يقدر عدد وفيات الأمهات على المستوى العالمي ب 529000 وفاة سنوياً أي بنسبة 400 وفاة في كل 100000 ولادة. ويعتبر النزف بعد الولادة أهم أسباب موت الأمهات حيث يكون السبب بنسبة 25% في وفيات الأمهات عالمياً. في الدول النامية تكون نسبة وفيات الأمهات بسبب النزف بعد الولادة بأكثر من 30%. وتقدر حالات النزف بعد الولادة ب 14 مليون حالة سنوياً وتكون نسبة الوفيات 1% . في بريطانيا تصل نسبة الوفيات بسبب النزف بعد الولادة إلى 28% من عدد وفيات الأمهات وتشير التحقيقات السرية الطبية لصحة الأم والطفل فعام 2000الى 2002 النزف يعد السبب الرئيسي الثاني لوفيات الأمهات حيث كانت هناك 17 حالة وفاة مباشرة بعد الولادة 10 حالات منها نزيف بعد الولادة. وهذا يشير إلى زيادة هذه المشكلة في تقرير التحقيق الطبي لعامي 2004 الى2006. وأشار تقرير المراقبة السري الاسكتلندي لحالات الإمراض الشديد للأمهات الحوامل ان النزف ما بعد الولادة أهم سبب للإمراض الشديد بعد الولادة. حيث كانت النسبة في عام 2004م 3.2 في كل 1000 ولادة وفي عام 2005 ازدادت إلى 4.5 لكل 1000 ولادة. ولذلك لجان لتقويم وتطوير طرق للتقليل من مخاطر النزف الشديد بعد الولادة. فبالإضافة للمعاناة للام والعائلة فان النزف بعد الولادة يكون عبئاً كبيراً على الأنظمة الصحية. ويعرف النزف بعد الولادة هو فقدان أكثر من 500 مل من الدم بعد الولادة الطبيعية أو أكثر من 1000مل بعد الولادة القيصرية. ويعرف مركز الرقابة السري الاسكتلندي لإمراض الأمهات النزف الشديد الحاد هو فقدان ما يزيد عن 2500مل من الدم بعد الولادة أو ما يحتاج إلى نقل خمس وحدات أو أكثر من الدم أو ما يحتاج إلى علاج اعتلال التخثر. ويصنف النزف بعد الولادة إلى نوعين أولي وهو ما يحدث في خلال 24 ساعة من الولادة و الثانوي وهو ما يحدث بعد 24 ساعة من الولادة إلى ما بين 6 إلى 12 أسبوعا. المتابعة الطبية تجنبها مشاكل الولادة الأسباب وعوامل الخطورة: قد يكون السبب للنزف بعد الولادة بسبب عامل واحد أو مجموعة من العوامل التي قد تؤدي لحدوثه وهذه العوامل هي ضعف انقباض الرحم بعد الولادة مباشرة أو بسبب وجود بقايا داخل الرحم من الأغشية المحيطة بالجنين أو المشيمة أو خثرات دموية وقد يسبب تمزقا في الرحم أو عنق الرحم أو المهبل والسبب الآخر وجود عيوب في تخثر الدم. ويعتبر زيادة توسع الرحم بسبب الحمل بأكثر من جنين ، زيادة السائل الامنيوسي أو كبر حجم الجنين من عوامل الخطر المتوقعة لهذه المشكلة. كما ان السمنة، الحمل الأول، التهاب المشيمة والأغشية الجنينية، وانبثاق الأغشية الجنينية قبل الولادة، أورام الرحم الليفية، العمليات القيصرية السابقة، النزف ما قبل الولادة بسبب انفصال المشيمة المبكر أو المشيمة الهابطة، تسمم الحمل، تحريض الطلق الصناعي، زيادة طول مدة المخاض والولادة المهبلية باستخدام الجفت أو الملقاط الولادي، كثرة عدد الولادات وعمر الأم المتقدم من عوامل الخطورة المعروفة للنزف بعد الولادة. وللأسف أصبحت جميع هذه العوامل متواجدة عند الكثير من النساء الحوامل مما يزيد من نسبة ارتفاع حدوث النزف. وعلى الرغم من ذلك فقد يحدث النزف لدى المرأة من دون وجود أي من عوامل الخطر. الوقاية والعلاج: إن المتابعة أثناء الحمل ضرورية جداً لتفادي حدوث هذه المشكلة الخطيرة جداً حيث انه من الممكن التنبؤ سريرياً بحدوث مثل هذه الحالات وتحويلها لمراكز طبية متقدمة تمتلك الإمكانيات والخبرة للتعامل مع مثل هذه الحالات. كما يجب أثناء الحمل التأكد من صحة الأم وخلوها من الأمراض وتفادي حدوث فقر دم قبل الولادة. كما يجب تجهيز الدم أثناء الولادة والتعامل مع الولادة بمتابعة دقيقة ووجود أطباء ذوي خبرة عالية في مجال التوليد عالي الخطورة و التدخل الطبي السريع في الوقت المناسب تفادياً لحدوث هبوط حاد في الدورة الدموية و سيولة في الدم قد يصعب بعد ذلك التحكم في حالة المريضة. وتستخدم العديد من العقاقير العلاجية بشكل روتيني لزيادة سرعة انقباض الرحم وخروج المشيمة تلقائياً. وقد تحتاج المريضة التي تعاني من النزف وبشكل عاجل للفحص تحت التخدير لإزالة أي بقايا في الرحم أو في حالة حدوث تشققات مهبلية أو في عنق الرحم وقد يضطر الطبيب المعالج لإجراء عملية جراحية لإصلاح أي تمزق في الرحم قد يحدث أو إجراء عملية لربط الشرايين الدموية المغذية للرحم لوقف النزيف بشكل عاجل وقد يكون آخر الوسائل الجذرية لوقف النزف وانقاذ حياة المريضة هو استئصال الرحم وحيث ان أي تأخير قد تكون عواقبه وخيمة وللأسف قد يكون التأخير أحيانا بسبب قلة خبرة الطبيب المعالج ورغبة منه في المحافظة على الرحم في الوقت الذي تتدهور فيه حالة المريضة بشكل سريع وفي الغالب يكون السبب في التأخير رفض العائلة لإجراء عملية استئصال الرحم اعتقاداً منهم بتعجل الطبيب في اتخاذ القرار ومن المعروف ان اتخاذ القرار مثل هذا يتم بواسطة أكثر من استشاري ذوي خبرة عالية في مجال التوليد. وبفضل من الله سبحانه وتعالى إن أكثر من 90% من الولادات تتم دون أي مخاطر وتنتهي بالفرح والسرور ولكن هناك نسبة صغيرة جداً من حالات الولادة قد يصاحبها بعض المضاعفات الخطيرة وأهمها وأخطرها النزف بعد الولادة الذي يعد اكبر كابوس يواجهه طبيب التوليد. ولتفادي هذه المخاطر يجب توفر الكفاءات الطبية ذوي الخبرة العالية وتوفر الإمكانيات العلاجية في جميع مراكز التوليد كما ان الأم يجب عليها تفادي الحمل إذا كانت هنالك أي من عوامل الخطورة المتكررة ولديها عدد كافٍ من الأبناء والاهتمام بالمتابعة الدقيقة أثناء الحمل حتى لو كانت حالتها الصحية جيدة.