عزيزي رئيس التحرير تواصلا مع ما يطرحه الاخوة حول مشاكل الزواج وكثرة حالات الطلاق فاني اريد تذكير الشباب والفتيات بان نجاح الزواج ودوامه واستقراره لا يعتمد فقط على المظهر الخارجي والجمال والمظاهر الكاذبة. فكم من شاب تمتع بقدر كبير من الوسامة والاناقة وجمال يبهر العقول ومركز مرموق لكنه فارغ من الداخل من القيم والاخلاق والمبادئ ومخافة الله وكم من فتاة رائعة الجمال وتبهر العقول والعيون شكلا ولكنها تفتقر لرجاحة العقل والاخلاق والقيم ولاقل قدر من الثقافة ولا تصلح لتحمل المسؤولية بان تكون زوجة واما تحافظ على بيتها واولادها. فالمتأمل في توجيهات نبينا الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم يتأكد ان بناء بيت الزوجية لا يقوم على الجمال والشكل فقط بل يقوم على الدين والاخلاق والقيم لانه هو الباقي والجمال والشكل هو الفاني وقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن اختيار الزوجة منها (تخيروا لنطفكم فان العرق دساس), (واظفر بذات الدين تربت يداك) وعند اختيار الزوج ذكر عليه الصلاة والسلام: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه). وعندما نبحث عن اسباب الطلاق حاليا نجد ان سبب انهيار كيان الاسرة هو عدم التمسك بالدين والاخلاق ومخافة الله من احد الزوجين او كليهما. صحيح ان الزواج والطلاق قسمة ونصيب من رب العباد وعلينا الايمان بقضاء الله وقدره ولكن يجب ان نعقلها ونتوكل.. فاختيار الزوج والزوجة لا يكون بالنظرة فقط لكلا الطرفين بل بالتأكد من سلوك الانسان ومعاملته للآخرين وطاعته لوالديه ورحمته بأهله وبناسه وبتواضعه وحسن خلقه ومحافظته على صلاته وامور دينه لان من رأيتموه يرتاد المساجد فاشهدوا له بالايمان وهنا اريد ان اذكر بان القرار الذي صدر بضرورة اجراء الفحص الطبي قبل الزواج ولا يتم عقد القران الا به قرار صائب وسليم وهام وحبذا لو اضيف لقائمة التحاليل المطلوبة به تحليل دم يكشف الادمان. لان هذا المرض الفتاك لا يقل اهمية عن الامراض الوراثية وهو سبب قوي لعدم الموافقة على عقد القران لما يترتب عليه من آثار سلبية ومصائب كبيرة اذا تم الزواج لانه سيؤدي للطلاق في النهاية وانهيار الاسرة وربما اذا اضيف هذا التحليل كشرط يساهم في اقلاع المتورطين بالادمان ويدفعهم للعلاج وربما يحمي الشباب من الوقوع في براثن هذا الداء القاتل ويكون سببا للابتعاد عن الوقوع فيه. اريد ان اذكر هنا ايضا ان الخوف عند الطرفين لا ينتهي عند التجربة الاولى للزواج وفشلها بل هو مستمر حتى عند محاولة خوض التجربة للمرة الثانية ويزداد الخوف كلما فكروا بما حدث لهم سابقا والتفكير بما سيحدث اذا خاضوها وهنا تزداد لدى هؤلاء الرغبة في التمكن من النظرة الشرعية والتعرف على شخصية كل منهما وربما يقلعون عن فكرة الزواج اصلا اذا لم يتمكنوا من ذلك. وبالرغم من ان هناك تجارب زواج للمرة الثانية لدى كثيرين وكانت نتيجتها النجاح والسعادة الا ان الخوف من التورط بخوضها مازال مستمرا للاغلبية خاصة النساء. فهل هناك من حل لهذه المسألة؟ من كان عنده حل فليطرحه لان الخوف قائم وموجود. @@ هدى النذير عرعر