(حلم الربيع) مشروع جميل بدأته سيدة سعودية في الدمام بعد أن عشقت التصميم والأزياء ودعمت هوايتها بدراسة الخياطة في مركز التدريب المهني بالدمام ثم نالت ثقة وتشجيع المقربين منها للبدء بمشروعها متمنية أن تصل في يوم من الأيام إلى إنشاء مصنع نسائي للملابس الجاهزة التي تصممها على أن تكون الأيدي العاملة لديها من السعوديات. (اليوم) التقت بمصممة الأزياء فوزية عبد الله العكنة التي قامت بعرض 47 فستاناً في عرض أزياء خاص بها في المجمع النسائي بالدمام ثم في مركز الدانة الترفيهي النسائي أيضا. وستنتقل قريبا إلى الاحساء لعرض منتجاتها. @ متى بدأت ممارسة العمل في تصميم الأزياء؟ بدأت منذ سنوات في تصميم الأزياء لأخواتي وقريباتي في مناسبات الأعراس وقد كنت أصمم لقرابة عشر عوائل في كل مناسبة مما لاقى استحسانهم فشجعوني على افتتاح مشغل لممارسة هوايتي كعمل تستفيد منه شريحة كبيرة من المجتمع. وقد تخرجت في المركز المهني للخياطة بالدمام منذ خمس سنوات وافتتحت مشغلاً لمدة عام واحد فقط ثم أقفلته لأن العمل موسمي فقط ويلغي الموهبة. بالإضافة إلى كون أبنائي في سن حرجة فعدت للعمل في المنزل مرة أخرى. @ معهد الخياطة ما الذي أضافه لك؟ اعتقد أن المعهد المهني للتدريب (بعد الثانوية) أفضل من مركز الخياطة لأن أختي تدرس هناك الآن ويمكن لخريجة مركز التدريب إكمال السنة الثالثة هناك ولكنني في مركز التدريب التحقت أثناء دراستي بدورة في تصميم الأزياء مع معلمة من المعهد المهني وقد بدأت بعد دراستها في الرسم الصحيح بعد أن كان الرسم عشوائيا فدراستي في المعهد كانت أساساً لي. وقد خدمتنا كثيراً حيث أن الكثير من مواهب الطالبات لا تظهر سوى بعد الدراسة. وفي نظري أن دراسة الطالبات في المعهد المهني (ما بعد الثانوية) أفضل لأنها تشتمل على دراسة اللغة الإنجليزية والحياكة والأعمال اليدوية بالإضافة إلى دراسة التصميم لمدة عام كامل كتخصص بينما يدمج لدينا في المعهد (ما بعد المتوسطة) مع الخياطة وتدخل مادة التصاميم في السنة الأخيرة. @ من الذي شجعك ودعمك للبدء في عرض الأزياء؟ زوجي ساعدني كثيراً فموافقته السريعة وترحيبه بالفكرة كانا خير داعم لي وهو المشجع الأول ثم أختي خيرية والتي شجعتني على التحرك السريع وقدمت لي المساعدة المالية لحين إثبات ذاتي. والمشروع الذي أطلقت عليه اسم (حلم الربيع) بدأ بحديث عابر على الكورنيش أخبرتها خلاله بأنني رسمت بعض التصاميم لفساتين جديدة فشجعتني على تنفيذها وهي الآن شريكتي في المشروع. @ وماذا عن السجل التجاري؟ كان لدي سجل تجاري باسم المشغل الذي افتتحته باسم (غادة) للخياطة بحي الاتصالات وأعتزم فتح سجل تجاري لمصنع صغير للملابس الجاهزة مع معرض نسائي 100% أيضا لأقوم بالتصميم والبيع. @ وهل ستقومين بتوظيف الفتيات السعوديات للعمل في المصنع؟ لا أنكر أن هناك الكثير من المقيمات الأجنبيات اللاتي ساعدن وخدمن البلد إلا أن لدينا دارسات سعوديات في مراكز الخياطة درست معهن ولكن من الأوائل وأتمنى ألا تدعن مواهبهن وأن أجدهن لمشاركتي هذا المشروع فقد عاشرتهن وشاهدت دقة أعمالهن بنفسي، بالإضافة إلى أنني سأزور المعهد المهني وأطلب من المعلمات هناك ترشيح الطالبات المتميزات لديهن للعمل معي. @ فكرة إقامة عرض للأزياء في المجتمع النسائي، كيف أتت؟ لكثرة ما أرى على التلفاز والفضائيات أنا وبناتي وأجد الكثير من السيدات لا يعلمن بآخر خطوط الموضة والألوان الجديدة للموسم كما وجدت ظلم محلات الخياطة للسيدات في الموديلات والأسعار وقمت بجولة على المحلات التجارية واطلعت على بعض الأقمشة الرديئة والموديلات التي لا تناسب النساء السعوديات ففكرت بعمل عرض لتطلع النساء على الفساتين وما يناسبهن من الموديلات. وقد قدمت عرضاً في البحرين خلال العام الماضي قدمت خلاله (20) فستاناً فقط بيع أغلبها وفي هذا العام قمت بعرض 47 فستاناً من أصل (50). واستبعدت ثلاثة لعدم تنفيذ الفكرة التي أوردتها مع أن الجميع حولي أخبرني بأنها جميلة. @ لتصاميمك أسماء من أين تستوحينها؟ تصاميمي أتخيلها كقصص ألف ليلة وليلة فأنظر إلى الفستان بعد تنفيذه وأنتقي له اسما يصلح كحكاية من حكايا شهرزاد اليومية وقد أطلقت عليها أسماء مثل: شمس وقمر، نجوم الليل، المذهلة، الفراعنة، الربيع، زهرة الشمس، شبيه الريح، ولكل اسم قصة. @ من ينفذ تصاميمك؟ أنفذها بنفسي مع الاستعانة بخياط فلبيني وآخر هندي أشرح لهما تفاصيل الموديل ثم ينفذانه بعد ذلك أقوم بإكمال أعمال الشك والتطريز. @ كيف تم الإعلان عن عرض الأزياء؟ بواسطة إحدى الصحف الإعلانية وقد تلقيت العديد من الاتصالات من تجار في الدماموالاحساء لتبني الفكرة ورعاية العرض ولكن لأنني بدأت المشوار وحدي أحببت أن أعلم إلى أي مدى أستطيع تحمل المسيرة ولا أريد أن أشعر بالذنب عند تعرض المشروع للخسارة فاكتفيت بمساعدة أخواتي. وسنذهب للأحساء مع راع رسمي بعد أن وجدنا إقبالا كبيرا على العروض. @ بناتك هل لديهن ميول فنية ؟ نعم فقد ساعدتني كثيراً خاصة الكبرى حيث قامت بترتيب الفساتين وترقيمها بأسمائها وجهزت الإكسسوارات المناسبة وأشعر بأن لديها توجها فنيا أما الأخرى فقد وضعت ماكياج العارضات بينما نسقت الثالثة العرض والأسماء والكلمات المصاحبة للعرض. @ علمنا بأن لديك موهبة الكتابة أيضا؟ نعم فأنا أكتب منذ كنت في المرحلة المتوسطة ونشرت لي بعض المقالات في (اليوم) بتشجيع من والدي وحتى الآن اكتب أي فكرة تطرأ على بالي واحفظها على الكمبيوتر بدون نشر وقد ألقيها في الاجتماع العائلي يوم الخميس بعد المحاضرة الدينية ومراجعة القرآن الكريم . @ كلمة توجهينها للموهوبات؟ أتمنى من كل موهوبة محاولة كسب ثقة والديها وأهلها لأنهم متى ما وثقوا بها وبموهبتها سيشجعونها للرقي بها بينما هناك الكثير من المواهب المتميزة يقمعها الأهل وأنصحهن أيضا بان لم يستطعن استغلال مواهبهن بأنفسهن الاستعانة بسعوديات يتبنين الفكرة ويخرجنها للنور. وأعلم يقينا بأن لدينا خيرا كثيرا ولكن الكثيرات متقوقعات داخل منازلهن ولا مانع لدي من استقبال أي موهبة لأعلمها وأتعلم منها وأرى أنه لا يوجد ما يعوق المرأة السعودية عن عمل أي شيء فهي قادرة بإذن الله إذا وجدت تشجيع المقربين من أهل وزوج . @ كلمة شكر لمن توجهينها؟ أوجهها لكل من اتصل بي أو ساهم معي ولو بكلمة طيبة كما أشكر أمي وأبي على دعائهما لي وزوجي الذي لم يقصر معي بالرغم من أنني مازلت في بداية المشوار وكذلك أختي خيرية التي دعمتني مادياً ومعنوياً منذ البداية بالإضافة إلى المعهد المهني الذي درست فيه بكل من فيه من معلمات وإداريات والشكر لله أولا وأخيراً. @ طموحاتك؟ أتمنى إن شاء الله أن يكون لدينا إنتاج سعودي للفساتين الجاهزة عموماً وليس للأفراح فقط فنحن نستطيع فهم أجسادنا وما يناسبها ويناسب الأجواء التي نعيش فيها، كما نعلم ما يليق بعاداتنا وأعمارنا ولا يليق بنا أن نرتدي كل ما تروج له المحلات الغربية. @ موقف لا ينسى؟ السحابات دوختني فقد ينقطع السحاب أثناء ارتداء العارضة له للخروج للجمهور فاضطر لخياطته على جسمها وقد ضحكنا كثيراً لتكرار هذا الموقف وعلمت أن السحابات الجديدة جميلة المنظر ولكنها ليست عملية خاصة مع تكرار اللبس.