هو: هل تتخيلون بأني مضطر لسماع النشيج كل يوم. قد لا تصدقون هذه هي الحقيقة فإن لم أخرج من البيت صباحا بعد مشاهدة زوجتي تبكي فأني بالتأكيد سأدخل الى البيت وقت الظهيرة وأنا اسمع صوت بكائها في المطبخ او في الصالة او في غرفة النوم. باختصار أعيش مع امرأة (بكاءة) فهي تبكي حتى من نفسها فليس بالضرورة أن أكون أنا من ازعجها او اغضبها او احرجها فقد تكون أمها أو صديقتها او حتى ابنتنا التي بلغت الثالثة من العمر فقط. هي تقول انها مرهفة الحس ولا تتحمل أي حرج من أي شخص. لقد تعبت ومللت وضقت ذرعا بالدموع الكثيرة من حولي. طلبت منها أن تذهب لمعالج نفسي فزاد بكاؤها وهي تصرخ لست مجنونة!! هي: نسي زوجي أنه كان معجبا بهذه الخصلة في عندما كنا خطيبين وكانت أول مرة يراني ابكي فيها عندما سكبت الشاي على ثوبه. وأخذ يطبطب على كتفي ويقول ما كنت أدري أنك رقيقة الى هذا الحد. اليوم يتذمر وينزعج مني بل ويطلب مني الذهاب للطبيب النفسي. قد يكون بكائي يزيد احيانا ولكن ماذا أفعل فهذه هي ردة الفعل الوحيدة تصدر مني دون أدنى تفكير أمام أي موقف أشعر بالإحراج فيه أو بالظلم او الضغط من أي شخص وبالفعل تنجح ابنتي الصغيرة أحيانا في ان تجعلني ابكي عندما ترفض الاستجابة لطلبي. ويجب ان اعترف بأني بت أخجل من بكائي في كثير من المواقف وبدأ انزعاجه مني يثير قلقي ولكني في الحقيقة بحاجة لعونه فلماذا لا يتفهم ويساعدني.