الطبيبة النفسية(شيري جلاس) تقول في كتابها مجرد أصدقاء: أن أي علاقة مع الجنس الآخر حتى لو كانت في حدود الصداقة , وتكون اكثر مودة وقوة من علاقة الزوج وزوجته في حقيقتها خيانة , وتنصح بتجنب أي صداقة حميمة مع الجنس الآخر لأن هذه الصداقة إذا تحولت إلى مودة اكبر وأقوى من تلك التي يشعر بها الزوج لزوجته فسوف ينزلق دون أن يشعر إلى علاقة قد تضر بالعلاقة الزوجية وتهدد بالانهيار , وأنا أقول فلو فرض وكانت هناك صداقة بالفعل بين زملاء عمل من الجنسين وهذا بالطبع قليل في مجتمعنا أو ربما لا يوجد وحتى لو كان , فلماذا يسمح لهذه الصداقة بان تصل لحد الود الذي يفوق حب الزوجة , وكما يقول (الشيطان شاطر) فلماذا لا نكون نحن الذين وصلنا لدرجة من النضوج الفكري والتكنولوجي اشطر من ذلك الشيطان ؟ . بديننا وبإرادتنا وبقدرتنا التي لا يستهان بها نستطيع الانتصار عليه . في الغرب وحيث الانفلات الخلقي والتسيب تحدث الكثير من تلك المشاكل ولكن في مجتمعنا الإسلامي وفي بلادنا على الأخص التي تطبق أحكام الشريعة الإسلامية في تربية أبنائها ويحسدها الغرب بل يتمنون لو تطبق تلك الأساليب التربوية في مجتمعهم خاصة في مدارسهم وجامعاتهم بفصل البنين عن البنات لعدم تفاقم المشاكل الاجتماعية وتزايد الأطفال غير الشرعيين هذا مثال ونعود لموضوعنا الأساسي لا اعتقد انه تكون هناك صداقة إلا إذا كانت مقصودة من كلا الطرفين , صداقة المرأة بالرجل غير مبررة لأنها قد لا تكون كصداقة الرجل للرجل أو كصداقة المرأة للمرأة إذا تعمقت خاصة مع زيادة المشاكل العائلية فقد تعمق تلك الصداقة وتحولها المشاكل الى شعور عاطفي يكون اشد قوة من عاطفة الزوجين تجاه بعضهما , وأكبر التحديات التي تهدد العلاقات الزوجية الفشل في المحافظة على الحب القديم , ناهيك عن انشغال الطرفين بالمشاكل الحياتية , وكثرة الانتقادات , والروتين والرتابة كل ذلك من عوامل قتل الحب فتتقلص العواطف مع مرور الوقت , وفي النضج العاطفي والشعور بما يحتاج إليه كلا الطرفين بداية وجوهر العلاج صداقة كل الصداقات وتحول دون اقتحام صداقة أخرى حصن الزوجية صداقة الزوجين لبعضهما, وشعورهما بحالة السكن الزوجي (الزواج) التكافل والحب الذي هو الاتحاد والملاذ الآمن ,ولابد أن يظهر الزوجان هذا الحب لتأكيده أولا لتجهيزه ثانيا , ولابد وقوفهما معا في وجه العواصف , وذوبان ضمير الأنا والأنانية في اتحادهما الروحي لتصبح جميع الأشياء مشتركة الهموم والأماني , وتشرق شمس الحب من جديد .