الدكتور ناصح.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تعقيبا على المشكلة المطروحة بعنوان (اغيثوني رياح الخريف تغتال ربيع العمر)؟ يوم الثلاثاء 23 صفر 1425ه عدد 11260. يتبادر لذهني سؤال حائر قد يكون وقفة في النفس اشد ايلاما من كلمات تكتب ويسطرها القلم.. ليترجم معاناة انسانة كبلتها قيود العادات والتقاليد.. وطوقتها هموم لاحصر لها حتى ضاقت بها حياتها واوصدت ابواب الرحمة دونها.. فأصبحت تبحث في دروب مظلمة عن بارقة أمل تتشبث بها بعد ما تسربل الحزن نفسها وتملكها ضعف وخور ارادتها فما كان منها بعد هذا العمر الطويل الا ان اخذت تستنجد لعل صوتها يسمع او يصطدم بصدى يبعث الامل. ومن خلال تلك الحكاية الممزوجة بالالم خطت معاناتها.. تريد من ينقذها من مصير نحن نجهل بوادره ونحطاط الرد والحل الجذري الذي يوصلها لخط نهاية تلك المشكلة المأساوية في ثنايا طياتها. والسؤال الذي اطرحه للاخت سعاد؟ ترى ما الذي جعلك تستسلمين لهذه الظروف وتكتبين معاناتك بعد عشرين عاما مضت من ربيع عمرك؟ وكيف استطعت توطين نفسك خلال تلك الرحلة من العمر ومقاومة شعورك نحوه كزوج يستحق التضحية؟ ام ان العادات والمحيط الاجتماعي فرضا عليك التكتم وعدم البوح حتى استمرت المشكلة واكتملت حلقاتها المزرية بهم ضغط على قلبك وجعلك تصرخين بالاغاثة؟! اختي سعاد : قد تكون العادات والتقاليد الاجتماعية التي خضعت طائعة او مجبرة لها هي سبب ما تعانيه وربما الظروف ووضعك كأنثى مسلوبة الحرية والرأي جعلاك تواصلين هذه الرحلة من العمر رغم احساسك بالحزن واليأس والبأس وتقطع حبال الامل في محيط حياتك الاجتماعية والاسرية.. وتقبلك الوضع مع هذا الزوج الذي اغلق عليك متع الحياة وبخل بمشاعره واحاسيسه العاطفية والا كيف استطاع تكبيل حريتك وتسخيرك لطاعته وطاعة والده وحرمانك من حقوقك كزوجة تتمنى اسرة سعيدة واطفالا تعطيهم من مشاعرها ووجدها الشيء الكثير. اما انت فقد اخطأت في حق نفسك عندما واجهت مشكلتك بصمت تهتز من هوله الجبال وصادرت حقك الشرعي بنفسك ولم تردي على هذه الجريمة النكراء التي تنأى عن الحب والانسانية والرحمة وكان الاولى ان تخبري والديك وليكن ما يكون ولا اجزم بانهما - أي والديك - يصنعان سعادتهما على حساب سعادة ابنتهما وانها صرح العاطفة داخلهما كأبوين. وان تحدثنا عن العادات والتقاليد البالية فالاسهاب فيها قد يطول لما تحمله من هموم خلفت وراءها ضحايا يكابدون الظروف المفروضة والمحيط الاجتماعي الذي نخضع مكرهين له لا طائعين وان كان فيها احيانا خروج عن الدين والمنطق العقلي. ومن هذه العادات التي نتمنى اندثارها.. تزويج الفتاة دون اخذ رأيها وصغر سنها خصوصا عند بعض القبائل مما قد يسهم في تعريضها للمشاكل النفسية ومواجهة الحياة بكل يأس وقنوط مكبلة بالاعراف والعادات والتقاليد كما حدث لصاحبة المشكلة. وعود على بدء اقول لصاحبة المشكلة سعاد: لا احد يستطيع اختيار قدره فعمر الانسان منذ ولادته مخطوط في لوح محفوظ الى ان يرث الله الارض ومن عليها فمن الشقي ومن السعيد ومن يكابد هموم الحياة ومصائبها بالصبر والعزم والقوة. لذا اقدارنا احيانا تسير بنا ولا نملك في ردها يدا وما جرى لزوجك وما سردته من خلال المشكلة جعلنا نحطاط الحلول ونترك المسألة اختيارية تقدرينها انت اما ان تحاولي مصارحة والديك والبوح بالسر الذي اخفيته على مدى 20 سنة من الزمن وترك الخيار لهما في المواجهة, او الصبر ومواصلة تلك الرحلة التي ربما ارادها الله لك ابتلاء واختبارا والرضا بقضاء الله وقدره.. وبذلك تكسبين اجرا عظيما بصبرك يعوضك الله خيرا كثيرا. ام الانفصال واختيار حياة جديدة فهو خاتمة مؤجلة لك القرار النهائي فيها. فاطمة الخماس