لقد ادخل المستشفى تحت رعايتي حعن: مجموعة من الحالات تشبه جلطات القلب إلى حد بعيد، وحدثت في الغالب بعد انفعال نفسي وشخصت على أنها أزمات قلب انفعالية (stress induced cardiomyopathy) وهي حالات تبين مدى تأثير الضغط النفسي على عضلة القلب والشرايين . وسئلت كثيرا من المرضى والزملاء عن: ماهية هذا المرض؟ كيف يمكن الوقاية منه؟هل من الممكن أن يسبب الوفاة؟هل يمكن علاجه؟ لماذا لايحدث هذا المرض لكل من يغضب او يحدث له انفعال نفسي؟ هل يمكن حدوثه مرة اخرى؟.. الخ. ولتعميم الفائدة نقول أن هذا المرض عادة يحصل بعد خلاف حاد، خسارة مالية، غضب شديد، كوارث طبيعية تسبب الخوف والذعر، وفاة أو فقدان أناس عزيزين لديك .. وقد ذكر ذلك أو مايشبهه في جميع الحضارات السابقة، فمثلا : قال تعالى (تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين) فالحرض هو فساد الجسم والعقل من الحزن (الطبري) فالآية تبين أن الحزن الشديد المستمر يؤدي إلى المرض العضوي والنفسي أو الوفاة....وهذا ما أثبته العلم الحديث (PTSD). وهذه الأزمات تبدأ بأعراض تشبه جلطة القلب إلى حد بعيد تبدأ بألم في الصدر، كتمه، دوخه، تغيرات في تخطيط القلب، والإنزيمات، وتغيرات في انقباض عضلة القلب بأشكال مختلفة، فشل قلبي، انخفاض الضغط، التوقف المفاجئ للقلب ومما يميز هذا المرض عن جلطات القلب (التي قد تحدث بعد الانفعالات أيضا) هو عدم وجود انسداد في شرايين القلب يسبب الأعراض أعلاه، وهو يحدث في الجنسين رجالا ونساء وغالبا مايكونون في متوسط العمر حدود 6050سنة. وهناك مفهوم يجب أن يصحح للبعض وهو أنه ليس بالضرورة أن يصاحب جميع هذه الحالات انتفاخ في قمة القلب (apex). وهناك نظريات متعددة عن فسيولوجية هذا المرض ليس هذا موضع شرحها. وهو مرض أول ماوصف في اليابان 1991ثم توالت الدراسات الواصفة لهذا المرض من جميع أنحاء العالم، وقد نشر ذلك في مجلات علمية متخصصة مثل نيو إنجلاند. وفي الغالب تتحسن هذه الحالات من دون مشاكل تذكر. ولا يوجد دواء حتى تاريخ كتابة هذا المقال يمنع حدوث هذا المرض. أما لماذا يتأثر به البعض دون الكل؟ فذلك يعتمد على عوامل متعددة ومتداخلة: مقدار الضغط النفسي والفترة الزمنية التي تعرض لها المريض، مدى الاستعداد النفسي لهذا الانفعال، الوسائل المستخدمة في الوقاية وكذلك طرق التصريف المستخدمة لهذا الانفعال. وطرق الوقاية تختلف حسب ثقافة المتلقي وخلفيته الاجتماعية، لذلك انصح الجميع بنصيحة سيد الأنام- قدوتنا وأسوتنا الحسنة - صلى الله عليه وسلم (لا تغضب) فردد مررا قال (لا تغضب)، أما إذا غضبت فاقطع ما أنت فيه فورا وتوضأ وأسبغ الوضوء وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم صل لله ركعتين واطلب منه في عالي سماه تفريج الكرب لأنه لايحدث في كونه سبحانه إلا مايريد واقتد بسنة هادينا وقائدنا إلى الحوض (كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة) فإن لم تستطع الصلاة لسبب أو لآخر فعليك بالمشي ولاتنطق ببنت شفه في موقع الحدث وذلك لان الغضب يجرك إلى أقوال وتصرفات لاترتضيها لنفسك أو لغيرك في حالة الهدوء والاستقرار التام وتأمل قصة الكليم عليه أتم السلام .. ألقى الألواح.. مع أن فيها كلام الله وهدى ورحمة.. وأخذ برأس أخيه يشده إليه.. ولما سكت عن موسى الغضب.. تراجع.. واخذ الألواح أو ماتبقى منها. وفي المجتمعات الأخرى تمارين الاسترخاء والنفس العميق واليوجا والتنفيس بالحديث مع من يستطيع مساعدتك....الخ كلها وسائل فعالة ولا ارى مايمنع من استخدام الأسلوبين أعلاه. وأخيرا، إلى القراء الكرام: الله الله في قلوبكم.ودمتم. *استشاري أمراض القلب