إذا كنت إنساناً طبيعياً، تمر بكل الظروف والمناخات التي يمر بها أقرانك، فستذرف نحو 100 لتر من الدموع الخالصة (نخب أول)!. البعض يعتقد أنّ البكاء يخص الفقراء والمعدمين وحدهم، وهذا غير صحيح فالبكاء عند الصغار متقارب (علمياً) مهما اختلف المستوى المعيشي، أو وظيفة الأب! أو مكانة الأم ؟! فأبناء الذوات والأغنياء يبكون مثل أطفالنا تماماً!. طبعاً ما أدخل في ذمتي شيء، الواقع يقول إنّ (أطفالنا) خلصوا ال (100 لتر) في أول سنتين، ولنا ولهم الجنة إن شاء الله!. كل البشر يبكون بمعدلات مختلفة، إلاّ أنّ الفتيان والفتيات دون سن (الثالثة عشرة) يبكون بنفس المعدلات تقريباً، وبعد هذا العمر فقط تبدأ الصورة بالتغير قليلاً، حيث يبكي الرجل من (6- 17 مرة في السنة)، في حين تبكي المرأة مابين (30- 64 مرة في السنة)، يبدو أنّ الكفة رجحت للنساء أكثر ؟!، ما علينا منهم أهم شيء (المساواة) بين الرجل والمرأة!. خروج الدمع من العين، لا يدل على (الحزن)، والدليل أنّ تقطيع البصل يفعل ذلك، كما أنّ دخول الغبار أو الأجسام الغريبة، يجعل العين تفرز الدمعة للتنظيف!. حتى الآن لم يستطع العلماء إيجاد تفسير علمي للبكاء، سوى أنه يطيل العمر بفضل طرد الجسم (للكيماويات الضارة)، ويزيد الشعور بالسعادة، وله فوائد صحية أخرى عظيمة، فكلما زاد بكاؤك زادت مناعة جسمك أكثر، وعليك بالعافية، والله يطيل عمرك على طاعته!. ما سبق كان خلاصة دراسات (فرنسية وألمانية)، أما الأمريكان فقد زادوا أنّ (حبس البكاء) من أسباب الوفاة! لأنّ حبسه يؤدي للإصابة بنوبات القلب أكثر (14 مرة)، كما أنّ خروج الدمع يزيد العين لمعاناً وبريقاً، فالدمعة عبارة مزيج من الملح والجلوكوز والبروتين وإنزيم قاتل للبكتيريا! بعد كل هذه الفوائد (المكتشفة) يجب أن نشكر كل مسئول جعلنا نبكي على حالنا بسبب خططه المدروسة (بعيدة المدى)، لأنّ الإنسان عدو ما يجهل فعلاً، وهنا أنصح كل عاطل أن يبكي، وكل متحصل على (مخالفة ساهر) أن يبكي، وكل واحد ينتظر منحة (أرض وقرض) أن يبكي ..! يا جماعة هيا بنا (نبكي) عشان صحتنا بس!. وعلى دروب الخير نلتقي .