رفعت الغالبية العظمى من مشاغل الخياطة النسائية بجدة الراية البيضاء واعترفت بكل وضوح أنها تكافح من أجل البقاء.. ! بعدما تجاهلت لسنوات مضت الغزو الكاسح للملابس الجاهزة.. وسيطرتها على النصيب الأكبر من المحلات والمعارض داخل المولات والمراكز التجارية الراقية.. بتصميماتها الفاتنة وطرازاتها الحديثة وأسعارها المعقولة التي ربما تقل كثيرًا عن أجرة تفصيل فستان فى أحد المشاغل .. ناهيك عن الزخم الوافر من التصاميم والموديلات التي تتيح للمرأة فرصة اختيار وانتقاء الموديل والتصميم الملائم لها من بين أكثر من موديل وتصميم. وباتت الفساتين الفاخرة المخصصة للسهرات - والي كانت لفترة قريبة حكرًا على المشاغل - تعرض في المراكز التجارية بلا استثناء وبشكل كبير وتجد إقبالاً من السيدات اللائي يجدن فيها فرصة رائعة لأن يصطحبن معهن الفستان دون عناء الانتظار للانتهاء من التفصيل أوالتردد على المشغل لعمل البروفات وغيرها من الأمور التي تمثل إزعاجًا للمرأة في عصر السرعة والمناسبات المستعجلة. * عناء البحث بداية تذكر عبير عمر أنها توجّهت إلى الفساتين الجاهزة لعدة أسباب أهمها الراحة من عناء البحث عن تصميم وموديل مناسب ونهاية بمواعيد التسليم. وتقول: حدث معي أكثر من مرة في أكثر من مشغل التأخير في تسليم الفستان وهذا مرهق نفسياً. وتشير إلى أن تصاميم الفساتين الجاهزة تنوعت أكثر من السابق وتكلفتها وأسعارها أقل من تكلفة التفصيل .. بعكس حين تذهب للمشاغل النسائية تجد الأسعار تبدأ من 400 ريال. وقررت فاطمة الهاشمي أن تتجه إلى الفساتين الجاهزة بعد أن حسبت التكاليف ووجدت أن الفساتين الجاهزه أوفر في السعر والوقت.. ولكنها ترى أن ما يعيب الفساتين الجاهزة هي التكرار. وتقول: «قد تجد المرأة في نفس الحفل من ترتدي نفس الموديل وقد يكون أيضًا نفس اللون فتشعر بالحرج.» وتؤكد أمل الحربي أنها لا تذهب إلى المشاغل النسائية إلا في النادر إذا كان هنالك تصميم معين ولون معين تريده ولديها الوقت الذي يسمح بالخياطة موضحة بأنها عانت كثيرًا مع البروفات والتعديلات ومراجعة الخياطة أكثر من مرة حتى يظهر الفستان بالشكل المطلوب. وترى أم فيصل بأن الفساتين الجاهزة مريحة ..وقد طلب منها زوجها أن تتوقف عن الخياطة بعد أن وجدت السرعة في اقتناء الفستان المناسب إلا أنها تذكر بأن الفستان حين يخيط خصيصًا بموديل وقماش مختار يكون حينها نادرًا ويمكن الاحتفاظ به لسنوات بعكس الجاهز. *تعديل الفساتين وتذكر هند قاسم صاحبة مشغل بأن السيدات أصبحن لا يأتين إلا لتعديل الفساتين ويكون فستانًا جاهزًا اشترته مشيرة إلى أن كل دخل المشغل قائم على تعديل الفساتين الجاهزة موضحة أنها تكافح من أجل البقاء أمام هذه الموجة من التدفق الكبير في الفساتين الجاهزة. وتقول: إنها بدأت العمل على خياطة الفساتين الجاهزه بموديلات مبتكرة وحديثة تتناسب مع أذواق السيدات وتتوجه لعرضها في البازارات والمعارض. وتؤكد أم عماد خياطة أنه في الوقت الراهن قلّ عدد العميلات لديها أكثر بكثير عن السابق مرجعة السبب في ذلك إلى نشاط محلات الجاهز في تقديم الجديد بمختلف الألوان والأشكال بالإضافة إلى تعاقد هذه المحلات مع مصانع في الخارج كالصين لخياطة فساتين بتكلفة بسيطة جدًا تساعد في رخص سعر الفستان كل ذلك أسهم في الإقبال على الفساتين الجاهزة.