تشهد المناطق المركزية في مدن التجمعات الحضرية الرئيسية في المملكة مثل (الرياضوجدة والمنطقة الشرقية) ازدحاما مروريا بسبب تزايد اعداد السيارات والحركة المرورية خلال العقود الثلاثة الماضية وتعتبر مدن الشرقية اقلها ازدحاما لصغر حجم المدن وتوزع الزيادة عليها وتعتبر مدينة الدمام اكبر مدن الشرقية حجما وسكانا لذلك بدأت تعاني من الازدحام، خصوصا المنطقة المركزية والشوارع الشريانية كطريق الملك فهد، لاسيما ان الشوارع كما هي منذ اكثر من 20 عاما لذا يجب البحث عن آليات لحل هذه المشكلة وفك الاختناقات. وهناك طريقتان مناسبتان الاولى منها على المدى المتوسط وتكلفتها قليلة وذلك من خلال العمل بطريقة ادارة نظام النقل، التي تتميز بأنها تخطط لفترة قصيرة للاستفادة الكاملة من البنية التحتية الموجودة مثل: تنسيق الاشارات المرورية حيث لابد ان تكون محسوبة بدقة لتقليل عملية التأخير والازدحام. وحول الطرق الرئيسية بالدمام فانها بحاجة الى تنسيق الاشارات المرورية وهي وسيلة قليلة التكلفة حيث من الملاحظ ان معظم الاشارات تعمل بزمن دورة ثابت وطويل يصل الى 3 دقائق، في حين انه اذا كانت الحركة المرورية خفيفة على الطريق فانه يجب ان يكون زمن الدورة اقصر، كما يجب وضع خطط زمنية مختلفة لفترات الذروة الصباحية والمسائية واوقات خارج الذروة لاستيعاب الحركة المرورية ومن الممكن استخدام برامج حاسوبية متخصصة مثل بعض المدن الخليجية بحيث تكون الاشارات مرتبطة بجهاز مركزي تابع لجهة هندسية مرتبط بمجسمات عند كل اشارة ضوئية تحصي عدد السيارات في كل اتجاه وترسل المعلومات للجهاز المركزي الذي يحتسب الخطة الزمنية المناسبة لكل اشارة ضوئية لضمان انسيابية الحركة المرورية وتتغير الخطة الزمنية في كل فترة حسب الحاجة وتتحول الاشارات الى حسية في ساعات الليل المتأخرة. تشجيع استخدام النقل العام والسماح للسيارات التي تحمل عددا معينا من الاشخاص باستخدام مسار خاص. منع المركبات الكبيرة من دخول المنطقة المركزية خلال فترة معينة كذلك منع الوقوف على الطرق مما يؤدي الى زيادة الطاقة الاستيعابية للطريق. اما الطريقة الثانية فهي من خلال التخطيط الاستراتيجي لفترة اطول وتشمل توسعة الشوارع وبناء الجسور والانفاق لتجنب الازدحامات والتأخير وهي بحاجة الى توفير مبالغ كبيرة لتنفيذها. بالنسبة لسد المنافذ بالمتاريس الاسمنتية فانه يلجأ لهذا لوجود خطر على السلامة المرورية او لاسباب امنية كاجراء مؤقت، وفي كلتا الحالتين يرجع للجهات المعنية تقدير الفائدة مقارنة بالاضرار الجانبية مثل زيادة الازدحام على المنافذ الاخرى. وحول مشروع كطريق الملك فهد الذي تستعد امانة مدينة الدمام لتنفيذه فأنا لم اطلع على المخططات ولا استطيع اعطاء تقييم فني ولكن من المؤكد ان الجسور والانفاق ستساهم في تخفيف الاختناقات المرورية على هذا الطريق. * استاذ هندسة النقل المساعد في قسم الهندسة المدنية - مدير وحدة هندسة المناطق الحضرية بمعهد البحوث في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران