تملكتني دمعات مسترسلة لتعبر عن اغوار نفي ومكنوناتها.. رأيتها تتخطى وتكابد عناء المسيرة.. ابتسمت معبرة عن ارادة وعزم.. تابعتها وهي تحدق في الافق تتأمل وهج الحياة واشراقة نورها.. لتطوير بداخلها حزنا تخفي خلف ستار صمتها. هي إيمان.. والايمان يسري داخل قلبها.. تلك الفتاة التي عاصرت الم الحياة وتكبدت معاناتها.. لم تكن تعي معنى الالم الا عندما داهمتها الخطوب وتوقفت رحلتها لتعتمد على عجلتين تجرهما روح الارادة والاصرار. فقدت ايمان قواها الجسدية ولم تفقد عقلها وهمتها العالية. فلقد اتخذت من تلك المعاناة سلاحا للقوة وللارادة التي بها تخطت عجزها واصرت على مواجهة حياتها دون يأس وقنوط.. احست بداخلها انها قادرة على مواصلة السير. الفت وضعها وصبرت الى ان حطمت قوة ايمانها سلاسل كبلتها الى جانب من وقفوا عونا بعد الله لها من اسرتها ومدرساتها.. وجميع من تعامل معها.. تلقت الدعم والمعونة والمساندة الى ان نجحت وتفوقت واجتازت مراحل من حياتها طوتها في صمت وثبات.. وها هي تواصل رحلتها الجامعية يدفعها الامل.. هي إيمان بكل قوة اثبتت للآخرين ولنفسها ان الحياة لا تتوقف لتعطل الجسد وان الاعاقة الحقيقية تكون في الفكر والخلق.. تلك ايمان التي انتشلت روحها بعقلها وتبدل واقع معاناتها الى فجر جديد سابقت فيه عجزها الى ان حققت امانيها. فاطمة الخماس