خلال الأسبوع الماضي، انعقد المؤتمر الطبي العالمي الثالث، عن صحة الامومة والطفولة، بالبلدان النامية في بيروت. وقد افتتحت عقيلة رئيس الجمهورية اللبنانية، هذا المؤتمر، وكان الحضور متميزا.. حيث حضر هذا المؤتمر، ما يزيد على الف طبيب وطبيبة، من 31 دولة من مختلف دول العالم. وقد دعيت لحضور هذا المؤتمر، وناقش المجتمعون أمورا كثيرة، فيما يخص الأم والطفل. والواقع ان التمتع بالصحة الجيدة، هو حق من حقوق الإنسان، وشرط أساسي من شروط التنمية الإقتصادية والإجتماعية. وتؤثر الوفيات والأمراض بين النساء، على صحة ورفاهية أفراد العائلة جميعها وكذلك على جميع السكان خاصة أن النساء يلعبن دورا كبيرا في تربية الأطفال والاهتمام بأفراد العائلة. وتعتبر الأمهات الضامن الرئيسي لصحة الطفل، حيث يلعب الوقت الذي تكرسه الأم، باضافة الى معرفتها ومهارتها ومدى إهتمامها بصحتها، دورا جوهريا في بقاء اطفالها على قيد الحياة، ونموهم الصحي، خلال السنوات الأولى من حياتهم. إن استخدام الخدمات الصحية ظاهرة سلوكية معقدة. فقد أظهرت الدراسات الخاصة بالخدمات الصحية الوقائية والعلاجية، في كثير من أنحاء العالم. أن استخدام الخدمات الصحية، مرتبط بوجوده، وتكلفة هذه الخدمات، وينطبق هذا الأمر على خدمات صحة الأمومة، والتي تغطي المراحل الثلاث من الحمل - أثناء الحمل، خلال الولادة وبعدها. لقد ناقش المجتمعون أنماط رعاية الأمومة، وأنماط وفيات الأطفال والأمهات، في كثير من البلدان، ودعوا الى تطوير خدمات رعاية ما قبل الولادة، وتحديد الحمل ذي الخطورة العالية، وذلك لتحقيق تأثير ملموس في تخفيض وفيات الأمهات والأطفال، حيث أكد الجميع انه من الممكن إحداث المزيد من الحد في الوفيات. إن التحدي الأكبر في الوقت الحاضر هو تحويل ما نعرفه الى عمل جدي، وتطبيق التدخلات الموجودة على الأطفال والأمهات والعائلات، ممن يحتاجون لتلك التدخلات كي يتمتع الأطفال وأمهاتهم بصحة جيدة. ومن المعروف أن تخفيض نسبة الوفيات الناتجة عن الحمل والولادة بشكل كبير يعني وجوب حصول النساء اللاتي يعانين مضاعفات على خدمات الرعاية الولادية الطارئة الجيدة والكافية، بشكل فوري، كما ان التحدي الرئيسي لصحة الرضيع في الدول النامية، هو موضوع صحة الوليد، لذلك يجب التصدي لأسباب الوفيات التي تحدث خلال الشهر الاول بعد الولادة من أجل تقليل معدلات وفيات الرضع. * استاذ طب الأطفال واستشاري أمرض الدم والسرطان