وضمن القائمين على جائزة الفوزان لعمارة المساجد تحدث عن بداية التأسيس والمستقبل، الدكتور محمد الأسد القائم بأعمال الأمين العام لجائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد قائلاً أن الجائزة اتبعت معايير معينة تضمن بها تعزيز مبدأ الشفافية والنزاهة في نسختها الأولى التي تركز على مساجد المملكة العربية السعودية، مبيناً أن الجائزة تعتزم التوسع في نطاقها الجغرافي اعتباراً من الدورة الثانية، لتشمل مساجد من منطقة الخليج والعالم، والاتجاه لإنشاء مكتبة توثق للمساجد المميزة معمارياً، إلى جانب إنشاء مركز دراسات، لدراسة المساجد، وإجراء الأبحاث عنها وتوثيق التصاميم الهندسية النموذجية. وتحدث الأسد في حواره معنا عن بدايات تأسيس الجائزة، والأهداف العامة من ورائها، مبينا أن أهم أهداف الجائزة، هو تحفيز المعماريين على ابتكار تصاميم جديدة لبيوت الله، بعيدا على التقليد والمحاكاة، وإلى نص الحوار.. بداية حدثنا عن تأسيس "جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد" خاصة أنك أحد المطلعين على مراحل التأسيس؟ أحمد الله أولاً أننا كنا جزءًا من هذا العمل، وساهمت في إدارة الجائزة لفترة تزيد على 16 شهراً، وبدأت قصة تأسيس الجائزة قبل عامين، عندما تلقيت مكالمة من المهندس باسم الشهابي رئيس اللجنة التنفيذية، أخبرني أن الشيخ عبداللطيف الفوزان يرغب في تأسيس جائزة لعمارة المساجد، ويريدني الانضمام إلى هذه الجائزة، وللعلم، فقد شارك المهندس الشهابي في تأسيس مسابقة الأغاخان، التي يبلغ عمرها حاليا 35 عاما، وتعتبر أهم جائزة معمارية في العالم الإسلامي، وأكبر جائزة في العالم من ناحية القيمة المالية، ووصلت إلى الدورة الثالثة عشرة، وقد شاركت المهندس الشهابي في جائزة التميز الطلابية، المخصصة لجميع طلاب الوطن العربي، الذين يقبلون على إجراء مشاريع التخرج، وحاليا وصلت هذه الجائزة في الدورة السادسة، ورحبت بطلب المهندس الشهابي، وسافرنا سويا إلى العاصمة اللبنانية بيروت، والتقينا الاستاذ عبدالله الفوزان، رئيس مجلس أمناء برنامج الفوزان لخدمة المجتمع وعضو اللجنة التنفيذية بالجائزة، والأستاذ أحمد الرماح من برنامج الفوزان لخدمة المجتمع، والأستاذ محمد جلال العضو المنتدب لشركة نواه القابضة، بجانب بسليم حلبي المخطط المعماري، وشرح لنا عبدالله الفوزان تصوراته عن الجائزة.
وكيف وجدت رؤية عبدالله الفوزان عن الجائزة والأهداف المرجوة منها؟ تحدث إلينا عبدالله الفوزان كثيراً عن الجائزة وأهدافها، وكشف لنا أن مساجد المملكة العربية السعودية يتراوح عددها بين 60 و70 ألف مسجد، تخصص لها ميزانيات ضخمة للغاية، ولكن معظمها يحتاج لتطوير من الناحية المعمارية، وذات تصاميم تقليدية، كما أن اللمسات المميزة فيها، تعاني الضعف، مما يؤثر على الروحانيات التي من المفترض أن يشعر بها المصلون في هذه المساجد، وأكد لنا الفوزان أن هدف الجائزة هو تكريم المساجد المميزة في تصاميمها الهندسية والمعمارية، وتلك التي تصاحب البيئة في توفير الطاقة، وتلبي خدمات المصلين، وتشعرهم بالعظمة والطمأنينة وهم داخل المسجد، مما يشير إلى أن عددا من مساجد المملكة، ربما تعاني مشكلة التصاميم الهندسية المبتكرة والمميزة، وفهمت من حديث عبدالله الفوزان أن الجائزة ستكون نواة لنشاطات أوسع وأكبر تصب في برنامج خدمة المجتمع.
ماذا تقصد بنشاطات أوسع وأكبر في برنامج خدمة المجتمع؟ أقصد إنشاء مركز عالمي متخصص ينبثق عنه مكتبة توثق للمساجد المميزة معمارياً، ليس هذا فحسب، وإنما العمل على تطوير مركز دراسات، لدراسة المساجد، وإجراء الأبحاث عنها وتوثيق التصاميم الهندسية، وفكرنا جدياً أن نؤسس لمعرض متجول، يضم صوراً وتصاميم لأشهر المساجد في العالم.
وما الإجراءات التي اتخذتموها فيما بعد، في إطار العمل على اكتمال اللجان العاملة في الجائزة؟ بدأت اللجنة التأسيسية تفكر في عدة أمور، تعزز مكانة الجائزة، وترسخ آلية تضمن استمرار جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد، وعدم توقفها بعد نسخة أو نسختين من بدء العمل فيها، كما يحدث في غالبية الجوائز الوليدة، وتحدثنا عن قيمة الجائزة، التي حدد لها مليونا ريال، توزع على أربعة مساجد فائزة، بمعدل نصف مليون ريال لكل مسجد، وتحدثنا أيضا عن ضرورة اختيار هيئة تحكيم مميزة جداً، وتضم شخصيات معروفة ومشهودا لها بالنزاهة، ورأينا أن تضم اللجنة عضوين من المملكة العربية السعودية، وعضوين من العالم الإسلامي، وعضوين من خارج العالم الإسلامي، إيمانا منا بأن لجنة التحكيم يجب ان تكون قوية وواثقة في قراراتها المبنية على الشفافية والمصداقية.
ذكرت أن قيمة الجوائز بلغت مليوني ريال، هل هذا المبلغ إجمالي كلفة الجائزة؟ بالطبع لا، فمبلغ المليوني ريال هو قيمة الجائزة الصافية التي تحصل عليها المشاريع الأربعة الفائزة في الدورة الأولى من الجائزة، وتبقى هذه القيمة جزءاً من الكلفة الإجمالية للجائزة، إذ أن التكلفة الاجمالية الحقيقية للجائزة، تفوق هذا المبلغ بمعدل ثلاث أو أربع مرات، خاصة إذا عرفنا أن هناك لجانا عاملة في الجائزة، ولكل لجنة مصروفاتها، والإنفاق على عمل هذه اللجان، من إعاشة وحجوزات طيران، وإقامة الندوات واللقاءات للتعريف بالجائزة، وإقامة الحفل الختامي للجائزة، والإعداد له بشكل جيد.
وكيف تم تكوين اللجنة التنفيذية للجائزة، وعلى ماذا اتفقتم فيما يخص الإطار الزمني والجغرافي للدورة الأولى من الجائزة؟ تكررت لقاءاتنا بهدف استكمال اللجان العاملة في الجائزة، وتمخضت هذه اللقاءات عن تكوين اللجنة التنفيذية للجائزة، التي تضم نخبة من الشخصيات المميزة المشهود لها بالسمعة الطيبة، والخبرة المميزة على المستوى العالمي، ولم ننس أن نتحدث عن الأطر الجغرافية والزمنية للجائزة، واتفقنا على ضرورة توسيع الجائزة، وأن تشمل بمظلتها المساجد في العالم الإسلامي، ولكن رأينا أن نخصص الدورة الأولى للمساجد في المملكة العربية السعودية، وهذا ما أوصى به أمير المنطقة الشرقية السابق في ذاك الوقت، وفي الإطار الزمني، رأينا أن تشمل الجائزة المساجد التي بنيت، بدءا من عام 1970، التي قبل نحو أربعة عقود مضت. ولماذا اخترتم المساجد التي بنيت في عام 1970م دون غيره من الأعوام؟ اختيار هذا التاريخ جاء مرتبطا بتحولات اقتصادية واجتماعية وسياسية مهمة، أثرت في حياتنا جميعا، مثل الارتفاع الكبير في أسعار النفط عالمياً، ودخول منطقة الخليج في مرحلة جديدة من تاريخها المعاصر، باكتشاف النفط الذي غير وجه المنطقة، وغير من بعض العادات والتقاليد، ورأينا أن نختار هذا التاريخ ليكون بداية المساجد التي بنيت بعده.
وهل وضعتم معايير معينة تضمن ترسيخ مبدأ الشفافية والمصداقية في الجائزة، وما هي؟ معايير الشفافية والمصداقية مهمة ومطلوبة في أي جائزة تريد أن تستمر وتجد إقبالاً عليها، ونحن في جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد، رأينا أن نحدد بعض الأطر التي تضمن النزاهة والحيادية، من بينها استبعاد المساجد التي لها علاقة بمجموعة الفوزان، أو أعضاء اللجان العاملة في الجائزة، واختيار أعضاء معروفين في لجنة التحكيم، من جنسيات مختلفة. وكيف كان عمل لجنة التحكيم وكيف مارست عملها؟ بدأت لجنة التحكيم عملها، بزيادة المساجد المرشحة، ومعاينتها وتصويرها، ومن ثم إطلاق الحكم على مستواها وتميزها، وأسفر عمل اللجنة عن اختيار أربعة مساجد لتفوز بالجائزة، التي تصل إلى مليوني ريال، بمعدل نصف مليون ريال. كيف كان الاقبال على الجائزة للمشاركة في دورتها الأولى، قياسا بالترويج الذي حققته الجائزة؟ صممت الجائزة نماذج الترشيحات، التي يجب أن يعبئها أي شخص يرى في أي مسجد في المملكة، تنطبق عليه الشروط السابقة، أنه قادر على المنافسة، وتضمن النماذج معلومات عامة عن المسجد ومساحته، وشرح مكوناته وأجزائه، وطلبنا أن يتم إرفاق عدد من الصور للمسجد، سواء صور فوتوغرافية للمسجد من الداخل أو الخارج، أو صور لرسومات تصميم المسجد، تزامن مع الأمر، القيام بحملة ترويجية للجائزة وأهدافها والمأمول منها.
ما الخطة التي وضعتموها للتعريف بالجائزة والعمل على انتشارها في الأوساط المختلفة؟ اعتمدت الخطة على عدة وسائل إعلامية، من بينها الصحف المحلية، التي تناقلت أخبار الجائزة، والمراحل التي مرت بها، وكتب عدد من الكتاب عن الجائزة، ودورها في خدمة المجتمع، وعززنا هذا الجانب بإنشاء موقع للجائزة على شبكة الانترنت، وضمناه معلومات كافية عن الجائزة واللجان العاملة فيها، وأهدافها.