الخطوة الأولى نحو تجاوز أي اخفاق يجب ان تكون في الاعتراف بان هناك تقصيرا قد حدث واخطاء ارتكبت، وان يتم التعامل مع هذا الواقع لامع او ضد مواقف الاطراف الاخرى، والهلاليون الذين اختلفوا في تشخيص حالة ناديهم عندما طرحناها كقضية هامة ولمحة على الساحة الرياضية السعودية، كان من بينهم من اراد قلب الحقائق او تصفية الحسابات او على الاقل التعامل باجحاف مع الحقائق. فقضية الهلال وتراجع مستواه وفقدانه حضوره المتميز في المناسبات والبطولات وتعرضه لخسائر تاريخه لايمكن لعاقل ان يصدق انها نتاجا لتعامل الاعلام مع الهلال بشكل عام، وادارته المستقيلة بشكل خاص. فنحن منذ ان عرفنا الزعيم ونحن ندرك ان قوته في اعلامه وليس العكس، بل ذهب البعض ليقول ان الاعلام الهلالي (ان صح التعبير) عنصر مهم في كل البطولات التي تحققت والتي جعلته زعيما للاندية السعودية، كما ان الحقيقة ان التراجع الهلالي بدأ فعليا قبل استلام الادارة المستقيلة مهام عملها حيث كانت الاعراض بادية عليه حينما كان يتقدم في محطة ويتعطل في اخرى وهو الامر الذي دفع أقلاما كثيرة للكتابة في محاولة لتشخيص حالته، ولم نسمع من قبل ان الاعلام هو السبب في تراجع هذا الفريق. ان الزعيم عجز في السنوات الثلاث الماضية عن تقديم موهبة واحدة للكرة السعودية عكس ماكان عليه في العقد الماضي حينما قدمت مدرسته نجوما كبارا بحجم الجابر والتمياط والدوخي والشلهوب وغيرهم، كما ان الهلال ولعشرات السنين كان اكثر الاندية السعودية تمويلا للمنتخبات، وهو الامر الذي لم يعد قائما الآن. فهل الاعلام هو المسؤول عن ذلك؟؟ لو كان كذلك لاصبح الامر هينا ولاصبحت عودة الهلال لسابق عهده ضيفا على المنصات مسألة ايام او اسابيع. ان الذين يشخصون الوضع الهلالي على انه نتيجة لتعاطي الاعلام الرياضي معه، فانهم يريدون بلاشك تبسيط الامور وهذه مصيبة او انهم فعلا لايعرفون المشكلة، وبالتالي لن يعرفوا حلها وهذه مصيبة اعظم. الهلاليون مطالبون بتقبل مرحلة التغيير وهي المرحلة التي تمر بها كل الاندية والمنتخبات في العالم وهي المرحلة التي يغيب فيها جيل ويبقى من الصعب تعويضه بدون ثمن الصبر والانتظار، ولعل في فوز فريقي الناشئين والشباب ببطولة المملكة وعودة المدرسة الهلالية عبر ربانها الامير بندر بن محمد لعل فيها الخطوة الاولى في الطريق الصحيح، لكنها بالتأكيد لن تكون كافية لتحقيق النتائج المرجوة دون رصد لميزانيات تسمح بالتعاقد مع لاعبين محليين واجانب مقتدرين والاهم من كل ذلك الثبات على مدرب واحد بدلا من اربعة مدربين في موسم واحد، واظن ان هذه الاسباب ليس لها علاقة بالاعلام سواء أزرق او اخضر او احمر. ولكم تحياتي