اندلع تبادل لإطلاق النار مساء امس الاحد في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، بين عناصر من كتائب شهداء الاقصى وقوات الاستخبارات العسكرية التي يرأسها اللواء موسى عرفات. وأوردت فرانس برس أن الاشتباكات اندلعت عندما اقترب حوالي 150 من عناصر كتائب شهداء الاقصى المسلحين من مقر الاستخبارات العسكرية التي يرأسها موسى عرفات أحد ابناء عمومة رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات.وتقود كتائب الاقصى حركة احتجاج ضد تعيين موسى عرفات على رأس جهاز الامن الفلسطيني الرئيسي. وليل السبت الأحد هاجم مسلحوها مقرا للاستخبارات في مدينة خان يونس المجاورة وأشعلوا فيه النار بعد أن استولوا على مافيه من أسلحة وأطلقوا سراح معتقلين. وقالت الكتائب في بيان ان هذا الهجوم رسالة واضحة لموسى عرفات الذي نعتته بأحد رؤوس الفساد الذين يقفون ضد المقاومة. وقال العقيد يوسف عيسى المساعد السابق لمحمد دحلان المسؤول السابق عن الامن الداخلي، انهم استبدلوا فاسدا بفاسد آخر، واصفا حكومة قريع بأنها حكومة الشلل الوطني. وقال ان الوضع بات لا يطاق لشعب يعاني الاحتلال الاسرائيلي والفوضى الداخلية وفساد السلطة. وأكدت أن تعيينه في منصب قائد الأمن العام لقطاع غزة لن يمر وعليه تقديم استقالته تجنبا لاجراءات اكثر قسوة وإلا سيكون مسؤولا شخصيا عن كل ما يحدث، كما جاء في البيان. وتتألف كتائب شهداء الاقصى المنبثقة عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) برئاسة ياسر عرفات، من عشرات المجموعات المسلحة الموزعة في الضفة الغربية وقطاع غزة وتحمل هذه المجموعات أسماء مختلفة ويصعب على السلطة الفلسطينية تصفيتها لأنها تعتبر يدا ضاربة. ويوم الجمعة وقعت حوادث خطف شملت مسؤولين أمنيين ورعايا فرنسيين في قطاع غزة. ومساء السبت تظاهر ثلاثة الاف فلسطيني في غزة احتجاجا على قرارات ياسر عرفات لتعيين مسؤولين أمنيين، كما تظاهر أمس 300 بينهم مسلحون في طولكرم شمال الضفة الغربية. وانتقد سفيان ابو زايدة وكيل وزارة الشؤون المدنية في قطاع غزة واحد اعضاء حركة فتح أمس، طريقة الرئيس الفلسطيني في إدارة أمور السلطة، معتبرا أنه ما زال يشكل رمزا فلسطينيا. وقال لإذاعة الجيش الاسرائيلي متحدثا بالعبرية ان الامر الجديد منذ يوم السبت هو انه لم يعد لدى الفلسطينيين رموزا مقدسة، فالناس سئمت هذا الوضع .. احترام ياسر عرفات بصفته رمزا للنضال الفلسطيني ما زال موجودا .. وما لم يعد مقبولا هو طريقته في ادارة السلطة الفلسطينية. واضاف ابو زايدة، انا متأكد من امر واحد هو ان الطريقة التي اعتمدها (ياسر عرفات) لادارة السلطة الفلسطينية لن تستمر، ليس هناك جدل في الشارع الفلسطيني حول رمزية ياسر عرفات، هناك مطالبة فلسطينية جامعة بان تأخذ اللجنة المركزية لفتح واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومجلس الوزراء والمجلس التشريعي دورهم كما هو مطلوب منهم وكما ينص عليه القانون. وأكد ان الشعب الفلسطيني متفق على ان الوضع الراهن لا يمكن ان يستمر، ليس هناك سلطة فلسطينية. ومنذ اشهر نرجو الرئيس عرفات ان يجري اصلاحات، لكننا لم نجد آذانا صاغية، ان الدعوات الى استقالة احمد قريع (رئيس الوزراء) تحظى باجماع ايضا، فالناس مسرورون جدا لانه استقال، وكانوا سيغضبون لو لم يستقل فهو لم يقم بواجباته. وقد أكد وزير شؤون المفاوضات صائب عريقات أن عرفات يرفض بشكل مطلق استقالة قريع التي قدمها يوم السبت. وقال عريقات في ختام اجتماع لمجلس الامن القومي برئاسة عرفات في مدينة رام الله أمس، ان نقاشا معمقا دار خلال الاجتماع لتدارك الامور والحد من الاضرار، واتخاذ كل ما هو مناسب لاعادة سيادة القانون الى المجتمع الفلسطيني. واضاف ان الرئيس عرفات جدد رفضه المطلق أمس استقالة رئيس الوزراء احمد قريع موضحا انه اذا رفض رئيس السلطة استقالة رئيس الوزراء فان الاستقالة تعتبر غير قائمة اصلا، وفقا للقانون. واكد عريقات ان رئيس الوزراء ما زال على رأس عمله. ولم يدل قريع بتصريح صحافي في نهاية اربع ساعات من المحادثات حول هذا الموضوع في مقر قيادة عرفات في رام الله، الذي رفض امس قبول استقالته. ومن المقرر ان يعود في وقت لاحق لحضور اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير التي يرأسها عرفات. وأصبح الرئيس الفلسطيني يواجه اليوم معارضة داخلية غير مسبوقة، لم يتمكن من تخفيف حدتها اعلانه عن دمج الاجهزة الامنية. وقدم قائد الشرطة البحرية اللواء جمعة غالي امس استقالته احتجاجا على الوضع الفوضوي الذي يسود قطاع غزة وعقب تعيين موسى عرفات قائدا للأمن العام لقطاع غزة. وقالت مصادر رسمية ان اللواء جمعة غالي قدم استقالة في رسالة للرئيس عرفات قال فيها ان ما نمر به من انفلات وفوضى وتطاول الأقزام على هذه المؤسسة (الأمنية) التي اصبحت عاجزة عن القيام بواجبها وفي تراجع دائم مما سيؤدي الى فتنة داخلية وخيمة العواقب جعل من المتعذر علي القيام بعملي وواجبي لذا اتقدم لسيادتكم باستقالتي. وبعد التعيينات الجديدة تصبح الشرطة البحرية تحت مسؤولية اللواء موسى عرفات. واعلن موسى عرفات القائد الجديد لجهاز الامن العام الفلسطيني امس، انه لن يقدم استقالته، معتبرا ان الوحيد القادر على اقالته هو من عينه في هذا المنصب أي الرئيس الفلسطيني. وحال الفوضى الأمنية في أراضي الحكم الذاتي التي أصبحت تحت الاحتلال الاسرائيلي، تسر اسرائيل وخاصة حكومتها برئاسة ارئيل شارون الذي تحاصره أزمة سياسية أيضا، حيث تلفت الأنظار الى الفلسطينيين بينما يتوارى مسرح الإجرام الاسرائيلي. ووصف وزير الدفاع الاسرائيلي شاوول موفاز خطوة دمج الاجهزة الامنية الفلسطينية الثمانية في ثلاثة بأنها ليست سوى اصلاح ظاهري لأن عرفات ما زال يسيطر على هذه الاجهزة. واعرب عن امله في ان تضعف حركة الاحتجاج ضد الزعيم الفلسطيني الذي تحرمه اسرائيل منذ كانون الاول ديسمبر 2001 من حرية الحركة وتهدد دائما بابعاده وبما هو اسوأ.