انتقد مسئول أمني كبير في حكومة تايلاند امس إجراء مفاوضات مع جماعة إسلامية في إشارة إلى خلاف داخل الحكومة التايلاندية حول كيفية التعامل مع موجة العنف في أقصى جنوب البلاد. وقال الجنرال تشافاليت يونجتشايود نائب رئيس الوزراء ورئيس مجلس الامن الوطني وهو قائد عسكري سابق وتولى من قبل منصب رئيس الوزراء إن إجراء مفاوضات مع جماعة بيراستو الاسلامية ليس خيارا واقعيا. واضاف تشافاليت للصحفيين في مقر الحكومة إن إجراء مفاوضات مع الانفصاليين فكرة جيدة على المستوى النظري ولكن لا يمكن تنفيذها على حد قوله. واشار الى ان الحكومة لا تستطيع بأي حال الموافقة على مطالب وان قدير شي مان رئيس جماعة بيرساتو خاصة إقامة منطقة إدارية خاصة تتمتع بما يشبه الحكم الذاتي في أقاليم أقصى جنوبتايلاند ذات الاغلبية المسلمة. وقال: لا يجب أن نولي اهتماما كبيرا لجماعة بيرساتو. وتتناقض انتقادات تشافاليت مع تصريحات مسئولين آخرين بالحكومة من بينهم ر ئيس الوزراء تاسكين شيناواترا ووزير الدفاع شيتها تاناجارو اللذان رحبا باقتراح التفاوض مع جماعة بيرساتو. ونقل عن وزير الدفاع أن المفاوضات مع بيرساتو يمكن أن تبدأ الشهر المقبل عقب مفاوضات مباشرة بين الاسلاميين وتاسكين. وتضم منظمة بيرساتو العديد من الجماعات بما فيها منظمة بيتاني المتحدة للتحرير ومنظمة باريسان الثورية الوطنية التي تتهم بتنفيذ هجمات في الجنوب. وكان وان قدير شي مان قد قال مطلع الاسبوع إنه يريد التفاوض مع الحكومة لانهاء موجة العنف في الاقاليم الجنوبية التي يهيمن عليها أغلبية من المسلمين. وقال إن مسلمي تايلاند سيتنازلون عن مطلبهم السابق بإقامة دولة مستقلة ويقبلون حكما شبه ذاتي من حكومة بانكوك. واستخدمت حكومة تايلاند القوة الوحشية والحوافز الاقتصادية للسيطرة على العنف الذي هز أقاليم أقصى الجنوب منذ يناير. وبلغ العنف في الاقاليم الجنوبية ذروته في 28 أبريل الماضي عند مقتل 107 مسلحين وخمسة رجال شرطة وجنود في سلسلة من الهجمات على يد متشددين مسلحين بمدي ضخمة على مرافق حكومية تتمتع بحراسة أمنية كثيفة. وقد أرسلت الحكومة قوات قوامها 13 ألف جندي إلى الجنوب في محاولة لوقف سلسلة من الهجمات المحدودة على مسئولين حكوميين ومعسكرات الجيش ونقاط الشرطة والمدارس والمعابد البوذية.