اسئلة كثيرة تطرح الآن في المجالس: لماذا لا تستغل قطع الاراضي التي تدخل ضمن النطاق العمراني؟ ولماذا لا يقبل المواطن العادي على شرائها؟ ولماذا هي كذلك مكشوفة بل غالبا ما تكون مرتعا للنفايات ورمي المخلفات؟ انها الاراضي البيضاء ونقصد بها المساحات الشاسعة التي تنتشر بين المدن مع ان البنى التحتية تطوقها من كل جانب. وكي اقرب الاجابة للقارىء الكريم اضرب مثالا حيا عايشته بالامس القريب. قطعة ارض كبيرة تقع على شارع عام بالدمام مستغلة ولسنوات كملعب لاحد فرق الحواري لكرة القدم اراد إداريو ذلك الفريق ان ينموا تلك الارض لفترة وجيزة فاقاموا عليها مهرجانا لمسابقة فنصبوا الاعلام الملونة وانشأوا مدرجات من الطابوق والاسمنت وعلقوا اللافتات ابتهاجا وطبعوا رقاع الدعوة ووزعوها لكنهم تفاجأوا مع بزوغ الشمس بالجرافات تدك أعلامهم ومدرجاتهم وتسويها بالارض دون سابق انذار فكان ما كان وعاد المكان كما كان. وعودا على الاسئلة التي طرحت نقول: ان السبب الرئيسي في عدم استغلال تلك القطع والتي توافر بها البنى التحتية هو قطع الاراضي التي تكون خارج النطاق العمراني وكي لا نقحم القارىء الكريم في متاهات المقارنة العقيمة. نقول ان الاغراء الحاصل في تقديم قطع الاراضي النائية سواء كانت الاغراءات من حيث القيمة او المساحة او ما شابه من المغريات هي في حقيقة الامر السبب الرئيس في تأخر تنمية او تأهيل ماهو بداخل النطاق، بمعنى انه لو كانت اراضي المخططات في غربي الدمام والتي تنحصر بين طريقي الظهران رأس تنورة وابوحدرية في متناول المواطن العادي ونعني به موظفي الدخل المحدود (بشتى مناسيب دخولهم) لو كانت اسعار الاراضي معتدلة ولا نقول رخيصة لكان الاولى بالمواطن العادي تملكها وبناؤها والسكن فيها لكنها غالبا ما تكون مرتفعة السعر مما يجعل المواطن عاجزا عن شرائها. ومن الاسباب الاخرى والتي يشترك فيها المستثمرون اولا ثم المسؤولون عن تخطيط المدن في بلدنا ثانيا تلك الاسباب في مجملها تنحصر في السماح بالتمدد الافقي ففي معظم دول العالم يحرص المخططون لتنظيم المدن على البناء العمودي وبذلك يسهل عليهم إمدادها بالخدمات توفيرا للوقت والجهد والمال ثم ان التوزيع الجغرافي يكون في متناول الطرفين المستثمر والمستهلك ونعني به المواطن العادي الذي هجر القرية وسكن المدينة والمستثمر الذي يرضى بربح (قليل دائم خير من كثير منقطع) فلولا اولئك القادمون من الهجر والقرى لما نمت المدن وتوسعت. وكي نقرب البعيد ايضا نضرب مثلا: هب ان هناك فئة لا يرغبون في السكن في المدن المكتظة بالسكان او في المباني المتراصة (الابراج) نقول لاولئك يوجد بديل لسكناكم وهو ما يطلق عليه (مخطط الاستراحات) فالمعروف لدى العاملين موظفين ومالكين ان معظم اعمالهم عادة ما تكون داخل المدن (مركز المدينة) وهم لا يتمتعون بالراحة الا ب (الاستراحة) وهي الملجأ المناسب خصوصا في عطلة نهاية الاسبوع. وللحديث بقية. *مستشار عقار واستثمار