كي تعرف من هو الشيخ ناصر العبيد بصدق؟، اسأل شخصا ممن يصلون وراءه. أحدهم يقول: لم أكن مواظبا على صلاة التراويح مع الشيخ ناصر العبيد، وذلك لبعده عن البيت، لكن بعدما صليت معه تمنيت أني جار له أو أسكن قريبا من مسجده. ويسجل المصلي ذاته ما حدث في إحدى ليالي رمضان الماضي قائلا: «أكمل الشيخ ناصر العبيد ما تبقى من سورة يوسف، وكان بكاؤه يقطع تلاوته، فلقد بكى وأبكى المصلين معه واستمر بالبكاء إلى ما بعد سورة يوسف، ثم قرأ سورة الرعد، ولم يستطع تجاوز قوله تعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}, إلا بعد بكاء ونشيج، ثبته الله على الخير وأجزل له المثوبة». ويضيف «عند دعاء القنوت بكى وأبكى من معه وعلا صوته بالبكاء حتى إني خفت عليه، جزاه الله خيرا، من الإغماء». ويعرف عبدالله الضاحي الشيخ ناصر العبيد بأربع كلمات، هي «قلبه رقيق لأبعد الحدود»، ثم يضيف «هو الإمام الذي لا يستطيع إكمال سورة الفاتحة، وتسمع شهقاته وهو ساجد». وحسب الشيخ ناصر فإن قصته مع حفظ القرآن بدأت بموقف طريف, حيث يقول: إنه دخل ذات يوم إلى أحد المساجد في شبابه وكان لا يوجد هناك إمام رسمي، فتقدم للصلاة فيه، ولأنه لم يكن حافظا، فقد أخطأ كثيرا في الصلاة، ما حدا بأحد المأمومين لرده. ويضيف: أصبح يتردد على المسجد كثيرا, حتى هيأ الله له من عاونه ونصحه لحفظ القرآن، وبدأ بعد ذلك مسيرته في الحفظ, حيث حفظ القرآن في تسعة أشهر فقط، وكان عمره وقتها 22 عاما.