ليس هناك من لا يغضب, لكن الغضب مثل اي شيء آخر ان زاد عن حده انقلب الى ضده. وقد كنت اعتقد ان من يكتم غضبه يتعرض لمشاكل اكثر من الشخص الذي يعبر بشكل صريح عن غضبه, الى ان قرأت دراسة امريكية تؤكد انه في الحالتين فان الغضب يؤدي الى نتائج سيئة لا تختلف الا في الحدة.. ففي الحالة الاولى (الكبت) فان الانسان يصاب بارتفاع ضغط الدم واحيانا الاصابة بمرض السرطان (والعياذ بالله) اما الغضب الصريح فيؤدي الى الاضرار بشرايين القلب واحتمال الاصابة بالازمات القلبية لان انفجار موجات الغضب يزيده اشتعالا وتصبح السيطرة على الانفعالات امرا في غاية الصعوبة خاصة ان الحالة الجسمانية للفرد لا تنفصل عن الحالة النفسية وبالتالي فان الاعضاء الحيوية تزيد من افراز عصاراتها لدرجة انها تسد الطريق امام جهاز المناعة واعاقة حركة الاجسام المضادة المنطلقة من هذا الجهاز ومنعها من الوصول لاهدافها داخل جسم الانسان ويتبع ذلك تقلص تلك الغدد التي تفرز العصارات مما يفسر تحول بعض الخلايا الى سرطانية. ان الله - سبحانه وتعالى - خلق قلب الانسان ليمارس عمله بشكل طبيعي وهذا القلب مثل اي جهاز يطول عمره ان كان استخدامه بشكل عادي, اما ان يضاف اليه جهد آخر فانه بلاشك يقل عمره الافتراضي باذن الله, وعندما يغضب الانسان تزيد دقاته بشكل كبير وتزيد نبضاته بشكل مضاعف في الدقيقة الواحدة بسبب الانقباضات مما يضطر معه القلب لضخ مزيد من الدم وكأننا نضاعف عمله ونرهقه مما يجهده ويقلل سنوات العمر لدى الانسان. انني ادعو كل قارىء لان يراجع نفسه, وان يحاول التخلص من حالات الغضب التي تنتابه حتى لا يجد نفسه في مصحات القلب او عيادات الضغط والسكر او غرف العناية المركزة جراء ذبحة صدرية يتسبب فيها بنفسه ازاء غضب على اشياء بسيطة لا قيمة لها.. جربوا مرة ومرتين وثلاثا ان تبسطوا الامور ولا تعقدوها وان تهدأوا بدلا من ان تغضبوا وافردوا وجوهكم بالابتسامة ولا تعقدوا حواجبكم اشارة لغضب قد يودي بحياتكم او ينغص على من حولكم. لقد نصح الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - رجلا طلب نصيحته بألا يغضب وكرر النصيحة عليه اكثر من مرة. فهل لكم غير نصيحة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ؟. ولكم تحياتي ,,,