دعا الرئيس الباكستاني برويز مشرف العالم الاسلامي والغرب الى التصرف باعتدال واع لمكافحة ما وصفه بالارهاب الاسلامي ، في مقالة نشرتها صحيفة واشنطن بوست في عددها الصادر امس. وكتب مشرف ان التطور التقني في اعداد العبوات الناسفة وتكاثر الانتحاريين اوجدا قوة قاتلة يكاد يكون من المستحيل التصدي لها. وتابع ان الواقع المرير هو ان الذين ينفذون هذه الجرائم ومعظم الذين يعانون منها مسلمون. وهذا ما حمل العديد من غير المسلمين الى الاعتقاد من باب الخطأ ان الاسلام ديانة تقوم على عدم تقبل الاخر والتطرف والارهاب. واقترح مشرف من اجل وضع حد لهذه المجزرة اعتماد استراتيجية اعتدال واع على جبهتين، وكتب ان الشق الاول يعني العالم الاسلامي الذي يتحتم عليه تجنب التطرف واعتماد طريق الانتعاش الاجتماعي والاقتصادي. والشق الثاني يتعلق بالغرب وعلى الاخص الولاياتالمتحدة التي يتحتم عليها السعي لحل كل النزاعات السياسية عبر القضاء والمساعدة على التطور الاجتماعي والاقتصادي في العالم الاسلامي. وراى ان الظلم السياسي حيال دولة او شعب اذا ما اقترن بالفقر الشديد والامية، فهو يولد مزيجا متفجرا.. هو بمثابة ذخيرة للارهاب. واسترجع مشرف المراحل التى قادت الى اعتبار المسلمين بمثابة ارهابيين، فكتب ليس الاسلام بصفته ديانة الذي ولد التطرف، بل النزاعات السياسية التي ادت الى تجاذبات داخل الجماهير الاسلامية. فمن النزاع الاسرائيلي الفلسطيني الذي اوجد وحدة بين المسلمين الى الحرب في افغانستان خلال الثمانينات التي ادت الى ظهور وتنامي حركة نضالية اسلامية، عرض ولادة صورة المسلمين كارهابيين. واخذ الرئيس الباكستاني على الغرب تشجيعه التطرف الاسلامي بعد الحرب الباردة، وتطرق فيما بعد الى الانتفاضة الفلسطينية وانفجار 11 سبتمبر 2001. وكتب ان كل ردود فعل الولاياتالمتحدة -على الصعيد الوطني ضد المسلمين وموقفها حيال الفلسطينيين والعملية في العراق- قادت الى استقطاب تام للجماهير الاسلامية ضد الولاياتالمتحدة. ودعا الغرب بالتالي الى العدل والاعتدال في حل النزاعات، كما توجه ايضا الى العالم الاسلامي كاتبا علينا ان نسلك طريق الاعتدال ونعتمد مقاربة متساهلة لمكافحة الاعتقاد السائد بان الاسلام ديانة نضالية تتعارض مع الحداثة والديموقراطية والعلمانية.