عزيزي رئيس التحرير نتيجة لادراك القيادة الواعية لقيمة الثروة الانسانية تلك الثروة التي يجب العناية بها والحفاظ عليها ومنحها كل فرصة للنمو حتى يتمكن المجتمع من ان يجني ثمر هذه العقول عندما تنضج وتتخصص وتبدأ دورها في الانتاج فطالما ان الاسبقية في التقدم الحضاري والانتاج الفكري والثقافي والصناعي تتوقف على الانسان فيجب ان تتركز الخدمات في المجتمع على تنمية الثروة البشرية فيه وذلك لان ثروات الامم لا تقاس بمدى ما في ارضها من مواد ومعادن وما تتضمنه من اموال بقدر ما تقاس بمدى عنايتها بأجيالها المقبلة والكشف عن قدرات شبابها وشاباتها وتوجيهها حتى يفيد المجتمع من اكبر عدد من ابنائها ولا تضيع ثروة هائلة تتمثل في نوابغ وعباقرة نظرا لانهم لم يجدوا التربية الصالحة التي تساعد على ظهورهم ونمو قدراتهم وهذا لا يتيسر الا عن طريق عملية التربية التي تمارسها المدرسة الحديثة وتدعمها وتشجعها القيادة المدركة الواعية وقد قابل هذا الاتجاه في الاهمية تغير في وجهة النظر التربوية اذ لم يعد هدف المدرسة الاقتصار على حشو اذهان التلاميذ بالمعلومات وفرضها بصورة لا تتفق مع متطلبات نموهم ومتطلبات العصر بل اصبح ينظر اليها على انها مؤسسة تعمل لتهيئة مناخ تربوي سليم يضمن تحقيق جوانب النمو الشامل للناشئة فأتت جائزة الامير محمد بن فهد للتفوق العلمي مؤكدة اهمية الجانب النفسي لما له من دور كبير ومردود في استمرارية التحصيل والتفوق العلمي فالجميع يعرف بلاشك ان التحفيز يدخل السعادة على النفس ويبعث السرور ويزيد الهمة والنشاط ويشحن الطاقة وخاصة لمن هم في مقتبل العمر فيشعر الطالب بالاعتزاز بذاته فيكون له اثر على نتاجه فيرفعه الى المزيد من التفوق من ناحية وينعكس من ناحية اخرى على علاقته بوالديه واسرته ومدرسته ومجتمعه الصغير والكبير فتكون العلاقة فيها نوع من الاستقرار والامن العاطفي والاجتماعي المتبادل وكذلك بالنسبة لتقديره واحترامه لوطنه وقادته فيكون مردوده ايجابيا في اتجاه الجميع اما والداه فيبعث فيهما السعادة والرضا علاوة على الهدف الاكبر وهو اخراج انسان منتج للمستقبل متحمل للمسؤولية فاعل قادر على الخوض في سوق العمل العالمي، وهذه الجائزة هي جائزة تأهيلية للحصول على جائزة اكبر وهي الانضمام الى مركز الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين. وأخيرا ان القيادة الحكيمة تنهض بالمجتمع من جميع النواحي فسمو الأمير محمد بن فهد مسئول كريم واهل الشرقية يستحقون كل اهتمام وتشجيع. @@ خديجة الهلالي