قد نبارك لانفسنا بقدوم العطلة الصيفية، ودخولها علينا ضيفة تستحق الاكرام. لكن لا نجد من يكرمها حق الكرم المعهود، او بالأصح لا نرى من يستفيد منها في ضيافتها علينا. فتراها تدخل وتخرج ونحن اما في نوم عميق، او في لهو معيق، او في مشاكل تمنينا ان لا يكون هذا وقتها. فنرد على انفسنا قائلين: ذهبت العطلة فلم نر ولم نبصر. فلماذا لا نستغلها في اشياء تنفع الفرد والمجتمع سويا؟ فلو فكر الطلاب في حفظ اوقاتهم بعيدا عن الضياع، لوجدوا مكانا لتفريغ الاوقات والطاقات بها. فليست الاجازة توقفا عن الدراسة فحسب، بل هي فصل عام دراسي عن عام اخر مقبل علينا. ففرصة لنا ان نغير جو الدراسة الى جو نستفيد منه مستقبلا، لا تضييعه في السفر واللهو والنوم كذلك. فكل طالب يجب عليه ان يتنبه لهذه النعمة، ويرى هل هو قادر على الاستفادة منها؟ أو قادر على الافادة؟ فإنا نرى من لايوفقه الله تعالى للنجاح في الدراسة فتعاقبه المدرسة او بمعنى افضل من سابقة تفتح له المدرسة فرصة اخرى لمعاودة النجاح، فلا يكون عنده فرصة يستقل بها بين العامين الماضي والمقبل علينا. فأتمنى ان نضع قول النبي صلى الله عليه وسلم نصب اعيننا فقد قال: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ) رواه البخاري، فهذا المعنى لو تجلى الى عقولنا فإنا سوف نفيق من سبات النوم. فيصل بن عبدالعزيز المصطفى طالب بكلية الشريعة بالاحساء