كان رائعا ذلك الحفل التكريمي الذي اقامته مجموعة من الوجهاء ممن تتلمذوا على الرعيل الأول من أساتذة مدرسة الهفوف الأولى.. بعد ظهر يوم الخميس 22 ربيع الثاني 1425ه 10 يونيو 2004م.. بفندق المعيبد كارلتون بالخبر.. وكان حفلا ناجحا بكل المقاييس.. حيث تعانقت القلوب شوقا وحبا وولها.. وتجلت مشاعر الوفاء للرعيل الأول من المعلمين الأفاضل المحتفى بهم.. توافدت الذكريات الزاهية بأيام الدراسة الابتدائية.. وقد غمرت تلك المشاعر بعد فراق طويل اجيال التلاميذ الزملاء الذين عاشوا تلك الفترة من اعمارهم.. ينهلون من العلم والآداب على ايدي اساتذة فضلاء من عام 1356ه/ 1936م وهو العام الذي تأسست فيه اول مدرسة حكومية في منطقة الاحساء.. على يد اول مدير للمدرسة ثم معتمد للمعارف في المنطقة الشرقية من المملكة.. الشيخ محمد النحاس.. هذا الرجل القيادي الفذ الذي جاهد المعوقات حتى تغلب عليها.. بحكمته وبعد نظره.. وحسن تعامله وصلاته الطيبة مع العلماء والوجهاء في مجتمع الاحساء.. ثم خلفه الشيخ السفير محمد الخيال في عام 1360ه/ 1940م ثم خلفه في عام 1361ه/ 1941م الشيخ عبدالعزيز المنصور التركي ثالث معتمد للمعارف وأول مدير عام للتعليم بالمنطقة الشرقية.. واستمر في هذا المنصب حتى الثمانينيات الهجرية ولمدة قرابة سبع وعشرين سنة.. حيث تم تعيينه ملحقا ثقافيا بسفارة المملكة في لندن.. حتى توفي في عام 1405ه/ 1985م. فما اعظم الوفاء والتكريم للمعلمين الذين بنوا اجيالا من ابناء الوطن.. ارتقوا على سلم المجد.. يخدمون وطنهم في مختلف المواقع الحضارية.. وميادين التنمية.. وكل ما حققوه من نجاح وتقدم.. هو وسام شرف على صدور معلميهم.. ومصدر فخار لهم.. فما اروع التكريم والوفاء من التلاميذ الأبرار للأساتذة الأجلاء. ويأتي هذا الحفل الرائع الذي حضره مئات المدعوين لتكريم المعلمين الأوائل الثاني.. حيث كان أول حفل لتكريم المعلمين قد اقامه الوجيه الاستاذ سعد الحسين العام الماضي في الاحساء.. وستتم اقامة الحفل الثالث في نفس المدرسة الأولى التي شيدها أهالي الاحساء وتم افتتاحها سنة 1360ه.. والتي شهدت تألقا ثقافيا.. حتى ان معالي الاستاذ الدكتور محمد بن عبداللطيف الملحم.. ألف كتابا عنها بعنوان: (كانت أشبه بالجامعة) لأنها كانت مركز اشعاع علمي وثقافي في مجتمع الاحساء.. وقد تم استكمال ترميمها في هذا العام 1425ه.. بالتعاون بين ادارة تعليم الاحساء وهيئة السياحة العامة.. لتكون احد أهم المعالم الاثارية في المنطقة. وقد تكفل بإقامة الحفل الثالث الوجيه رجل الأعمال المعروف الاستاذ عبدالعزيز سليمان العفالق.. الذي اصر على ذلك.. مما يعكس الروح الايجابية لدى التلاميذ نحو اساتذتهم الأفاضل. أما الذين اقاموا الحفل الثاني موضوع هذا اللقاء ودعوا اليه فهم مجموعة كريمة من التلاميذ النجباء.. الوجهاء: (حمد صالح الحواس، وعبدالعزيز محمد الجندان، ومحمد عبدالله ابو عائشة، واحمد ابو السعود، وعبدالرحمن السيف، وعبدالرحمن الجبر، ومحمد عبدالله الملا. اما الاساتذة المحتفى بهم فهم: الشيخ عبدالله محمد ابونهية، والاستاذ عبدالله الباز، والاستاذ عبدالله عبدالرحمن ابو نهية، والدكتور عبدالله علي المبارك، والاستاذ عبدالمحسن الملحم، والاستاذ ابراهيم الحسيني، والاستاذ محمد العبدالهادي، والاستاذ فارس الحامد.. وهو الطالب الأول على مستوى المملكة في اول دفعة من خريجي المدرسة الأولى بالاحساء.. وعمل في السلك الديبلوماسي قنصلا ثم سفيرا حتى تقاعده سنة 1405ه. واشتمل برنامج الحفل على كلمات وقصيدة ترحيبية امتزجت بها الذكريات الجميلة بمشاعر الوفاء والتقدير.. ثم سلمت الدروع التذكارية للمحتفى بهم. واتوجه الى الوجيه الاستاذ عبدالعزيز العفالق الذي سيستضيف الحفل الثالث باقتراح تكريم كل من الشيخ محمد النحاس مدير المدرسة المؤسس ثم معتمد المعارف رحمه الله الذي يعود اليه الفضل بعد الله في ارساء التعليم الحكومي الحديث في الاحساء.. وتكريم الشيخ عبدالعزيز التركي معتمد المعارف وأول مدير عام للتعليم بالمنطقة الشرقية للانجازات التعليمية التي تحققت بجهوده خلال فترة عمله الطويلة.. وذلك بدعوة ابنائهما وتلقي التكريم نيابة عنهما. كما اوصى بتكريم الشيخ عبدالله الملا والشيخ عبدالرحمن ابو بكر الملا والشيخ عبدالله بن حسين العبدالقادر والشيخ يوسف بن راشد المبارك والشيخ احمد الدوغان والشيخ عبدالرحمن القاضي والشيخ حمد الجاسر والشيخ محمد بن عبدالله العبدالقادر اول رئيس لأول مجلس للمعارف والذي استمر لمدة ست سنوات فضلا عن مواقفه وقصائده التي كرسها لافتتاح المعاهد والمدارس ونشر العلم والثقافة في المنطقة.. وغير هؤلاء ممن لا تحضرني اسماؤهم ممن هم على قيد الحياة ومن توفاه الله.. ينوب عنهم ابناؤهم. واتوجه الى جميع مناطق المملكة بنداء تكريم المعلمين الرواد الذين ارسوا قواعد التربية والتعليم فيها بأن يقوم تلاميذهم الأوفياء بإقامة احتفالات لتكريمهم او من ينوب عنهم.. من الرجال والنساء.. تخليدا لذكراهم.. وتقديرا لجهودهم وتضحياتهم.. بل هو تكريم للمعلمين ولمهنة التعليم.. في كل زمان ومكان.