انتشرت فجأة داخل اروقة مجلس الشعب شائعات برلمانية قوية تتحدث عن قرب استصدار قرار بتعيين عمر سليمان رئيس المخابرات العامة نائبا لرئيس الجمهورية وهو منصب ظل يتولاه العسكريون دون المدنيين الى جانب منصب رئيس الجمهورية. وربطت الشائعات بين هذا التوجه وصعود نجم عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة المصري والذي ظل يكلف بتأدية ادوار سياسية ودبلوماسية ذات طبيعة ومهام خاصة ابرزها في اطار الاهتمامات المصرية بالملف الفلسطيني والتوجهات المصرية المستجدة حول مشاركة مصر في ترتيبات امنية في قطاع غزة الفلسطيني وكذلك قيامه بجولات وساطية مكوكية بين السلطة الوطنية الفلسطينية واسرائيل. وتكتسب تلك الشائعات اهمية خاصة والكثير من المصداقية التي يدعمها العديد من الشواهد التي تقترب بعمر سليمان من تولي هذا الموقع الهام وفي مقدمتها استحواذ العسكريين منذ قيام الثورة عام 1952 على منصب رئيس الجمهورية ومنصب نائبه. وكان اول رئيس للجمهورية محمد نجيب ونائبه جمال عبدالناصر الذي تولى السلطة بعده وكان نائبه الاول زكريا محيى الدين ثم السادات الذي تولى السلطة بعد وفاة عبدالناصر واصبح الرئيس الحالي محمد حسني مبارك نائبا له ولم يختر نائبا له منذ توليه منصب رئيس الجمهورية. ويرى اصحاب هذه التوقعات الذين استبعدوا تكليف مدني بتوليه ان فرصة سليمات تتعزز يوما بعد يوم وتحسم الجدل الذي كان قد تفجر على الساحة السياسية. وتعزز توقعات تولي سليمان موقعا سياسيا مرموقا ايضاً نجاحه في المهمات السياسية الخاصة التي اوكلت اليه في السنتين الاخيرتين بتكليف من الرئيس مبارك. ولفت المراقبون النظر الى ان عمر سليمان هو اول رئيس مخابرات مصري يظهر على الساحة السياسية ويكلف بالمهام السياسية وهي سابقة انفرد بها مبارك في التعامل مع قمة هذا الجهاز. واضاف المراقبون ان الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها عمر سليمان الى الولاياتالمتحدةالامريكية في الاسبوع الاخير من شهر يونيو الجاري واجراءه مباحثات ذات طابع سياسي تتعلق بالتنسيق المصري مع الولاياتالمتحدة حول ترتيبات المرحلة القادمة في تحقيق انفراجه على صعيد ملف السلام الفلسطيني الاسرائيلي. وقال هؤلاء المراقبون ان رئيس المخابرات العامة يتمتع بثقة كبيرة من جانب الرئيس مبارك نظراً لنجاحه في مهام سياسية صعبة اضافة الى ان الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها سليمان هذا الشهر ايضاً لاسرائيل ولقاءه مع اريل شارون رئيس الحكومة الاسرائيلي يكرس الدور السياسي لعمر سليمان. في الوقت نفسه استبعد المراقبون اختيار عمر سليمان وزيراً للخارجية خلفاً لاحمد ماهر في التعديل الوزاري القادم موضحين ان سليمان مرشح لمنصب سياسي كبير.