بعد الانهيار الشهير لأهم الأسماء البارزة لمحلات البقالة على الإنترنت في نهاية التسعينات، عاد حلم الموجة الجديدة لتلك المحلات على الإنترنت ليبشرّ بالنجاح. وبقليل من التهويل، وفر أصحاب هذه المتاجر التسوق على الإنترنت لعشرات الملايين من المستهلكين عبر الولاياتالمتحدة والتي يتوقع أن تشمل كذلك مزيدا من الملايين. ويرى مراقبو الصناعة إن السؤال لم يعد مطروحا فيما إذا كانت متاجر البقالة ستنجح، ولكن السؤال كم سيكون مقدار هذا النجاح.فمن المتوقع أن تدرّ تجارة البقالة أون لاين على القائمين عليها خلال عام 2004، نحو 2.4 مليار دولار، حيث تمثل نحو 0.4 في المائة من حجم أسواق البقالة التي تصل إلى 570 مليار دولار، بحسب باتي فريمان المحلل بمركز جوبيتر.في حين يتوقع أن تدرّ هذه التجارة عام 2008، نحو 6.5 مليار دولار، وهو ما سيشكل نحو 1 في المائة فقط من 641 مليار دولار من حجم السوق حينئذ. ويقول مدير متاجر Safeway.com على الإنترنت، ميتش رودز، "إن حجم أعمالهم قد تضاعف في الأسبوعين الأخيرين ويتوقع كذلك أن تتضاعف مرة ثانية خلال السنة الجارية."فيما تقول شركة Peapod LLC، إن لديها نحو 150 ألف مستهلك على قائمة توصيل طلبياتها والتي تشمل شيكاجو والساحل الشرقي للولايات المتحدة.وتدير الشركة سلسلة من متاجر التسوق عبر الإنترنت على غرار Giant Stop & Shop .وبحلول عام 2006 تتوقع Peapod أن تضاعف عدد المستهلكين الذين تخدمهم عبر الإنترنت ليصل إلى 14 مليون مستهلك محتمل. في حين تقترب شركة freshdirect.com، التي افتتحت في خريف عام 2002 وتتخذ من نيويورك مقرا لها، من تحقيق رقم 100 ألف مستهلك وهو رقم تضاعف أربعة مرات خلال العام الحالي. ويتمثل مفتاح الصراع بين متاجر البقالة هذه على جعل الخدمة في متناول الزبائن بشكل كاف وأقل كلفة عليهم، لتغيير مفهوم عقود من العادات الشرائية. غير أن التحدي يبقى كذلك في أن العديد من المتسوقين لا تروق لهم فكرة أن يقوم أشخاص بالتبضّع نيابة عنهم.