أعرب الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان عن ثقته و دعمه التام لمبعوث الاممالمتحدة الخاص الى الشرق الاوسط تيري رود لارسن بعد أن أعلنته القيادة الفلسطينية شخصا غير مرغوب فيه في الأراضي الفلسطينية في أعقاب نعته لياسر عرفات بأنه لا يفعل شيئا من أجل السلام رغم تسليمه بحقيقة أن الزعيم الفلسطيني محاصر في مقره.وقال بيان أصدره عنان أمس: إن الامين العام يود التعبير عن دعمه التام وعن ثقته بتيري رود لارسن، ان رود لارسن يتحدث باسمه بصفته المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط والممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة.وندد الفلسطينيون بشدة بانتقادات لارسن للرئيس الفلسطيني وقرروا منعه من دخول الاراضي الفلسطينية المحتلة. ووصف المستشار الرئاسي نبيل ابو ردينة تصريحاته التي أدلى بها أمس الأول في مجلس الامن بأنها منحازة ولا قيمة لها، مؤكدا أنه بات شخصا غير مرغوب فيه في الاراضي الفلسطينية. كما أعلنت كتائب شهداء الاقصى المنبثقة عن حركة فتح التي يتزعمها عرفات، أن المبعوث الخاص للامم المتحدة الى الشرق الاوسط تيري رود لارسن أصبح ممنوعا من دخول الاراضي الفلسطينية، ونعتته ب "المرتزق". وأصدرت الكتائب أمس بيانا قالت فيه: إن التقرير الظالم الذي عرضه لارسن كان مجافيا لحركة التاريخ وحقائقه الساطعة في تحميل الفلسطينيين وعلى رأسهم "أبو عمار" مسؤولية التدهور الحاصل إذ انه تجاوز حدود الحياد المقبول سياسيا واخلاقيا، فاننا نحظر عليه دخول المناطق الفلسطينية ايا كانت حاجته ومبرراته .. ونحذر بشكل نهائي وحازم أية شخصية فلسطينية سواء على مستوى السلطة او حركة فتح لقاءه والا سيكون الجواب شافيا لكل الوساوس والظنون. وجاء هذا التطور بعد أن انتقدت الاممالمتحدة على لسان لارسن يوم الثلاثاء، الزعيم الفلسطيني ووصفت وضع السلطة الفلسطينية بأنه على شفير الهاوية، الامر الذي لقي ترحيب اسرائيل رغم أنها لم تنج من هجوم لارسن الذي وصفها بأنها لا تفي بالتزاماتها إزاء المستوطنات. وفي تقريره الشهري، أبلغ المبعوث الأممي الخاص مجلس الامن الدولي بان الاراضي الفلسطينية تتوجه تدريجيا الى الفوضى وبان عرفات لا يظهر رغبة سياسية في اصلاح السلطة الفلسطينية. لكن بيان كتائب شهداء الأقصى بقدر دفاعه عن عرفات، أقر بأن الفساد الصريح ينخر جسد السلطة الفلسطينية، وقال: انه مع اقرارنا بوجود حالة من الفساد الصريح والواضح في صفوف السلطة الفلسطينية، فاننا ندرك تماما عدم تحمل الرئيس عرفات تبعات هذا الفساد الذي يتحمل الاحتلال ومن يوالونه من رؤوس الفساد السلطوي معظم اسبابه ومبرراته. واعتبر بيان الكتائب أن الحصار المفروض على عرفات يغذي بشكل دائم رموز الفساد ومروجيه الذين تتقاطع مصالحهم مع الاحتلال واهدافه، كما اعتبر تقرير لارسن أنه إكمال لمؤامرة شرسة على عرفات. وجاء في تقرير لارسن الشهري الى مجلس الأمن ان شلل السلطة الفلسطينية اصبح ظاهرا بوضوح كما يتفاقم تدهور النظام في المناطق الفلسطينية تدريجيا، إن انهيار السلطة هذا لا يمكن ان يكون سببه فقط عمليات التوغل والعمليات الاسرائيلية في المدن الفلسطينية، فالسلطة الفلسطينية تعاني من صعوبة حقيقية وهناك خطر حقيقي بانهيارها. وطالب بيان كتائب شهداء الأقصى، الامين العام للامم المتحدة بإقالة لارسن الذي وصفت تقريره بأنه مشوه ومتآمر مع الاعلام الاسرائيلي ومع ما تبثه بعض فئات الارتزاق الفلسطيني المتآمرة على عرفات، حسبما جاء في البيان. واكد لارسن في تقريره ان عرفات لم يعط الا دعما رمزيا وجزئيا للجهود المصرية الهادفة الى اصلاح الاجهزة الامنية الفلسطينية، وفق ما تنص عليه خارطة الطريق، خطة السلام الدولية التي وضعتها اللجنة الرباعية (روسياوالاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا) من اجل حل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي. وتسبب هذا التصريح برد عنيف من المندوب الفلسطيني في الاممالمتحدة ناصر القدوة في حين رحبت البعثة الاسرائيلية بذلك. وأقر القدوة ان السلطة الفلسطينية تواجه مشاكل جدية. الا انني اقول انها نتيجة مباشرة لسياسة اسرائيل واعمالها. كما اعتبر نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس الاربعاء ان تصريحات رود لارسن في مجلس الامن منحازة ولا قيمة لها، معتبرا انه بات شخصا غير مرغوب فيه في الاراضي الفلسطينية. ورحب مساعد المندوب الاسرائيلي في الاممالمتحدة ارييه ميكيل بتصريحات رود لارسن الذي يتعرض باستمرار لانتقادات اسرائيلية بسبب مواقفه من النزاع الفلسطيني الاسرائيلي. وقال هذا ما نقوله منذ البداية. ولا يسعنا الا ان نرحب بهذا الاعلان الواقعي. ولم يشر المندوب الاسرائيلي الى انتقادات لارسن للاستيطان في الأراضي الفلسطينية. في هذه الأثناء، أذاع راديو إسرائيل تقريرا حول ما وصفه بأنه خطة حكومية اسرائيلية للتصرف في حالة وفاة ياسر عرفات. وأشار التقرير إلى مخاوف الحكومة الإسرائيلية من أن تتسبب وفاة عرفات في إثارة الفوضى في الأراضي الفلسطينية وإشعال الانتفاضة من جديد. ويقترح التقرير الذي أعدته وزارة الخارجية الاسرائيلية، كما أشارت الاذاعة، دفن عرفات في بلدة أبو ديس المجاورة للقدس. كما يقترح إرسال عرفات للعلاج في الخارج، في حالة إصابته بالمرض، وذلك خوفا من إلقاء اللوم على الحكومة الإسرائيلية في حالة حدوث عواقب وخيمة. وتزامنت إذاعة الراديو الاسرائيلي لهذا التقرير مع إذاعة حوار مع نائب رئيس الوزراء ايهود أولمرت الذي قال إن إسرائيل لا تعتزم إيذاء عرافات.