أكد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حريص على تعزيز الأمن وإحلال السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي وإيجاد حلول لقضايا الأمة الإسلامية، ويعتبر رائد حوار الحضارات وثقافة التعايش السلمي والاعتدال والوسطية وقيم التسامح في العالم. وقال رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف في تصريحات ل«عكاظ»، إن الملك عبدالله حظي باحترام وتقدير شعوب العالم بسبب حكمته وحنكته وحرصه على إحلال الأمن والسلام العالمي، وتمكن بفضل سياسته الحكيمة والمعتدلة من إيصال المملكة إلى مصاف الدول ذات التاثير القوي في صناعة القرار العالمي، موضحا أن الملك عبدالله يعتبر حكيم الأمة الإسلامية وصاحب رؤية سياسية استراتيجية متقدمة ويحرص دائما على إيجاد حلول عادلة لقضايا الأمة الإسلامية في المحافل الدولية من خلال مبادراته السلمية العالمية، ودوره كذلك في فض النزاعات الدولية بين الدول. وأكد أن العلاقات السعودية الباكستانية تعتبر علاقات عميقة واستراتيجية وليست وليدة اليوم، تجاوزت كل الاختبارات ولها تاريخ من العراقة وتتسم بالقوة والحيوية والنشاط، مشددا على أن أمن المملكة من أمن باكستان، وأمن باكستان من أمن المملكة. وتابع قائلا: «إن أمن المملكة واستقرارها خط أحمر، وباكستان ترفض بشكل كامل أي تدخلات خارجية في الشؤون الداخلية للمملكة». مؤكدا أن هناك تنسيقا عاليا بين البلدين لتعزيز التعاون الاستراتيجي في المجالات الأمنية ومكافحة الإرهاب. وأضاف: «إن المملكة ساهمت بشكل كبير وفعال في مكافحة الإرهاب داخليا ودعم الجهود الدولية لاجتثاثه عالميا، وأصبحت مدرسة عالمية في مكافحة الإرهاب ومثالا يحتذى به في التعامل الحازم مع الإرهاب والتطرف». مستنكرا بشدة حادثتي الوديعة وشرورة الإرهابيتن اللتين وقعتا مؤخرا. وأشار رئيس الوزراء الباكستاني، إلى أن الشعب الباكستاني لن ينسى مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ودعمه المتواصل لهم في الظروف الحرجة والصعبة التي مروا بها في الفترات السابقة مدى الحياة، وهو حريص على الدوام على دعم أمن واستقرار باكستان، مؤكدا أن حكومته كانت ولا تزال تعطي الأهمية والأولوية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع المملكة والسعي معها لإيجاد حلول لقضايا الأمة الإسلامية خاصة أن المملكة وباكستان دولتان ذات وزن وتأثير على الساحة العالمية، ولديهما الرغبة والحرص على إيجاد حلول عادلة لأزمات المنطقة والعالم الإسلامي، وترغبان في تعزيز الأمن والسلم العالمي، معتبرا أن المرحلة الحالية الدقيقة التي تمر بها الأمة الإسلامية تتطلب تعزيز التنسيق بين البلدين لمصلحة الشعبين والأمة الإسلامية، مؤكدا أن الحل الأمثل لإنهاء الصراعات والخلافات هو إيجاد حالة التفاهم والوئام بين شعوب العالم. وأكد أن القضية الفلسطينية تحظى بكل الاهتمام من قبل الحكومة الباكستانية لأنها قضية شعب مناضل يعيش تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ عدة عقود، مطالبا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، موضحا أن ما يجري في غزة من أعمال قتل وتدمير من قبل القوات الإسرائيلية غير مقبول إطلاقا، وعلى المجتمع الدولي التحرك لإنهاء الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره. وأكد أن القوات الإسرائيلية ترتكب عمليات إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في ظل صمت دولي مريب، مطالبا الأممالمتحدة بسرعة التحرك والضغط على إسرائيل لوقف هجماتها البربرية على الشعب الفلسطيني. وكان رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، قد وصل أمس الأول للمملكة في زيارة لأداء مناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف، وتعتبر هذه الزيارة الثانية له منذ تقلده منصب رئيس الوزراء بعد فوزه في الانتخابات في مايو العام الماضي. وكان في استقباله في المطار صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة، وحسين نواز شريف. ويرافق شريف خلال الزيارة أسرته ووزير المالية إسحاق دار.