من نعمة الله -تعالى- على المسلمين أن جعل لهم أسوة حسنة تتمثل فيها مكارم الأخلاق، وذلك هو رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي أثنى عليه ربه -عز وجل- فقال: «وإنك لعلي خلق عظيم» (القلم-4)، ومن أكرم الأخلاق مجاهدة النفس في عدم الغضب. النص المعجز: عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: «قلت يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة» قال: «لا تغضب» (البخاري 6116). وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رجلًا قال للنبي -صلى الله عليه وسلم- أوصني فقال: «لا تغضب» فردد مرارًا فقال: «لا تغضب» (رواه البخاري). وعن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قلت يا رسول الله ما يمنعني من غضب الله قال: «لا تغضب» (الألباني في صحيح الترغيب: 2747 صحيح). الحقيقة العلمية المرتبطة بالنص: الغضب ممرض للجسم البشري مهدر لقواه بكيفيات مهلكة منها: * الغضب يجهد القلب؛ لأنه يجبره علي زيادة معدلات عمله عن المعتاد. * يصاب الغاضب بارتفاع ضغط الدم وتفقد الشرايين بتكرار الغضب مرونتها، كما ترتفع شحوم الدم فيحدث تصلب الشرايين. * قد يؤدي الارتفاع المفاجئ للضغط إلى النزف الدماغي. * الغضب يرفع مستوى السكر الدموي فيؤهب للإصابة بالسكري. * الغضب يؤدي لتثبيط حركة الأمعاء فيحدث الإمساك. * الغضب يؤدي لنقص المناعة وفتح الطريق لحدوث الالتهابات الميكروبية. * الغضب يهيئ لحدوث قرحة المعدة أو ارتفاع الحموضة بها. * أثبتت الدراسات العلاقة الوثيقة بين الغضب وبين ظهور الأورام الخبيثة؛ إذ إن الاضطراب الهرموني بالغدد يهيئ لظهور بؤرة سرطانية. وجه الإعجاز: لقد أهدانا النبي -صلي الله عليه وسلم- منهجًا هو في حد ذاته إعجاز إذ يتألف من سبعة أسس نبوية لمنع وقوع الغضب وخمسة أخرى هي بمثابة أدوية لعلاج الغضب إذا وقع ،قمنا –بفضل الله- بترتيبها وبيان أوجه الإعجاز الطبي والنفسي فيها. د/ محمد العجرودي عضو الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة