رفض الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الاستقالة التي تقدم بها رئيس الوزراء أحمد قريع للمرة الثانية أثناء الاجتماع الذي ضمهما صباح أمس الاحد لبحث آخر تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية. وقال الوزير الفلسطيني صائب عريقات للصحفيين خارج مقر عرفاتبرام الله إن الرئيس "رفض كليا" استقالة قريع . وكان رئيس الوزراء أحمد قريع قد تقدم باستقالته أمس الأول في أعقاب سلسلة حوادث الاختطاف المتكررة التي وقعت في قطاع غزة في الايام القليلة الماضية. وكان عرفات في وقت سابق قد رفض الاستقالة وأعلن في نفس الوقت البدء في إجراء اصلاحات داخل قوات الأمن الفلسطينية حيث من المقرر أن يضم كافة المؤسسات الامنية في ثلاث هيئات فقط. وكان عرفات قد استبعد أيضا رزيق المجايدة رئيس قوات الشرطة في قطاع غزة والضفة الغربية من منصبه وعين خلفا له موسى عرفات. وكان وسطاء دوليون علاوة على رئيس الوزراء أحمد قريع طالبوا مرارا بإجراء مثل هذه التغييرات. لكن عرفات رفض إجراء مثل هذه الاصلاحات. وفي غزة اكدت مصادر فلسطينية رسمية أمس الاحد ان قائد الشرطة البحرية الفلسطينية اللواء جمعة غالي قدم استقالته من منصبه للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات احتجاجا على الاوضاع التي تشهدها الساحة الفلسطينية والتي كان اخرها تعيين اللواء موسى عرفات مديرا للامن العام في غزة. وقالت المصادر إن اللواء جمعة غالي قائد الشرطة البحرية الفلسطينية قدم أمس استقالة للرئيس عرفات . بحسب المصادر، قال اللواء غالي في رسالة الاستقالة إن ما نمر به من انفلات وفوضى وتطاول الاقزام على هذه المؤسسة التي اصبحت عاجزة عن القيام بواجبها وفي تراجع دائم مما سيؤدي الى فتنة داخلية وخيمة العواقب جعل من المتعذر علي القيام بعملي وواجبي لذا اتقدم لسيادتكم الرئيس ياسر عرفات باستقالتي. وفي غزة صرح سفيان ابو زايدة وكيل وزارة الشؤون المدنية في قطاع غزة والعضو في حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، للإذاعة العسكرية الإسرائيلية أمس الأحد، بان عرفات، رئيس السلطة الفلسطينية لم يعد "رمزا " بالنسبة للفلسطينيين. وقال ابو زايدة الذي كان يتحدث باللغة العبرية الأمر الجديد منذ يوم امس الاول ، هو انه لم يعد لدى الفلسطينيين رموز . الناس سئموا من هذا الوضع ... احترام ياسر عرفات بصفته رمزا للنضال الفلسطيني ما زال موجودا. وما لم يعد مقبولا هو طريقته في ادارة السلطة الفلسطينية . واضاف أنا متأكد من أمر واحد هو ان الطريقة التي اعتمدها لادارة السلطة الفلسطينية لن تستمر. وكان يشير الى الفوضى وعمليات الخطف غير المسبوقة في قطاع غزة التي قامت بها مجموعات مسلحة قالت انها تنتمي الى حركة فتح على خلفية الاحتجاج على الفساد في السلطة الفلسطينية. وقال ابو زايدة من جهة اخرى ان الشعب الفلسطيني متفق على ان الوضع الراهن لا يمكن ان يستمر. ليست هناك سلطة فلسطينية. ومنذ اشهر نرجو الرئيس عرفات ان يجري اصلاحات، لكننا لم نجد آذانا صاغية . واضاف ان الدعوات الى استقالة احمد قريع تحظى باجماع ايضا. فالناس مسرورون جدا لانه استقال، وكانوا سيغضبون لو لم يستقل. فهو لم يقم بواجباته.