ليس شرطا أن تكبل بالسلاسل وتقيد بالكلابيش لكي تكون سجينا ولا أن تظل حبيس جدران بائسة ضيقة .. إن مكوثك أسير نزوة هوى .. وسجين زنزانة نزق .. كفيل بأن يجعلك أتعس سجين في العالم . للحرية طعم لذيذ .. لا يتذوقه أولئك الراكون القانعون المستسلمون لدواع النفس وحبائل الشيطان . إن سجينا يرقد خلف القضبان لهو أسعد بالا وأهنؤ نوما من سجين كبلته خطاياه وأثقلته سلاسل اليأس والقنوط . تفقد نفسك .. انظر ليديك .. ربما لا تجد قيدا عليها لكن ستجد أطنانا من القيود حول قلبك حتى أوشك أن يختنق .. حول عقلك الذي تجمد وتحجر .. تدرك حينها أنك سجين بالفعل . زنزانة الهوى .. لابد أن تخرج منها إلى عالم الحق والنور والهدى وسجن اليأس .. لابد أن تتحرر منه إلى فضاءات الأمل والتفاؤل والجمال . ألم تضجر من حياة رتيبة كئيبة ؟ تمارس نفس النزوات ؟ وتفعل ذات العادات ؟ تفكر مثل كل مرة ؟ وتذنب مثل كل مرة ؟ ألم تضق ذرعا .. بعالمك الضيق التعيس .. عالم ليس هدف ولا تحيط به رؤى .. ولا يرتقي به هدى .. ولا يتسلل له النور .. ولا تدب إليه الحياة ؟ أنت من يضع القيود ومن يكسرها.. فأيقض شعور الحياة .. وأشعل شموع النجاة .. واخرج من سراديب الظلام واليأس والندم والذنب والحزن لترى النور .. نور الحياة الذي لا يبصره المساجين في زنازين القنوط والخطيئة . افعلها اليوم .. وتحرر من سجنك .. جرب الحرية ولو يوما .