روي أن رجلا قال للنبي (صلى الله عليه وسلم)، أوصني قال (لا تغضب)، فردد مرارا (لا تغضب). رواه البخاري. ثبت علميا أن الغضب كصورة من صور الانفعال النفسي يؤثر على قلب الشخص الذي يغضب نتيجة تفاعل فيزيولوجي للغضب مما يزيد عدد مرات انقباضاته في الدقيقة الواحدة، فيضاعف بذلك كمية الدماء التي يدفعها القلب إلى الأوعية الدموية مع كل انقباضة، وهو ما يجهد القلب لأنه يزيد عمله عن المعدلات العادية. فإن لم يسيطر الإنسان على غضبه لا سيما إن كان قد اعتاد على عدم التحكم في مشاعره، فقد ثبت أن الإنسان الذي اعتاد على الغضب يصاب بارتفاع ضغط الدم، ويزيد عن معدله الطبيعى، حيث إن قلبه يضطر إلى أن يدفع كمية من الدماء الزائدة عن المطلوب، كما أن شرايينه الدقيقة تتصلب جدرانها وتفقد مرونتها وقدرتها على الاتساع لكي تسمح بمرور تلك الكمية من الدماء الزائدة التي يضخها القلب المنفعل، لهذا يرتفع الضغط عند الغضب، هذا بخلاف الآثار النفسية والاجتماعية التي تنجم عنه في العلاقات بين الناس والتي تقوض من الترابط بينهم. وكان العلماء يعتقدون في الماضي أن الغضب الصريح ليس له أضرار، وأن الغضب المكبوت فقط هو المسؤول عن كثير من الأمراض، الإ أن دراسة أمريكية حديثة قدمت تفسيرا جديدا لتأثير هذين النوعين من الغضب مفاده أن الكبت أو التعبير الصريح للغضب يؤديان إلى الأضرار الصحية نفسها، وإن اختلفت حدتها، ففي حالة الكبت قد يصل الأمر عند التكرار إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وأحيانا إلى الإصابة بالسرطان. أما في حالة الغضب الصريح وتكراره فإنه قد يؤدى إلى الإضرار بالشرايين واحتمال الإصابة بأزمات قلبية قاتلة، لأن انفجار موجات الغضب قد يزيده اشتعالا ويصبح من الصعب التحكم في الانفعال مهما كان ضئيلا، فالحالة الجسمانية للفرد لا تنفصل عن حالته النفسية مما يجعله يسري بسرعة إلى الأعضاء الحيوية في إفراز عصاراتها ووصول معدل إفراز إحدى هذه الغدد إلى حد سد الطريق أمام جهاز المناعة في الجسم، وإعاقة حركة الأجسام المضادة المنطلقة من هذا الجهاز عن الوصول إلى أهدافها. الأخطر من ذلك كله أن بعض الأسلحة الفعالة التي يستخدمها الجسم للدفاع عن نفسه والمنطلقة من غدة حيوية تتعرض للضعف الشديد نتيجة لإصابة هذه الغدة بالتقلص عند حدوث الغضب، وذلك يفسر احتمالات تحول الخلايا السليمة إلى سرطانية في غيبة النشاط الطبيعى لجهاز المناعة. وصدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي أوصانا بعدم الغضب، ومن هنا تظهر الحكمة العلمية والعملية في تكرار الرسول (عليه الصلاة والسلام) توصيته بعدم الغضب.وارتباطا بما ذكر تأتي لعبة «البلوت» التي ينبغي على العاقل أن يعرف أضرارها، فهذه اللعبة منشؤها من عقائد غير عربية، ورموزها تشير إلى هذه العقائد أنها غير صحية، كما أنها سبب في القطيعة والتباغض والتدابر بين المواطنين، بل والأقارب، بسبب الغضب الذي يصيب الممارسين، كادت أن تكون ليليا هي الوسيلة الوحيدة للترفيه والمنتشرة بين الشبان والشيّاب الرجال منهم، وانتقلت العدوى إلى النساء. هذا هو الرابط العلمي بين الغضب والبلوت والقلب. فنصيحتي للجميع هي نصيحة سيد الخلق الذي لم ينطق عن الهوى، فالعلم الآن يزكي بنصيحته. * استشاري الباطنية والسكري فاكس 6079343 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 189 مسافة ثم الرسالة