تم توزيع جوائز الدورة الاولى لجائزة الشيخ محمد صالح باشراحيل للابداع الثقافي بالقاهرة حيث حصل على الجائزة التقديرية وقيمتها 25 الف دولار كل من الشاعر اللبناني شوقي بزيع في مجال الشعر، والروائي السوري نبيل سليمان في مجال القصة والرواية، والدكتور محمد لطفي اليوسفي من تونس في مجال النقد والدراسات الادبية، والدكتورة المصرية يمنى طريف الخولي في مجال الدراسات الانسانية والمستقبلية. كما حصل على الجائزة الاستثنائية وقيمتها 30 الف دولار كل من عمرو موسى امين عام جامعة الدول العربية تقديراً لجهده في تفعيل العمل العربي المشترك الذي اعلن تبرعه بها لدعم المشاركة العربية في معرض فرانكفورت فقرر باشراحيل زيادتها الى 60 الف دولار وعاد موسى ليؤكد تبرعه بها ايضاً، فاز كذلك بالتكريم الشاعر السوري ادونيس تقديراً لدوره في المشهد الثقافي العربي، والشاعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد تقديراً لجهوده في النضال العربي الفلسطيني، والمستشرق الامريكي الكاتب كارل ارنست تقديراً لجهده العلمي عن كتابه "اتباع محمد".. "اليوم" التقت بهم على هامش التكريم. في البداية اعرب عمرو موسى امين عام جامعة الدول العربية عن سعادته بالجائزة مطالباً بضرورة توفير الجو المناسب للادباء حتى يستطيعوا الابداع والاداء بشكل متميز وفي هذا الاطار تأتي دعاوى الاصلاح في مجتمعاتنا والنابعة من الداخل في وقتها حتى تصبح المجتمعات العربية اكثر انفتاحاً لتحقيق حرية الانسان ونجاحه في مجمع حي وحر قادر على التقدم والابداع. واضاف ان المثقفين في أي مجتمع هم من يقودون التقدم الحضاري وعلى المثقفين العرب ان ينطلقوا بمجتمعاتهم الى آفاق جديدة اطارها العلم ومحورها الابداع. وأكد الشاعر الكبير ادونيس انه سعيد بالجائزة خاصة ان المبادرة يرعاها شاعر متميز بوزن الدكتور عبد الله محمد صالح باشراحيل بالاضافة الى انها تأتي من مكة في وصل بين ما قدمته هذه المدينة الخالدة في تاريخها واقعاً ورمزاً باعتبارها من النماذج الكونية الاولى لمدينة تحتوي الذات والآخر وتلتقي بها الاعراق والثقافات والاديان ومن الطبيعي ان تواصل هذه المدينة رسالتها من خلال رعاية المثقفين في العالم العربي. وقال الشاعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد بالنسبة لي نظرا لكثرة الجوائز التي حصلت عليها اعتبر هذه الجائزة قمة ما توصلت اليه وتحمل معنى كبيراً ناضلت طويلاً من اجله فقد حصلت عليها لشيء عزيز علي يحمل في سياقه كل ما فعلته في حياتي وما قدمته من اجل القضية الفلسطينية في المجال الادبي والفكري والسياسي والثقافي واعتز بها ايضاً لسابق معرفتي بالفقيد محمد صالح معرفة قريبة حميمة لا انساه كانسان كبير ومن هذه الدوحة جاءت هذه الفروع الوارفة بما يشرف الامة العربية. واشار المستشرق الامريكي كارل لارنست صاحب كتاب "اتباع محمد" الى شعوره بالسعادة لهذا التكريم حيث انه يمثل شيئا عظيما ان يتم اختياره من قبل هيئة ثقافية عربية - على حد قوله، وطالب بضرورة تدعيم حوار بين الثقافات والاتصال بين الغربيين والمسلمين والعرب من اجل خدمة العالم لاننا جميعاً ابناء عالم واحد. واكدت الدكتورة منى طريف الخولي - استاذ الفلسفة - حاجة المثقفين العرب الى مثل هذه الايماءات التي توضح وحدة الثقافة العربية وان الحصول على مثل هذه الجوائز يؤكد دائماً اننا نسير على الطريق الصحيح بالاضافة لانها تؤكد ان الثقافة العربية كيان متكامل ووحدة واحدة لا تتجزأ. وقال الكاتب السوري نبيل سليمان: بينما تنهار المؤسسات الثقافية الرسمية العربية تأتي هذه الجائزة كتغيير من المجتمع المدني لتؤكد على القيم الحضارية النبيلة وهذا ما اسعدني بها، فبعيداً عن ان اكون من الفائزين بالجائزة في دورتها الاولى ام لا فانني اعتبر هذه المناسبة لحظة تاريخية للاحتفاء بالابداع والفكر النقدي والثقافة العربية النزيهة التي لم يلونها السوق بظلال رمادية ولم يفت في عضدها القمع واعتبرها لحظة للاحتفاء بالثقافة التي ترنو الى مستقبل يبرئ فيه الانسان والكون من كل ما يعكر صفاءه ويعطل طاقاته. واوضح الدكتور محمد لطفي اليوسفي ان الجائزة اسندت الى المثقفين المؤمنين بالفكر الحر ولعل اغلبهم محاصر في موقعه ومن هذا المنظور تأتي الجائزة دعماً للفكر التقدمي في المرحلة القادمة وقد اسعدني مساندتها لاصحاب الفكر الذي ضيق عليه الخناق طيلة القرن الماضي ومن هنا ارى ان المشرفين على الجائزة ينظرون للامام وليس للوراء وهذا شيء يحمد كثيراً. وفي النهاية قال الشاعر اللبناني شوقي ريع لا شك في ان مثل هذه الجوائز اقل ما يمكن ان يقدم للمفكر والمثقف والكاتب والمبدع العربي الذي ينسى حياته بكاملها من اجل ان يرتفع منسوب الجمال والحرية والحلم قليلاً للاعلى وهو حين يفعل ذلك لا يفعله طمعاً في كسب أي شيء ولا يضع الجوائز في حسبانه ولكن لا بأس من ان يشعر بان ثمة من يلتفت اليه في معاناته ووحشته وعذاباته وفي نفس الوقت على المبدع من جهة اخرى ان يحول الجائزة الى مناسبة للشعور بالمسئولية تجاه المستقبل وحافز للمزيد من العطاء وليس الى النوم سعيداً على حرير ما انجز. واضاف شوقي بزيع انه لامر جيد ان يذهب جزء يسير من المال العربي لدعم الكتاب والمثقفين العرب بدلاً من ان يتم اهدار هذا المال في قضايا هامشية لا طائل منها وعلى امل ان تلتفت الدول والمؤسسات وليس الافراد فحسب الى الثقافة والمثقفين.