأخيراً عمدت إلى تسجيل بعض ( سوالفها) مع الناس عن طريق الجوال بهدف إسماعها لنفسها في حكايا لم تكن تشعر لحظتها بأنها تافهة وكانت دائماً ترد عبارة لا أصدق أن أمي تقول هذا.. لا أصدق أن أمي تفعل هذا.. حتى جاء يوم سألتها الأم ما الذي لا تصدقينه فشرحت لها الأمر.. وبدأت الأم تستعيد دورها الطبيعي المناسب لسنها دون أن تبخس نفسها حق الاستمتاع ولكن بما يتناسب مع عمرها. سارة. ز