واشنطن، لندن - أ ف ب، يو بي آي - حذر خبراء أميركيون من انتشار ظاهرة تحول شبان أميركيين نشأوا في الولاياتالمتحدة الى العنف المسلح، متأثرين بفكرة «الجهاد». وأشاروا الى أن واشنطن تجاهلت هذا الأمر بسبب عدم معرفتها بالموقف الذي يجب اتخاذه لمواجهة هذا التهديد داخل الولاياتالمتحدة، و «أكبر دليل على ذلك توقيف السلطات الباكستانية أول من أمس خمسة شبان أميركيين يعيشون في فرجينيا إحدى ضواحي العاصمة واشنطن للاشتباه في تخطيطهم لتنفيذ هجمات. وقال نهاد عوض، المسؤول في مجلس العلاقات الأميركية – الإسلامية «كير»: «حين عثرت عائلة أحد الشبان الخمسة على شريط فيديو تحدث فيه أحد المعتقلين عن الجهاد أدركنا وجود مشكلة». وقال بروس ريدل، أحد العملاء السابقين في وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أي): «لا نملك معلومات عن القضية، لكن يبدو أننا إزاء شبان أميركيين من أصول باكستانية أو أفغانية أو صومالية تحولوا الى تبني العنف». وكشف ريدل أن «كير» تعلم منذ سنوات أن تنظيم «القاعدة» وحلفاءه مثل جماعة «عسكر طيبة» الباكستانية يتوقون لتجنيد شباب من أصول باكستانية يعيشون في الولاياتالمتحدة أو بريطانيا أو أي مكان آخر في العالم, «لأنهم يشكلون كسباً ثميناً لها». وتابع: «يحتاجون الى أفراد لا يثيرون أي شبهة لدى وصولهم الى مطارات في نيويورك أو لوس أنجليس أو واشنطن». وكان تقرير أصدره خبراء أميركيون عام 2007 الى «نمو كبير للفئة المتشددة والعنيفة من المسلمين في الغرب»، لكنه اعتبر أن الولاياتالمتحدة محصنة من هذا الخطر أكثر من البلدان الأوروبية. وأظهر توقيف عشرات من المشبوهين هذه السنة ضعف في هذا التقرير. واعتقل الأسبوع الماضي دايفيد هيدلي للاشتباه في مشاركته في شكل غير مباشر في الهجمات التي استهدفت مدينة بومباي الهندية العام الماضي والتخطيط لهجوم في الدنمارك. وبرر بروس هوفمان، خبير الإرهاب في جامعة «جورج تاون» عدم تنبه السلطات لهذه الظاهرة الى اعتبارها أن المشكلة لا تعني الولاياتالمتحدة، وانها تحدث مع آخرين فقط، و «هو تفكير ساذج». وفي بريطانيا، أفادت صحيفة «تايمز» أن شرطة مكافحة الإرهاب طالبت بإخضاع دور الحضانة للرقابة لمنع انتشار التطرف الإسلامي فيها. وأوردت أن «ضابطاً في وحدة مكافحة الإرهاب بشرطة مقاطعة غرب ميدلاند بعث رسالة إلكترونية إلى جهات معنية بالشؤون الاجتماعية كتب فيها: «آمل أن تبلغوني عن أشخاص أياً كانت سنهم تعتقدون أنهم وقعوا ضحية أفكار التطرف أو هم عرضة للتطرف، لأن أدلة تتوافر بأن تلقين التطرف يمكن أن يبدأ في الرابعة من العمر». وأضافت أن «عناصر من شرطة مكافحة الإرهاب تلقوا تدريباً خاصاً للتعرف الى الأطفال والصغار المعرضين لخطر التطرف، زاروا دور الحضانة، لكن سياسيين من أحزاب المعارضة البريطانية استنكروا هذ الإجراء، لأنها تزيد نفور الناس».