أقامت جامعة سيدي محمد بفاس بالمغرب العربي يوم الثلاثاء 20 ديسمبر الجاري بقاعة كلية الطب والصيدلية ، احتفالية كبرى بمناسبة تكريم الشاعر العربي عبدالله محمد باشراحيل وتقليده وسام الجامعة الذهبي ودرع الجامعة التقديري لعطائه المتميز في شعره العربي الأصيل وأنه أحد الشخصيات العربية الفعالة التي انفتح وعيها على قضايا أُمتها وانفتحت شاعريته على مساءلة الواقع الحضاري في تحدياته وتحولاته . وقد حضر التكريم بعض الشخصيات الدبلوماسية وكذلك عمداء الكليات بالجامعة وعدد كبير من النقاد والشعراء والأدباء والمثقفين المغاربة وطلبة وطالبات الجامعة . وتحدث كل من الأستاذ الدكتور/عبدالله بنصر العلوي والدكتورة/فاطمة صديقي والدكتور/خالد حادجي والدكتور/خالد لزعر الدكتورة/لويزا بولبرس. وقد أدلى كل منهم بشهادته عن الشاعر/ عبدالله باشراحيل بما جسَّده في شعره وفكره من خلال دواوينه الشعرية وكتبه النثرية وحرصه الشديد دائماً وأبداً في دفاعه عن قضايا أُمته ونُصرتها بسعيه للارتقاء بها إلى مصاف العلا وطموحاته لبلوغ الأهداف النبيلة السامية من أجل الإنسانية وقد بدأ الحفل بتلاوة آيات من القران الكريم ثم قام رئيس جامعة سيدي محمد بن عبدالله معالي الدكتور السرغيني فارسي بإلقاء كلمة قال فيها : يعتبر الدكتور باشراحيل صاحب تجربة فهو رجل أعمال خير ومستشار قانوني الشاعر الرقيق الذي شد الرحال إلينا من جوار البيت العتيق بمكةالمكرمة ألا وهو الأستاذ الدكتور عبدالله محمد باشراحيل الذي نحتفي به باعتباره احد الوجوه البارزة في الساحة الثقافية في الوطن العربي والإسلامي فمرحبا بضيفاً الكريم في رحاب جامعة سيدي محمد التي تشرفت اليوم بتنظيم الحفل التكريمي لرائد من رواد حركة الشعر العربي الحديث في الخليج والجزيرة العربي ويعتبر هذا التكريم ضرورة أخلاقية وتاريخية تجاه رمز من رموز هذه الأمة التي تسلح بالعلم النافع وتحلى بالإرادة الصلبة وتزود بالرؤية الثاقبة ليساهم في تشكيل حاضر الأمة ومستقبلها ثم ألقى الدكتور / عبدالله بنصر العلوي كلمة قال فيها كلمتي تتناول عدة قضايا 1 موجز في دراسة وكلمات شعره 2 لقائتي معه 3 مقاومات الابداع الفكري في كتابته في ربيع سنة 2004 أهدى إليَّ الشاعر الدكتور / عبدالله باشراحيل دوواينه الشعرية فالتهمت أشعارها بما لاحظته فيها من مساحة واسعة فكانت رحلة في إعداد دراسة لهذه الدواوين في ضوء مقارنتين كشف في أولها عن شخصية شاعر مفكر طموح إلى المعالي بعفوية وبصدق وجراءة وإقدام وثانيها ظاهرة أصيلة سادة شعرة كما هو الشعر العربي وهي ظاهرة الأنا الشعري كان كالمتنبي في تدفق شاعريته وتحمل إبداعاته ومن المفارقات من الشاعر كان حضور الشعر والدفاع عنه لديه تجربة جمعت بين الإبداع والنقد وهذا ما أشار به العلامة الشاعر عبدالله الطيب في بطولة الشاعر وهذه نظرية حاولت تطوير روايته الشاعرة الناقدة من خلال الأنا الشعرية لدى عبدالله باشراحيل بما سميته بالفروسية الشعرية التي استوعب بنياتها من القول انماط من الإحساس فكان الشعر لديه الموهبة والأداء والنغم والجمال والصدق والقداسة وهي فضاءات استمدت أصولها من الفكرة والثقافة وتدفقت منابعها من المعاناة والتجربة وتدفقت معطياتها من الممارسة والخبرة وأتاحت شاعريته أفكار سامية ومعاني رقيقة وصور رائعة وتنوع جمالياً وقد أُتيح لي أن استلهم من شعره بعض ما كنت أمله من الشعر الرزين من قوة العاطفة وأناقة الصور وتأمل الكون وقدمت كتابي إليه فكانت تعليقاته أن أتواصل معه هاتفياً وهو في لبنان قد كشفت لي انه شاعر أدرك بعمق المقاربة وهذا ولَّد لدي إحساس بأن عبدالله باشراحيل ليس مجرد شاعر فحسب بل ناقد يعي سبل التصرف والمنهجية وأتيحت لي عدة لقاءات به في القاهرة خلال حفل جائزة الشيخ / محمد صالح باشراحيل يرحمه الله وفي مجلسه الأدبي في الفندق حيث التقيته أول مرة كان يناظر الشاعر أدونيس لمست فيه قوة المناظرة وطبع الشاعر وحدة القرينة فتسألت عبدالله باشراحيل رجل أعمال نعم لقد أثار الثقافة والفكر عبدالله باشراحيل شاعر ولكن محاور مشاكس له ناصية ومناظرة الحوار محادثةً وكتابه فهو شخصية فاعلة في توجهاتها ومتميزة في الساحة العربية والدولية استطاع بأفكاره في ملتقيات أخرى في ديوانيته في مكةالمكرمة التي تشرفت بحضورها أو في حواراته الصحفية أن يلفت النظر إلى أفكار جريئة كان يؤمن بها ويدعوا لها بإصرار وحماس على سبيل المثال توظيف التجارة والمال في خدمة الثقافة وقد أسهم في هذا الشيء بحق واقع فصرف أمواله في العديد من المجالات الثقافية وهو الشاعر والناقد والقانوني ورجل الأعمال وفاعل الخيرات دعوته إلى إجراء الانتخاب والتشاور مع أصحاب القيم العلمية والأدبية وهو في كل ذلك زاهد في المناصب مخلص لتجارته وشعره في التواصل مع كبار الأعيان والأدباء المثقفين ومقارع أصدقاءه بصفاء الطبع وقوة الناصية لقد كان عبدالله باشراحيل وهو يُحتفى به في كل لقاء متواضعاً يعلي من شأن مجالسه فإذا لمس في فكرة صوابها ينشط متحمس لها ومعلناً تلمذته لصاحبها وكان تقديره لزائريه يظهر بحسه الشديد على خدمتهم وإكرامهم إن عبدالله باشراحيل بصدقه وعفويته ومرحه يشعرك بالقرب منه والأُنس معه بما يشكل ناصية متنامية في مجالسه ثم ألقت الدكتورة / فاطمة صديقي قالت فيها أود في البداية أن أهنأ الشاعر الدكتور / عبدالله باشراحيل على هذا التكريم الذي كلنا فخورين به ويسعدني ويشرفني أن أقول كلمة وجيزة في حق الدكتور/ عبدالله باشراحيل وهي عبارة عن لمحة قصيرة عن صورة المرأة في أشعار باشراحيل وهو في شكل دراسة باللغة الإنجليزية صدرت عام 2003 م عن المعهد العربي للدراسات والأبحاث في بيروت وقد اعتمدت في دراستي على الدواوين والكتب الآتية للدكتور / عبدالله باشراحيل (معذبتي ، الهواء قدري ، النبع الغامد ، الخوف ، قلائد الشمس ، أصداء الصمت ، قناديل الريح ، أقمار مكة ،وسيوف الصحراء وقد قسمت الدراسة إلى خمس فصول هي 1- المرأة ومعاني المحبة 2- المرأة والأسرة 3- النظرة التسوية للمرأة 4- المرأة والثقافة العربية الإسلامية 5- تقيم شخصي لتمثلات المرأة في أشعار / عبدالله باشراحيل ويجب الإشارة هنا إلى أن قراءتي لصور المرأة في أشعار الدكتور / عبدالله باشراحيل وما ألهمتني به هذه القرأة من أفكار وأمور تعود لي كقارءة ولا تعود للشاعر بالضرورة وللدراسة دوافع أهمها تصحيح بعض الصور النمطية للغرب عن المرأة العربية المسلمة عموماً ونظرا لضيق الوقت سأكتفي ببعض الاستنتاجات الهامة يمكن تصنيف قراءتي لصورة المرأة في أشعار باشراحيل إلى 5 محاور 1 أن معظم قصائد الدواوين السالف ذكرها والتي تتناول المرأة من حب ومحبة سامية تسمو بالمرأة لدرجة الكائن الملهم 2 المرأة في أشعار باشراحيل صانعة الحب الأسري الجميل الدافئ الذي يضفي على أركان البيت السرور والبهجة وبدونها تصبح الحياة قاحلة لا قيمة لها وفي هذا الصدد يخص بالذكر الأم أولاً والابنة والحفيدة وهناك مناصرة للمرأة تقدير لمكانتها وقد وفق باشراحيل إلى حد ثم ألقى الدكتور خالد لزعر كلمة قال فيها لقد كان قدري ان أتعرف على صانع الكلمة العميقة والملتزمة ألا وهو الدكتور باشراحيل من خلال حكم وبالأحرى خواطر ظاهرة في العمق تتجلى في مجموعة حكم حوالي 290 أو 291 حكمة سماها توقيعات وليسمح لي أن أسميها مُقيعات لقد فررت حقيقة من ترجمة كلمات ومعاني الكلمات عند باشراحيل في جنس الشعر لأجدني أمام التوقيعات التي اعتبرها بمثابة كلمات التي اسفر عنها المخاض مخاض الشاعر المفكر مع نفسه فهي (الأفكار أجنة العقل) كما يقول (التأمل مرآة العقل ) ي هذه التوقيعات يجد القارئ كل عل حسب مستواه تواضع المفكر فهو يتجلى في إيمانه بحكمته التي تقول (إذا سموت فأنظر إلى الأعلى) أما إنشغاله بقضايا الأمة فيبدو لي أنه أكثر ما يؤرقه أما سمو النفس وعزتها واليقين الصادق الراسخ فيظهر النصيحة إلى كل من ينسى أو يغفل قائلاً (كن فيكون هو الله) فيقول (لا تطلب ممَن يطلب). ثم ألقت الدكتورة لويزا بولبرس كلمة قالت فيها أن الدكتور عبدالله باشراحيل أعماله كثيرة وسيرته الذاتية خصبة فإذا كان الشاعر الكبير عبدالله باشراحيل له دور في بناء الصرح الثقافي في المشرق فصار له دور من داخل المغرب إن حس الدكتور باشراحيل الوطني وانتصاره الثقافي جعلاه مؤد للبدن وحجة في المشورة وعندما تجتمع كل هذه الصفات بالإضافة إلى شعره المضمخ بأهازيج الغوص عن اللؤلؤ وحكايات وأصداء وجهة الريح للنقيض ثم قام الدكتور /السيرغيني فارسي بتقليد الشاعر/ عبدالله باشراحيل بالوسام الذهبي لجامعة سيدي محمد بن عبدالله بفاس وكذلك درع الجامعة التقديري للجامعة واهدائه البرده الشعرية ثم تناول الجميع العشاء في جو أدبي قام فيه الدكتور /عبدالله باشراحيل بالتوقيع للمعجبين على دوواينه الشعرية وأخذ الصور التذكارية مع المثقفين والأدباء المغاربة وكذلك طلبة جامعة سيدي محمد بن عبدالله بفاس .